«تصريحات الرئيس السيسى، والتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، زيارة الرئيس الإريترى لمصر، زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للقاهرة، نفت شن حرب على السودان»، هكذا فسر مراقبون، تصريحات الرئيس السوداني، عمر البشير، والذى وجه فيه بالعمل على حل القضايا العالقة مع مصر التى استوجبت استدعاء السفير، وسط تأكيدات بأن الفترة القادمة ستشهد تطورًا فى العلاقات "المصرية-السودانية". وخلال اجتماع عقده "البشير" مع السفير السودانى بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم الذى استدعى قبل أسبوعين للتشاور، وجه الرئيس السوداني، عبد الحليم، بحل الخلافات العالقة مع مصر. وأبدى الرئيس السودانى خلال اللقاء، ثقته فى الدبلوماسية السودانية لتأسيس علاقات مع جميع دول الجوار تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، كما اطمأن على أوضاع الجالية السودانية بمصر. السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الإعلام يساعد فى كثير من الأحيان على تصعيد الأزمات بين الدول، منوهًا بأن تصريحات السفير السودانى تم نقلها بشكل خاطئ، ولم يكن المقصود منها ما روجته وسائل الإعلام. وخلال حديثه ل"المصريون"، أضاف بيومي، أن الرئيس السيسى أكد قبل أيام أن مصر لن تشن حربًا على السودان ولا تفكر فى ذلك مطلقًا، بل إنه شدد على ضرورة عدم التعرض للسودان بأى لفظ مشين أو مسيء، منوهًا بأن تصريحات الرئيس فى الغالب دفعت البشير إلى إعادة التفكير مرة أخرى فى العلاقات مع مصر. وأوضح، أن الرئيس السودانى ربما فكر فى أن حل المشكلات بالطرق الدبلوماسية هو السبيل الأفضل، لا سيما بعد تصريح "السيسي"، الذى أكد فيه أن مصر لا تتآمر على أى دولة، وأن العلاقات بين مصر والخرطوم متينة وتاريخية. مساعد وزير الخارجية الأسبق، نوه بأن زيارة الرئيس الإريترى "إسياس أفورقي" للقاهرة، وكذلك زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى "هايلى ميريام ديسالين" التى جرت خلال الثلاثة أيام الماضية، تُعد أحد الأسباب القوية التى دفعت البشير إلى التوجيه بحل الأزمات مع مصر، مضيفًا: "يجوز أن نفكر فى أنه من باب أولى أن يتفاوض مع مصر، طالما أن إثيوبيا تتفاوض مع مصر". واختتم حديثه، قائلًا: "عوامل كثيرة ربما دفعت البشير إلى التوجيه بحل الأزمات، هذا بالإضافة إلى أن اللغة السائدة لحل الأزمات، هى اللغة الدبلوماسية الهادئة". إلى هذا، أشار الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية والسياسية بالجامعة الأمريكية، إلى أن الرئيس السودانى يدرك تماًما أهمية العلاقات المصرية السودانية، والتى شهدت تدهورًا واضحًا الفترة الماضية، مؤكدًا أن ذلك دفع البشير إلى محاولة تحريك المياه الراكدة، ومحاولة حلها. وأوضح اللاوندى، خلال حديثه ل"المصريون"، أن زيارة رئيس وزراء إثيوبيا لمصر وبدء مفاوضات بين الجانبين، وكذلك زيارة رئيس إريتريا، أجبرت السودان على تغيير موقفها تجاه مصر، والبحث عن قنوات اتصال مع القاهرة. المحلل السياسي، أكد أن السودان يدرك أنه دولة مصب وليس منبعًا، وكان عليه مراجعة موقفه هذا منذ فترة، مشيرًا إلى أن موقف السودان الأخير يجعل الأمور تسير فى نصابها، ومن المؤكد أن العلاقات بين الجانبين ستشهد تحسنًا ملحوظًا الأيام المقبلة. وأكد أن الرئيس السودانى يريد نزع فتيل الأزمة بين القاهرةوالخرطوم، على اعتبار أن القاهرة ليست دولة مختلفة عن السودان، وتمثل عمقًا استراتيجيًا لها. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، قريب الله الخضر، أعلن سابقًا، أن الوزارة قررت استدعاء سفير السودان لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم إلى الخرطوم؛ بغرض التشاور دون إبداء السبب أو مدة بقائه فى هناك - وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية. ومن أبرز الملفات الشائكة بين الجانبين ملف "سد النهضة"، ومثلث "حلايب وشلاتين"، واتهامات الرئيس السودانى عمر البشير لمصر ب"دعم الحركات المتمردة فى السودان، وبيع ذخائر فاسدة للجيش"، ولم يصل الجانبان حتى الآن لحل بشأن تلك القضايا المثارة.