40 صورة ترصد الحشد الكبير لمؤتمر اتحاد القبائل العربية    «التعليم» تلوح ب «كارت» العقوبات لردع المخالفين    حجازي: فلسفة التعليم المجتمعي إحدى العوامل التي تعمل على سد منابع الأمية    أحمد موسى: مشروع «مستقبل مصر» سيحقق الاكتفاء الذاتي من السكر    بدء التشغيل التجريبي للتقاضى الإلكتروني بمحاكم مجلس الدولة .. قريبا    مصادر سيادية مصرية تنفي إجراء محادثات هاتفية مع إسرائيل بشأن أزمة معبر رفح    الكرة الطائرة، تعرف على تشكيل الجهاز الفني للمنتخب الوطني    "مدرب الأهلي الحالي".. الاتحاد المصري لكرة الطائرة يعلن عن المدير الفني الجديد للمنتخب    تأجيل محاكمة المتهم باستعراض القوة وقتل شخص بالقليوبية    "مش هتلمسني إلا لو موتني".. القبض على سائق أوبر متهم بخطف فتاة التجمع    لو بتستعد للإجازة.. مواعيد القطارات الصيفية لمرسى مطروح والإسكندرية    كواليس وضع اللمسات الأخيرة قبل افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته ال77    إيرادات الأحد.. "السرب" الأول و"فاصل من اللحظات اللذيذة" بالمركز الثالث    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: لو بتسرح في الصلاة افعل هذا الأمر «فيديو»    أفغانستان: استمرار البحث عن مفقودين في أعقاب الفيضانات المدمرة    بعد الإعلان عنها، تعرف على شروط ورابط التقديم لوظائف الجامع الأزهر    طارق فهمي: فزع في إسرائيل بعد اعتزام مصر الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا    ساوثجيت عن تدريب يونايتد: شيء واحد فقط يهمني    أشرف زكي: «اللي عايز يعرف تاريخ مصر يتفرج على أفلام عادل إمام»    رشا الجزار: "استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطنيين"    إيسترن كومباني بطلًا لكأس مصر للشطرنج    بوتين يعقد أول اجتماع لمجلس الأمن الروسي بعد التغييرات في قيادته    هل يدعو آل البيت لمن يزورهم؟.. الإفتاء تُجيب    طرق إنقاص الوزن، بالأطعمة الصحية الحارقة للدهون    قديروف يعلن مشاركة قوات شيشانية في تحرير منطقة "أغورتسوفو" في مقاطعة خاركوف    مدرب توتنهام: لا أستمتع ببؤس الآخرين.. وأثق في رغبة المشجعين بالفوز على مانشستر سيتي    سينتقل إلى الدوري الأمريكي.. جيرو يعلن رحيله عن ميلان رسمياً    رئيس جنايات بورسعيد قبل النطق بالحكم على مغتصب طفلتين: الجاني ارتكب أبشع الجرائم الإنسانية    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    الغموض يحيط بموقف رياض محرز من الانضمام للمنتخب الجزائري    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق السياحة العلاجية    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    إطلاق مشروع تطوير "عواصم المحافظات" لتوفير وحدات سكنية حضرية بالتقسيط ودون فوائد    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    افتتاح أول فرع دائم لإصدارات الأزهر العلمية بمقر الجامع الأزهر    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    معهد الاقتصاد الزراعي ينظم ورشة للتعريف بمفهوم "الزراعة بدون تربة"    تحرير 92 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز البلدية والأسواق    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    محافظ القليوبية يستقبل رئيس جامعة بنها (تفاصيل)    هل يحق للمطلقة أكثر من مرة الحصول على معاش والدها؟.. «التأمينات» توضح الشروط    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    هيئة التنمية الصناعية تستعرض مع وفد البنك الدولى موقف تطور الأعمال بالمناطق الصناعية بقنا وسوهاج    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرات طبية وجهود أهلية لاكتشاف وعلاج المرض
السرطان ينهش الوادى الجدىد

المرض الخبيث بات يهدد صحة المصريين ويثير حالة من الرعب والألم فى حياتهم، إذ لا تخلو عائلة تقريبا من إصابة فرد أو أكثر بهذا المرض اللعين، فمنهم من يقاومه ويهزمه ومنهم من يتمكن المرض من جسده ورغم كل شيء تظل معدلات الشفاء عالية فى حالة اكتشاف المرض فى مراحله الأولى .
