أكدت مصادر رفيعة المستوي داخل دائرة صنع القرار بالأمانة العامة للحزب الوطني أن المفاوضات ما زالت جارية بين قيادات الحزب الوطني علي مستوي المحافظات التي أجريت فيها انتخابات الجولة الأولي والمستقلين الذين خاضوا تلك الانتخابات سواء خاضوها علي مبادئ وبرنامج الحزب الوطني أو غير ذلك لضمهم إلي الحزب الوطني لتحقيق الأغلبية تحت القبة. أكدت تلك المصادر أن المفاوضات مع هؤلاء ما زالت مستمرة خاصة وأن الأغلبية منهم لم تسفر المفاوضات معهم عن شيء خاصة في ضوء الشروط التي وضعوها ومنها ضرورة تصحيح الأوضاع داخل الحزب وإقالة العديد من القيادات التي لم تحسن الاختيار وكانت سبباً مباشراً في فشل الحزب في الحصول علي الأغلبية في الجولة الأولي للانتخابات. وأشارت تلك المصادر إلى أن المفاوضات ما زالت مستمرة مع المستقلين وذلك في محاولة لتحسين موقف الحزب في النتيجة النهائية. وأكدت تلك المصادر في نفس الوقت أن الحزب في مفاوضاته أكد لهؤلاء المستقلين أنه سيتمم قطع الصلة كاملة مع الرافضين للعودة أو الانضمام للحزب الوطني. فيما أكدت تلك المصادر أن الحزب وعد المستقلين عند انضمامهم للحزب بمواقع حزبية في أمانات الحزب علي مستوي المحافظات والمراكز والأقسام كنوع من التكريم لهم والانضمام إلي عضوية اللجنة البرلمانية للحزب بعد تشكيل المجلس الجديد. وأشارت تلك المصادر إلي أن تحركات الحزب تأتي في إطار حسابات خاصة وتخوفات من نتائج المرحلتين الثانية والثالثة للانتخابات. وأكدت تلك المصادر أن الحزب الوطني يدرس حالياً من خلال لجان تقييم أسباب نتائج المرحلة الأولي التي شهد فيها مرشحو الوطني سقوطا جماعيا في العديد من الدوائر وما تلقاه الحزب من شكاوى عديدة من المرشحين الذين سقطوا والذين يعدوا من الرموز وكشفهم عن العديد من الملاحظات والسلبيات التي أدت إلي سقوطهم وتأكيدهم بأنهم وقعوا ضحية الخلافات في الرؤى بين الحرس القديم والحرس الجديد وتأكيدهم أيضاً أن سقوطهم جاء نتيجة التحالفات السرية والعلنية سواء كانت داخل أمانات الحزب بالمحافظات أو نتيجة تحالفات سرية بين مرشحي الحزب والمستقلين أو مع التيار الإسلامي. وقالت المصادر أن الاتهامات تناولت أيضاً اللجنة العليا المشرفة علي الدعاية لمرشحي الحزب الوطني وقولهم أنها لم تفعل شيئاً مهماً وأنها لم تقم بالدور المنوط لها رغم الإمكانيات التي تملكها. يأتي ذلك في الوقت الذي سيطرت فيه حالة من القلق والغليان داخل جدران الحزب الوطني بعد الفشل التي تحقق في الجولة الأولي للانتخابات لمرشحيه. رغم التدخلات السافرة التي انقذدت عددا من مرشحيه في اللحظات الأخيرة وبعد فرز الأصوات يتغير النتائج وإسقاط المرشحين المنافسين رغم تفوقهم في نتائج الفرز بأصوات تزيد عن 4 آلاف صوت ، يأتي هذا القلق في ظل تقارير الاستطلاع التي أكدت أن الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي تبدأ غدا الأحد في 9 محافظات هي الإسكندرية والبحيرة والإسماعيلية والسويس وبورسعيد والقليوبية والغربية والفيوم وقنا سوف يحقق فيها مرشحو الحزب الوطني أرقاماً متدنية وأن الحزب الوطني لن يحصد أكثر من 55 مقعدا في ظل منافسة شرسة في مواجهة 1520 مرشحاً بينهم مرشحو التيار الإسلامي الذين يتمتعون بقاعدة شعبية في دوائر تلك المرحلة والتي تصل إلي 72 دائرة للفوز ب 144 مقعداً.