رحبت مجموعة من الأقباط بخطاب الرئيس محمد مرسى, واصفين إياه بالاعتدال والجدية إضافة إلى حسه الثوري، وشددوا على ضرورة أن يلتزم الرئيس المنتخب بتعهداته وأن يسعى لتحقيق كلامه إلى حقيقة فعلية يراها جموع الشعب وليس الأقباط فقط. واعتبر القمص بولس عويضة أن الطريقة التى بدأ بها مرسى فترة رئاسته لمصر, مهمة جداً ومطمئنة لجموع الشعب, مشيرًا إلى أن الخطاب جاء جامعًا وشاملاَ, وطريقة إلقائه للخطاب تعبر عن الشعب وأنه منه وابنه وله. وأضاف عويضة أن الرئيس بدأ صفحة جديدة متصالحة مع الشعب المصرى أجمع وأنه يريد بناء دولة قوية على أسس سليمة, إضافة إلى أن خطابه تضمن لآفاق جديدة يشعر بها الجميع. وأشار عويضة إلى أن الرئيس كرر كلمة الدولة المدنية الديمقراطية الدستورية الحديثة أكثر من مرة, مما يعبر عن احترامه لمصر وللمصريين، داعيًا إلى أن يترجم مرسى هذه الخطابات إلى أفعال حقيقية. اتفق معه فى الرأى اللواء نبيل لوقا بباوى، مشيرا إلى أن خطاب مرسى وبدايته معتدلة, لأنه راعى فيه التوازنات مع كل طوائف المجتمع دون انحياز لأحد. ورأى لوقا أن الرئيس مرسى قد حاز وسيظل يحوز على ثقة وحب الشعب المصرى بجميع طوائفه, مؤكداً ترحيبه الشديد بآراء مرسى حول شكل الدولة وتأكيده على أن الدولة مدنية ديمقراطية. واعتبر أن هذا من شأنه طمأنة جميع طوائف الشعب، مؤكدًا أن مصر ستظل دولة مدنية والدستور سيظل ينص على مدنية الدولة؛ لأن مصر لكل المصريين وليس لفئة بعينها. وأكد بباوى ثقته فى الرئيس المصرى، مشيرا إلى أنه سيعمل جاهداً على تحقيق وعوده التى قطعها على نفسه نظراً لأن الشعب المصرى تغير ونضج وأصبح يعى حقوقه وواجباته، بالإضافة إلى أنه يعيى جيداً كيف يواجه وكيف يطالب وكيف يسيطر على خوفه, وحل اللغز بالنسبة له هو "ميدان التحرير". وقال إن قوة إرادة الشعب والتى نوه عنها الرئيس فى خطاب "التحرير" هى بالفعل أقوى من الحكومة وأقوى من البرلمان، وهو الشيء الذى فطن إليه مرسى منذ البداية. واعتبر رمسيس نجيب محامى الكنيسة أن خطاب مرسى دل بشكل لافت على الطيبة والسماحة والبساطة التى يتمتع بها, مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن المشوار طويل أمام الرئيس, ومن هنا فلا بد أن يبدأ بالفعل الحقيقى على أرض الواقع لأن الوضع سيئ بفعل الماضى والخطابات وحدها لا تكفى. وطالب المحامى القبطى من الرئيس أن يضع الشعب وخاصة الأقباط نصب عينيه وأن يبحث معهم عن حقوقهم الضائعة منذ ثلاثين عاماً، مشيرا إلى أن الطمأنة الحقيقية ستكون تأتى بالأفعال، عن طريق تحقيق دولة مدنية دستورية حديثة من خلال دستور مدنى يتعامل مع المصالح والكفاءات وليس العصبيات والقبليات.