من هنا كانت أهمية ما نكتبه فى سطور هذا التحقيق الصحفى الذى ينقل معاناة قاسية لأهالى محافظتى أسيوط والوادى الجديد مع مرض السرطان، وننقل أيضا الجهد الطبى والعلاجى والوقائى الذى بدأ فى الخروج للنور لقهر المرض الخبيث .
وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإنه من المتوقع تزايد نسب الإصابة عالميا بمرض السرطان لتصل إلى 13,1 مليون نسمة عام 2030 كما تتوقع الدراسات الطبية أن يشهد عام 2015 ارتفاعا ملحوظا فى حصيلة ضحاياه فى مختلف المحافظات الفقيرة التى تغفل الحكومة عن معاناة أصحابها فى بعض المناطق ، بينما تسعى الجمعيات الأهلية على قدم وساق إلى تقديم الوعى الكافى لأسر المصابين بالمرض الخبيث ومساعدة المرضى وأسرهم ، لكن ضعف الإمكانات يحول دون تحقيق أهدافهم ، معلقين آمالهم على أن تستمع وزارة الصحة لمطالبهم لوقف إزهاق أرواح ضحايا المرض.

ومن النماذج التى تحملت الكثير من الأعباء محافظتا الوادى الجديد وأسيوط اللتان لم تجدا يد العون سوى من كوكبة من كبار الأطباء والعلماء الذين أطلقوا «مبادرة» لعلاج المرضى وعقد بروتوكولات تعاون مشترك دائم ومستمر مع وزارة الصحة والمحافظة وهيئة الطاقة الذرية ومراكز البحوث ومعامل الأشعة والتحاليل المركزية لإنشاء وحدات قريبة ومتخصصة لعلاج الأورام هناك ، وتقديم الوعى الكافى لاكتشاف المرض الخبيث مبكراً حيث إن نسبة الشفاء من مرض السرطان فى مراحله الأولى تصل إلى 90% .
برنامج جديد
تقول الدكتورة سهام السعدنى مدير عام الإدارة العامة للأشعة المصاحبة للوفد الطبى إن هناك برنامجا جديدا بوزارة الصحة بتكلفة 40 مليون جنيه بالإدارة العامة للأشعة هدفه توفير جميع التقارير الطبية لجميع أجهزة الأشعة سواء مقطعية أو رنين مغناطيسى أو سونار أوالاشعة العادية أوأشعة فحص الثدى على مدار 24 ساعة لمدة 7 أيام فى الاسبوع حيث يقوم بكتابة التقارير أمهر الاستشاريين فى أقرب وقت ممكن مما يوفر الوقت للمريض والطبيب خاصة حالات الطوارئ والمضاعفات وحالات الارتجاع للأورام ، كما يوفر البرنامج فرص تعليم صغار الأطباء عن طريق مراجعة تقارير الأساتذة.
وتؤكد الدكتورة سهام أنه تم توفير الأفلام الخام التى يتم استخدامها فى الفحوص بدلاً من طباعة الأفلام على C D وإعطاء المريض فيلما واحدا لترشيد نفقات الافلام بالوزارة ، ويتم تنفيذ هذا البرنامج عن طريق المركز الرئيسى بالادارة العامة للأشعة ، وحفظ جميع الفحوص التى يتم عملها على أى جهاز ، وفى أى مستشفى مهما يبعد لمدة خمس سنوات فأكثر .
