كاتب أمريكي: 4 أسباب وراء قرار "رئيس الأركان" خوض السباق كوك: عنان اتخذ قراره لإعطاء ترشح السيسي نوعا من الشرعية وهذا الأمر يبدو غريبا ولكنه ليس بالأمر غير المسبوق المشير ورئيس الأركان لديهما اتفاق واضح بضرورة الحفاظ على مكانة المؤسسة العسكرية واستمرار بسط نفوذه على الوضع فى مصر وسط حالة الضباب السياسية التى تعيشها مصر .. هناك الكثير من الأسئلة الحائرة التى يبدو الإجابة عليها أمرا دونه خرط القتاد , حيث لايمكن وضع تفسيرا محددا لما وصلت إليه القاهرة وما سوف تصل إليه كما أنه لم يعد ممكنا تقديم تفسير واضح لمواقف السياسيين أنفسهم.. من الأمور التي حيرت الكثير هو ترشح الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق لانتخابات الرئاسة , رغم تأكده أنه فقد الكثير من شعبيته خلال فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للبلاد والتى لعب فيها دور الرجل الثاني ، بجانب علمه أنه سيواجه منافسة شرسة من قبل المشير عبد الفتاح السيسي في حال ترشحه.. كل هذه الأسئلة دفعت عدد من الخبراء العالميين المهتمين بالشأن المصري إلقاء الضوء على الأسباب الحقيقية وراء تمسك عنان بالترشح للرئاسة .. فى هذا الإطار قال ستيفن كوك الخبير في الشأن المصري في مقال له على صفحة مجلس العلاقات الخارجية التابع للخارجية الأمريكية, إن إعلان الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة ترشحه للانتخابات الرئاسية أمر يثير التساؤل؟ لاسيما وأنه يبدو ترشح غير عملي وغير بناء مع توقع ترشح المشير عبد الفتاح السيسي والأكثر من ذلك أنه سيكون مرشح الجيش ،وفي هذه الحالة سيكون الأمر صعب جدا على رئيس الأركان السابق لاسيما مع الدعاية الكبيرة التي يحظى بها المشير والتي وصلت إلى حد وضع صوره على الحلوى والملصقات , بجانب تأليف عدد من القصائد من أجله ،كما أن هناك الكثير من المصريين يميلون في هذه اللحظة إلى السيسي ،أما عنان فقد تم تشويهه خلال 18 شهرا التي كان خلالها أحد قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم البلاد ،الأمر الذي يعني أنه لا يملك هذا الدعم الواسع الذي يحظي به منافسه. وتساءل كوك لماذا يريد عنان ترشيح نفسه حاليا؟ وأجاب بأن ترشح عنان كما هو الحال في كل الأمور بمصر هو أكثر تعقيدا من فكرة أنه رجل طموح يريد قيادة بلد عظيم وإخراجها من حافة الهاوية , مشيرا إلى أنه في 12 أغسطس 2012 كان يبدو أن عنان سوف يختفي عن الأنظار ففي مساء هذا اليوم أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية آنذاك ياسر على أن كلا من عنان والمشير محمد حسين طنطاوي لم يعدا من كبار ضباط الجيش في مصر ،وأن هناك إعادة تشكيل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ،ولكن ما حدث هو أن المشير تقاعد وأصبح رئيس الأركان مستشارا عسكريا للرئيس مرسي ،وبدا هذا الأمر وكأنه نهاية مذلة لعسكري ناجح يحظى بالاحترام تدرب في فرنسا والاتحاد السوفيتي. ولفت كوك إلى أن عنان ذاع صيته بعدما تتبع الإرهابيين الذين نفذوا مجزرة معبد حتشبسوت بالأقصر في آواخر عام 1997 وبعد سنوات قليلة عينه الرئيس الأسبق مبارك قائدا للقوات الجوية وفي عام 2005 كان بين قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف كوك: أن عنان بكل الأحوال كان ضابطا ذو شعبية ويحظى بتقدير كبير لاسيما بالمقارنة مع الرجل الذي كان يعمل تحت قيادته وهو المشير طنطاوي ،حيث كان عنان المسئول الأول عن العلاقات مع الولاياتالمتحدة ،وخلال ثورة 25 يناير كان في واشنطن لإجراء محادثات روتينية مع نظيره الأمريكي إلا أنه قطع زيارته في 28 يناير وعاد للقاهرة ،وفي هذا الوقت زادت التكهنات حول دور الولاياتالمتحدة في هذه الثورة إلا أنه لم يثبت هذا الأمر وظلت هذه الفكرة مجرد تخمين وقال كوك إنه من غير الواضح لماذا قرر عنان الترشح للانتخابات الرئاسية ؟ والتي ينافسه فيها حتى الآن السياسي الناصري حمدين صباحي والمحامي الناشط السياسي خالد علي إضافة إلى احتمال ترشح السيسي ،إلا أن هناك أربعة تفسيرات ممكنة قد تبرر موقف رئيس الأركان السابق والتفسير الأول والأكثر مثالية هو أن عنان يشعر بالواجب الوطني المفروض عليه ،وهو الأمر الذي ألهمته به نفس الأفكار والمبادئ التي شجعته على الانضمام للكلية الحربية في عام 1967 ،حيث كان يريد الدفاع عن مصر ،إلا أن هذا التفسير قد يثير السخرية عند البعض وقد يرونه أنه تفسير غير محتمل ،إلا أنه لا يمكن التقليل من هذا الشعور بالنسبة لضابط تحمل مسئولية البلاد من قبل وبالتالي فرغم أن الكثير من المحللين لا يتفقون مع هذا الرأي إلا أن القادة العسكريين يصدقون أن ما يقوم به من أجل البلاد. أما التفسير الثاني وفقا لكوك فهو أن عنان قد يكون قرر الترشح لإعطاء ترشح السيسي نوعا من الشرعية وهذا الأمر يبدو غريبا ولكنه ليس بالأمر غير المسبوق. ورأى كوك أن هذا الأمر تحقق في عام 2012 عندما تقدم عمر سليمان رئيس المخابرات الأسبق بالترشح للرئاسة رغم علمه بأنه لن يتم قبوله من قبل اللجنة العليا للانتخابات ،وفي نفس الوقت كان هناك قلق من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة من ترشح خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل ولكن لم يكن بإمكانه منعهما بشكل صريح من الترشح لأن ذلك كان سيثير ضجة في الشارع ،وبالتالي فكان الحل هو رفض شخصية مرموقة ومقربة مثل سليمان مع رفض المرشحين الإسلاميين حتى يتم التأكيد على أنهما لم يكونا مقصودين بالتحديد ،ومن الممكن أن يعطي ترشح عنان بعض الشرعية للسيسي لإعطاء نوع من المصداقية للانتخابات مع وجود شخصيتان عسكريتان تتنافسان وبالتالي يبدو الوضع أقل من فكرة الانقلاب التي يروج لها معارضي السيسي. أما التفسير الثالث فيمكن أن يندرج تحت فكرة إفشال ترشح السيسي والعمل على دفعه للتفكير في الأمر من جديد ،وأوضح كوك أن السيسي وعنان لم نستطع أن نقول إنهما من أجيال مختلفة فالفرق بينهما فقط ثمان سنوات ،لكن بصرف النظر هما من دفعتين مختلفتين من الكلية الحربية وبالتأكيد هما جزءا من شبكات عسكرية مختلفة ،فعلى الرغم من أن العسكريين أثبتوا القدرة على التماسك والعمل سويا من أجل هدف مشترك لكن في نفس الوقت الجيش منظمة كبيرة ،ومن الطبيعي أن يختلف القيادات حول القضايا الهامة كونهم مختلفين اجتماعيا ،مع أن الكثير من المحللين يفضلون النظر للجيش من خلال ورشة عمل 6 أكتوبر 1973 و 11 فبراير عام 2011 و3 يوليو 2013 وكانت كل هذه اللحظات استثنائية ،وخلاصة القول في هذا الشأن إن القوات المسلحة يمكن أن يكون بداخلها العديد من وجهات النظر ،ومن هنا يمكن أن يكون ترشح عنان بهدف إثناء السيسي عن ارتكاب خطأ كبير يمكن أن يؤذي الجيش كمنظمة. والتفسير الرابع من وجهة نظر كوك أن يكون السيسي وعنان متفقان سويا في جهد واسع لحماية الجيش ومصالحه ،فهما يفهمان جيدا أن وجود وزير الدفاع في قصر الرئاسة أمر سيء للجيش ومصر ونتيجة لذلك فقد يتم اختيار القائد العسكري المسن الموجود بالفعل في السباق الرئاسي حيث أن احتمال فوز عنان قائم وبالتالي يظل السيسي أقوى رجل على أرض النيل وهذا الأمر سيكون له فوائد كبيرة للجيش والسيسي حيث سيعيد الصلة بين الرئاسة والقيادة العليا للجيش ويضمن وجود شخصية لها ثقل عالمي على الكرسي وفي نفس الوقت سيسمح للجيش بأن يحكم دون مخاطر ،أي أن الجيش في هذه الحالة سيكون له دورا سياسيا مع احتفاظه بهيبته وقوته وأضاف كوك أنه بغض النظر عن كيفية تطور السباق الرئاسي وعدم وضوح ما إذا كان السيسي سيخوض هذه المعركة أم لا ،فإن الإجماع حول وزير الدفاع أمرا ظاهريا كما أن العملية السياسية بشكل عام غير حقيقية ،وكل شيء في مصر لا يزال محل خلاف وسيظل الأمر كذلك حتى في عهد عبد الفتاح السيسي إذا أصبح رئيسا.