ربما يكون هو الأغرب أن العاصمة الثانية وعروس البحر المتوسط الإسكندرية لا يوجد بها ونحن على مشارف عام 2018 مستشفى أو مركز متكامل لعلاج الأورام. يقول سمير أحمد موظف بالمعاش من منطقة الرمل، إن المراكز الموجودة بالمحافظة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهي قرابة 8 مراكز وأقسام اسمًا والفعلي منها 4 فقط. وأضاف أن مركز محمد رشيد لعلاج الأورام بمحطة الرمل يقدم خدمة طبية مجانية لمرضى السرطان وأغلب المترددين عليه من الأقاليم والأرياف وأحوالهم المادية شبه معدومة فى ظل ارتفاع أسعار أدوية السرطان. وطالب رجال الأعمال بالإسكندرية والقادرين بالتبرع بأي حاجة حتى لو بوقتك وتروح تزور الأطفال اللي هناك وتخفف عنهم الدعم النفسي بيفرق جدًا معاهم. وكشف عن صعوبة الوضع، حيث يقوم الأطباء في أغلب الأوقات بالاستغناء عن رواتبهم، أو التبرع بجزء منه لمساعدة الحالات المحجوزة بالمركز. وأشارت رانيا محمد جمعة، مريضة بالسرطان: "أعالج فى مستشفى جمال عبد الناصر قسم علاج الأورام والطبيب كتب روشتة بها حقن "اندوسكان" تعطى مع جرعات الكيماوى غير متوفرة بالتأمين الصحى وليست متوفرة فى الصيدليات فى الخارج ذهبت فى كل مكان وميعاد جرعتى اتأجل اكتر من مرة". وطالبت بحل لمرضى السرطان وقالت: "كفاية مرضهم عليهم مش كمان الحقن مش موجودة". من جانبه، صرح الدكتور مجدى حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، بأنه سيتم رفع كفاءة مستشفى القبارى قريبًا، لتصبح أول مركز متخصص لعلاج الأورام فى الإسكندرية تابع لوزارة الصحة، حيث لا يوجد بالإسكندرية إلى الآن ونحن فى عام 2017 مركز متخصص فى علاج الأورام تابع لوزارة الصحة أو مديرية الشئون الصحية. وأكد أن المركز لن يخدم محافظة الإسكندرية فقط بل سيخدم قرابة 5 محافظات من مطروح وكفر الشيخ والبحيرة والإسكندرية والغربية. فيما أوضح الدكتور هيثم علي أخصائي الأورام، أن أمراض الأورام عمومًا ومرض السرطان خصوصًا تحول إلى وباء وشبح يطارد البسطاء في مدن وقرى مصر؛ حيث تزايدت أعداد المصابين بشكل مخيف في الفترة الأخيرة يقابله نقص وانكماش في الخدمات الطبية للمرضى بالمستشفيات الحكومية. وأكد أن رعاية مريض السرطان يجب أن تكون مشتركة بين الأقسام الطبية الأخرى، مثل الباطنة والجراحة وغيرها، في حال إذا لم يتوافر مكان بداخل قسم الأورام يتم حجز المريض بقسم من الأقسام الأخرى، ومتابعة حالته من خلالها. وطالب بمعاملة مريض السرطان الفقير مثل المرضى الذين يتلقون أفضل معاملة بالمستشفيات الخاصة، مع ضمهم للتأمين الصحي حتى يتم إسقاط متاعب كثيرة على المرضى.