وصرحت مدير عام الادارة العامة للأشعه بأن البرنامج بدأ بالفعل فى نهاية 2014 كمرحلة أولى حيث تم ربط كل من مستشفى كفر الشيخ وأم المصريين وشرم الشيخ الدولى وأورام سوهاج والعريش والاقصر العام والفيوم العام، وفى المرحلة الثانية سيتم ربط 30 مستشفى، ونرغب فى ربط مستشفى الداخلة المركزى ووحدة علاج الأورام الجديدة، وتساءلت: لكن كيف ذلك وفواتير التليفونات والإنترنت بالمستشفى لم يتم سدادها؟ ومعظم الاجهزة فيه معطلة ؟ ولا يوجد كوادر طبية ؟ والوحدة الجديدة لعلاج الاورام لم يتم تجهيزها حتى الآن؟! ولذلك خاطبت مدير المستشفى ووكيل الوزارة بالمديرية بما هو مطلوب فى اسرع وقت وأرسلت تقريرا للمحافظ بما يحتاجه المستشفى ووحدة الأورام.
تصحيح الأوضاع
وتعرب الدكتورة أمل نورالدين رئيس قسم النظائر بهيئة الطاقة الذرية ورئيس المعمل المركزى للتحاليل الطبية عن سعادتها هى والوفد المكون من 18 طبيبا وعالما وباحثا فى كل التخصصات من الحملة التى أتاحت لهم فرصة محاولة تصحيح الاوضاع الخاطئة والوقوف بجانب مرضى الوادى ، والبحث عن أسباب الإصابة بمرض السرطان فى الآونة الأخيرة فى واحة الداخلة ، حيث حمل الوفد معه أدوات تحاليل وأنابيب وحواملها وسرنجات ومساحات الكحول والبلاسترات وكمية من الشيتات لعيادات الكشف للرجال والنساء وتنكات لحمل عينات المياه وأكياسا ورقية مخصصة لحفظ عينات النبات والقفازات الطبية وجميع الاجهزة والمعدات لسحب العينات لعمل المسح البيئى الكامل للكشف عن تلوث الهواء والماء والانسان والحيوان والنبات والتربة ومعرفة هل كان هناك نسبة تلوث إشعاعي من عدمه.
وتضيف أنه من منطلق استخدام المهارات البحثية وتطبيقها لخدمة المجتمع تم بالفعل الكشف الطبي وتشخيص الأورام ووصف العلاج لحوالى 1800حالة وعمل تحاليل وسحب عينات دم لحوالى 350 مريضا ، وتطمئن رئيس قسم النظائر الأهالى بأنه مبدئياً لم تظهر أى زيادة غير طبيعية فى الإصابة بالسرطان بالداخلة فهى فى حدود النسب الطبيعية والعادية ، وذلك بالكشف الظاهرى ونحن فى انتظار نتائج التحاليل والعينات التى ستجرى بالمعمل المركزى بالدقى لاستكمال المنظومة العلمية الكاملة .
فى حين تم تنظيم محاضرات وندوات تثقيفية وتعريفية بالسرطان وأسبابه والمسرطنات والتغذية السليمة التى تقى من الإصابة بالأورام وأهمية الكشف المبكر للمرض لسرعة وسهولة علاجه .
«الداخلة» خارج الخدمة الطبية
ومن خلال جولات الوفد الطبى المتعددة بمستشفى الداخلة المركزى تبين ضعف الامكانات من نقص عدد كبير من الاجهزة والمعدات الطبية المهمة فلا يوجد بنك دم ولا معمل تحاليل طبية ولا قسم للأشعة سليم ، والموجود منها قديم ومعطل ، وجار عليه الزمن ، كما تلاحظ وجود عجز كلى وجزئى فى الاطباء المتخصصين سواء الاستشارون او الاساتذة او النواب وكذلك العمالة من التمريض والفنيين .
