الزمن مساء الأحد 13 (نوفمبر) 2005.. المكان منطقة الجادرية القريبة من المنطقة الخضراء ببغداد، حيث مقر مكتب وزير الداخلية العراقي. أما الحدث فإنه يقع لأول مرة في العراق منذ غزوه، من قبل القوات الأمريكية .. أكثر من عشرين دبابة تابعة للجيش الأمريكي تدهم المقر، وتلقي القبض على عدد كبير من قادة وضباط الداخلية، بعد أن عثرت على معتقل سري غاية من الوحشية وانعدام الإنسانية. ربما ليست هي المرة الأولى، التي تقع فيها وزارة الداخلية العراقية فريسة نقد على عمليات قتل واعتقال سرية، تقوم بها عناصرها، منذ أن تسلمت حكومة إبراهيم الجعفري مقاليد السلطة في نهابة نيسان (أبريل) الماضي، غير أنها المرة الأولى التي تقع فيها تلك الوزارة في أيدي القوات الأمريكية، وهي تقوم بممارسات غير إنسانية. فضيحة فاقت بوحشيتها كل جرائم أبو غريب، التي ارتكبها الجيش الأمريكي، أو استوت معها، فلا تقل عنها بشاعة.. أكثر من 200 معتقل عراقي كلهم من العرب السنة وضعوا في ملجأ يقع تماما تحت مكتب وزير الداخلية العراقي باقر جبر صولاغ، ويديره كبار القادة والضباط في الوزارة، بحسب مصادر مطلعة في الجيش الأمريكي، شاركت في عملية الدهم. وذكرت تلك المصادر لوكالة "قدس برس" أنها عثرت على جثث مقطعة، ملقاة على الأرض، في انتظار وضعها في أكياس ونقلها إلى مدافن سرية، فيما عثر على جثث أخرى داخل أكياس الموتى، بعد أن تعرضت لعمليات تعذيب، فيما وجد أكثر من 200 معتقل عراقي في داخل غرفة ضيقة، وآثار التعذيب بادية عليهم، وسوء التغذية أحال أغلبهم إلى أجساد هلامية، كما تم العثور على قاعات للتعذيب، وغرف امتلأت بالمحتجزين. وقالت مصادر مطلعة في وزارة الداخلية العراقية إن القوات الأمريكية، التي حاصرت المبنى، قامت بنقل المعتقلين إلى أحد مراكز التأهيل التابعة لتلك القوات، حيث قامت فرق الإسعاف الأمريكية بعمليات إنقاذ وإسعاف للمعتقلين، الذين سلخت جلود عدد كبير منهم، بسبب عمليات التعذيب الوحشية، التي تعرضوا لها. وأوضحت تلك المصادر أن القوات الأمريكية اعتقلت كافة الضباط والمراتب الموجودين في المقر التابع لوزارة الداخلية، كما أن المسؤول عن المعتقل السري، وهو ضابط برتبة مقدم، اعترف بتفاصيل كاملة عن المعتقل، مما يرجح أن تطال الفضيحة مسؤولين كبار في الداخلية، وبعض السياسيين العراقيين. وسارع رئيس الحكومة العراقية إبراهيم الجعفري إلى محاولة لملمة القضية قبل أن تصل إلى وسائل الإعلام، عندما عقد مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء (15/11) واعدا بالكشف عن المسؤولين عن هذه الانتهاكات. وقال الجعفري للصحفيين "لقد أحطت علما بوجود 173 معتقلا في سجن تابع لوزارة الداخلية، يعانون من سوء التغذية، كما ورد إلى علمي أنهم تعرضوا للتعذيب". إلا أن مراقبين قالوا إن ما تم اكتشافه لا يعدو أن يكون غيضا من فيض لما تقوم به أجهزة وزارة الداخلية العراقية، مشيرين إلى أن ما جرى اكتشافه لا ليس سوى قمة في جبل جليد المخفي أكثر بكثير من الظاهر منه. ورحب بيان للقوات الأمريكية في العراق صدر مساء الثلاثاء بتصريحات رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري، التي أعرب خلالها عن قلقه إزاء إساءة معاملة معتقلين في سجن تابع لوزارة الداخلية. وذكر بيان القوات الأمريكية أن السفير زالماي خليل زاده والجنرال جورج كاسي قائد القوات الأمريكية في العراق ناقشا هذه القضية مع مسؤولي الحكومة العراقية على أعلى المستويات. وقال البيان "إننا نتفق مع المسؤولين العراقيين بأن إساءة معاملة المعتقلين مسألة خطيرة ومرفوضة تماما". وأضاف أن الحكومة العراقية لها صلاحية التحقيق ومحاكمة المشتبه في مسؤوليتهم عن أي إساءة معاملة للمعتقلين وتقديمهم للعدالة. من جانبه قال الدكتور محسن عبد الحميد رئيس الحزب الإسلامي العراقي إن كل المعتقلين كانوا من العرب السنة. وأضاف أن قوات الأمن كانت تعتقل مئات الأبرياء، وتعذبهم بوحشية بهدف الوصول للإرهابيين، على حد قوله. جرا ثونج وكالة الأنباء الإسلامية اتهم أهالي قرية جرا ثونج بإقليم ناراتيوات ذي الأغلبية المسلمة بجنوب تايلاند قوات الشرطة بقتل 9 مسلمين من أسرة واحدة بينهم رضيعة لم تتجاوز 8 أشهر، وإصابة 9 من أسرتين أخريين بالرصاص خلال غارة ليلية. وقال "إكرا تيبروتي" المتحدث باسم الجيش التايلان