إن أهالى الوادى الجديد خاصة مرضى الداخلة فى حالة فقر يرثى لها لما يعانونه من آلام وإهمال ورحلات عذاب ومشقة الحصول على العلاج والخدمات الطبية فالمسافات بين القرى والمراكز طويلة قد تزيد على 250 كم ، بينما يوجد بالواحة مستشفى مركزى «زيرو» ومستشفى الصدر مهجور وغرفه مغلقة وتحولت لمخازن وجراج لسيارات إسعاف .
ويرى الأستاذ الدكتور عاطف محمد سالم استشارى النساء والتوليد الذى أجرى بعض العمليات الجراحية لسيدات بمستشفى الداخلة المركزى ان أورام الثدى والرحم والمبيض تختلف من مجتمع لآخر فالسبب الوراثى قد يزيد مع زواج الأقارب وأيضا السيدات المنجبات والعقيمات وعدد الاولاد فالتى لم تنجب أو لا ترضع نسبة إصابتها بالسرطان أكبر عن غيرها ، كما أن الهرمونات البديلة بعد انقطاع الدورة الشهرية تؤدى الى السرطان ، وكذلك حقن منع الحمل طويلة المفعول لفترات طويلة وغير المفضل استخدامها على الاطلاق، وحتى حبوب منع الحمل لا يجوز استخدامها لأكثر من خمس سنوات، والوقاية تأتى بالفحص الدائم والكشف المبكر فى سن الثلاثين حتى يسهل السيطرة عليه .
تقصير واضح
بينما يؤكد الدكتور عماد الدين فريد أستاذ جراحة الأورام بجامعة عين شمس أن الإقبال الشديد على المستشفى وتكدس المرضى منذ الصباح الباكر حتى منتصف الليل للكشف أكبر دليل على وجود تقصير واضح نحو متابعة المرض بعد إجراء العمليات الجراحية فرحمة بالمريض الذى يعانى من آلام المرض اللعين وإجراء العمليات الجراحية الكبرى ، والتى يصعب تحملها والمعاناة النفسية والبدنية والمادية ، فهل من المفترض أن اثقل عليه بالسفر اكثر من الف كيلومتر داخل سيارة لاهدار ما تبقى من عافيته وتعذيبه لاستكمال العلاج الكيميائى والإشعاعى والمتابعة ومواصلة رحلة الشقاء من القاهرة الى الوادى كل اسبوع او حتى كل شهر، ومن هنا نناشد المسئولين بوزارة الصحة والمحافظة والمجتمع المدنى بمد يد العون والرحمة والرأفة بهؤلاء المرضى البسطاء بتوفير العلاج السليم ، والتنظيم المستمر والدائم للقوافل الطبية لمتابعة الحالات وتوعية وتثقيف الأهالى بضرورة الكشف الإكلينيكى المستمر على صحتهم لاكتشاف الورم مبكراً وأهمية العلاج بعد استئصال الاورام.
ومن جانبهما قام الدكتور عماد الأشقر والدكتورة منى إبراهيم بالمركز القومى للبحوث وهيئة الطاقة الذرية بإحضار كميات أخرى من معدات وأجهزة سحب العينات والمسح البيئى على نفقاتهما الخاصة وأبدا استعدادهما بتحمل المزيد من أجهزة قياس السكر والضغط وصيانة الأجهزة المعطلة فى سبيل تقديم العلاج والخدمات الطبية اللازمة لمرضى أورام الوادى الجديد ، وكان الدكتور الأشقر رغم ظروفه الصحية يخرج يوميا من الساعة 8 صباحاً حتى السادسة مساءً لعمل مسح بيئى شامل وأخذ عينات من التربة ومياه الشرب والصرف الصحى والصرف الزراعى والنباتات ومياه الرى والحيوانات والطيور والهواء والرمال بمعظم قرى الداخلة ومن الساعة السابعة حتى بعد منتصف الليل فى ندوات ومحاضرات للتوعية مع الأهالى وتثقيفهم وحثهم على اتباع السلوكيات الصحية للأسرة للوقاية من الأمراض وتعريف السرطان بأنه مثل باقى الامراض ، بينما تذهب الدكتورة منى الى مستشفى الداخلة المركزى فى التوقيت نفسه للكشف على المرضى وأخذ عينات الدم للقيام بالتحاليل اللازمة للكشف المبكر عن المرض ومعرفة أسبابه وعلاجه حتى منتصف الليل من شدة تكدس المرضى وزحامهم الشديد للرغبة فى العلاج .
احتياجات أورام أسيوط
ويقول الدكتور محمد ابو المجد استاذ مساعد جراحة الأورام إن معهد الأورام بأسيوط يقدم الخدمة الطبية والعلاجية لعدد 8 محافظات بصعيد مصر «المنيا- أسيوط - سوهاج - قنا- أسوان - الأقصر- البحرالأحمر- الوادى الجديد» بإجمالى عدد سكان 22 مليون نسمة منهم 15 مليونا تحت خط الفقر، ويتردد على المستشفى 36 ألف مريض فى السنة، منهم 3 آلاف حالة جديدة ، ويوجد بمستشفى الأورام 300 سرير مجانى للعلاج على نفقة الدولة، و 80% من المرضى غير قادرين على تلقى العلاج ، وتوجد وحدة بالمعهد مختصة لاستخراج قرارات العلاج للمرضى إلكترونياً عن طريق الربط ما بين شبكة المعلومات بالمعهد ووزارة الصحة، ويوفر ذلك على المريض مشقة السفر إلى القاهرة لاستخراج القرار ، إلا أن المعهد يحتاج إلى بعض الأجهزة الحديثة والمتقدمة لخدمة المرضي، منها أجهزة رنين مغناطيسى ورسم قلب ومعجل خطى وتعقيم وترابيزة عمليات جراحية ووحدة تحكم ومناظير قولون وأمعاء وقنوات مرارية وترولى وسيارة لنقل المخلفات الخطرة وأخرى مجهزة بثلاجة لنقل الاغذية .
نسبة الإصابة
وأكد الدكتور علاء الحداد عميد المعهد القومى للأورام ان مصر لم تعد من الدول التى بها نسب الاصابة بالسرطان عالية وانما تعد من الدول قليلة نسب الاصابة بها مقارنة بالدول الاوروبية المتقدمة وأمريكا رغم ان البعض يبدو له عكس ذلك فهى عملية حسابية بحتة فى كل دولة عن نسب الإصابة وعدد المرضى الجدد والقدامى وعدد السكان والمساحة وعدد الاطباء المتخصصين وعدد مراكز الاورام والخدمات والاجهزة العلاجية والطبية الموجودة ونسبة الملوثات ، وهذا يعنى أن مصر الآن بدأت تقترب الى حد ما إلى الدول المتوسطة فى الاصابة بالمرض
بشرى لمرضى الأورام
ويبشر عميد المعهد المواطنين بأنه بقدوم العام الجديد سنبدأ فى تشييد المعهد القومى للأورام الجديد بالشيخ زايد الذى متوقع افتتاحه خلال عامين ، وجار الانتهاء من ترميم المبنى الجنوبى المتصدع بالمعهد بفم الخليج كما ان هناك اجهزة تشخيصية سريعة للمرض واجهزة كشف مبكر وعلاج حديث نسب شفائه عالية كل يوم ولكن يحتاج لامكانات مالية تفوق قدرات الحكومة ونحتاج لدعم اهل الخير ورجال الاعمال والبنوك والشركات والمؤسسات الناجحة وكذلك الجمعيات الأهلية .
واخيراً تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ويمثلها د.سهام السعدنى والمعمل المركزى للتحاليل الطبية قسم النظائر المشعة بهيئة الطاقة الذرية وتمثلها د.أمل نور الدين ، وجامعة عين شمس يمثلها د. عماد الدين فريد أستاذ جراحة الأورام بالجامعة، ومعهد الأورام بأسيوط ويمثله د.محمد أبوالمجد، ومديرية التضامن الاجتماعى بالوادى الجديد (الداخلة) ويمثلها عبد الله مهران، وجمعية الرعاية الصحية المتكاملة لمرضى السرطان المشهرة برقم277 لسنة 2013 ويمثلها مجدى عطية، ومديرية الصحة والسكان بمحافظة الوادى الجديد ويمثلها د. محمد بخارى مدير عام المديرية ،
حيث اتفق الجميع وتعهدوا بأن تقوم معامل مستشفيات مديرية الشئون الصحية بالوادى ومعمل قسم الأورام بالداخلة الذى سيتم إنشاؤه بسحب عينات الدم وفصلها من الأهالى فى نطاق الكشف المبكر عن الأورام والفيروسات التى تحتاج لتقنية خاصة ، وتقوم الجمعية بإرسال العينات المفصولة والمعدة بواسطة ثلاجات خاصة بتوصيلها الى المعمل المركزى بالدقى بهيئة الطاقة الذرية ، الذى يقوم بدوره بالتحاليل ويرسل النتائج والتوصيات الطبية الخاصة عبر البريد الإلكترونى للجمعية ،
حيث يقوم مركز الاورام بالداخلة بتوجيه المرضى للعلاج المناسب مع الجهات العلاجية الموقعة على البروتوكول وسيتم ربط جهاز الماموجرام (جهاز فحص الثدي) وجهاز الأشعة المقطعية وكذلك جهاز الأشعة السينية بالمركز الرئيسى بالادارة العامة للأشعة بوزارة الصحة والسكان عن طريق برنامج تداول الصور عن بعد pacs لكتابة التقاريرالطبية فى اسرع وقت عن طريق استشاريين على مدار 24 ساعة يوميا طوال الاسبوع ،
حيث وقع البروتوكول اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد الذى اهدى أعضاء الوفد الطبى شهادات تقدير لما بذلوه من جهد من أجل الوطن. كما تقدم الوفد بمذكرة للمحافظ تفيد بالخطوات التنفيذية المطلوبة لإنشاء وحدة علاج الأورام بالداخلة التى تم تخصيصها بالطابق الارضى بمستشفى الصدر لخدمة المرضى ، وتشمل توفير الكوادر الطبية بداية من المشرف على المركز حتى العاملين فيه، كما تحتاج وحدة علاج الأورام بالداخلة إلى خطى تليفون متصلا بالإنترنت لسهولة الاتصال بالمعمل المركزى وجهاز لفصل العينات وجهاز صورة دم ومهمات التحاليل وفريزر وجهاز «سى آر» و«ألترا ساوند» »فيكسيد إكس راي»وجهاز طباعة خاص بجهاز ال«ميموجرافي».
ومن ضمن المبادرات التى تسابق فيها أعضاء الوفد الطبى لمساعدة مرضى الوادى الجديد إطلاق طارق عبد العزيز رئيس تحرير مجلة أخبار الطاقة الذرية والمخرج للمواقع الإلكترونية أول موقع إلكترونى لخدمة أهالى المحافظة.
سباق أهل الخيرفى المستشفى المهجور
دائما يوجد دور مهم يلعبه المجتمع المدنى الممثل فى الجمعيات الاهلية فى مكافحة مرض السرطان والوقوف بجانب المرضى ومساعدتهم قلباً وقالباً.
وفى محافظة الوادى الجديد وبالتحديد فى واحة الداخلة يشارك المجتمع المدنى بدور مهم من خلال مبادرة جمعية الرعاية الصحية لمرضى السرطان بالداخلة التى تقوم بالتحرك السريع لعلاج مرضى الأورام، حيث يسعى رئيس الجمعية مجدى محمد عطية، وبجهود أعضائها وامكاناتها المحدودة للحصول على موافقة المحافظ والمسئولين بوزارة الصحة على تخصيص جزء من «المستشفى المهجور» لخدمة وعلاج مرضى الأورام الذى ظهر فى الآونه الاخيرة بشكل مفزع بالواحة، وحصلت الجمعية على تبرع من الدكتور علاء الحداد عميد المعهد القومى للأورام بجهاز علاج إشعاعى للكشف المبكر عن سرطان الثدي يقدر بمليون ونصف المليون جنيه لمصلحة مرضى السرطان بالوادى الجديد واستضافة قافلة طبية من كبار الاطباء بمختلف التخصصات والعلماء والباحثين بوزارة الصحة وهيئة الطاقة الذرية ومركز البحوث وجامعة عين شمس والمعهد القومى للأورام التابع لجامعة القاهرة الذين بذلوا قصارى جهدهم وتكبدوا عناء السفر فى قافلة طبية تضم كوكبة من العلماء وكبار الاطباء بمختلف التخصصات مزودين بالمعدات المطلوبة للفحوصات الطبية والتحاليل وأخذ العينات من الأهالى والبيئة للوقوف على حقيقة انتشار نسب الإصابة بالمرض من عدمه وأسبابه وكيفية الوقاية منه والكشف المبكر، ووسط حشود من أهالي تم تخصيص أول وحدة علاج للأورام بالداخلة بمستشفى الصدر الذى أنشئ منذ 8 سنوات وحولت إلى مخازن وجراج لسيارات الإسعاف فى الوقت الذى قدمت الجمعية و شركة رحلات سياحية سبع رحلات عمره المولد النبوى مجانية لمرضى السرطان كل عام ابتداء من عام 2015 ويتم اختيارهم بالقرعة العلنية، فى الوقت الذى تمكنت فيه الجمعية من شراء ميكروباص لتوصيل المرضى لمسافة ألف كيلومتر إلى القاهرة للعلاج أو لمسافة 300 كيلومتر إلى الخارجة للعلاج.
بينما عقدت سحر جميل رئيس مجلس إدارة جمعية همسات الصدق بالمعادى اتفاق تعاون مع جمعية الداخلة لاستضافة الأهالى المصاحبين لمرضى السرطان فى رحلة العلاج بالقاهرة إقامة كاملة مجانية طوال فترات العلاج، كما شاركت هذه الجمعيات القافلة الطبية بعقد ندوات بقرى واحة الداخلة بموط وبلاط والجديدة لتوعية الأهالى حول كيفية الوقاية من هذا المرض اللعين ومقاومته والكشف المبكر وتغيير المفاهيم والسلوكيات الخاطئة ورفع الروح المعنوية للمرضى واسرهم والحث على العمل والاستمتاع بالحياة الجميلة
وفى جمعية أصدقاء مرضى سرطان صعيد مصر أبدى الدكتور محمد أبو المجد أستاذ الجراحة العامة والكشف المبكر بمعهد الأورام بأسيوط ورئيس الجمعية استعداده للكشف وإجراء العمليات الجراحية بالمجان لمرضى السرطان بالوادى الجديد فى عيادته وفى وحدة الأورام بالداخله كما وفرت الجمعية 50% من قيمة تجهيز غرفة «كولد روم» لحفظ العلاج الكميائى كما يؤكد رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان على مشاركتهم فى دعم ورعاية المرضى داخل معهد أورام أسيوط بتجهيز المعهد بأربعة أجهزة «مونيتور» للعناية المركزة وشراء ثلاجتين لبنك الدم , وتحتاج الجمعية للكثير من دعم أهل الخير لتتمكن من مساعدة المرضي.
مرضى الداخلة: أغيثونا
رغم أن محافظة الوادى الجديد من المحافظات الغنية بجوها الصحى الجاف وجبالها الثرية وآثارها النادرة التى تضم كل العصور وعيون المياه الكبريتية التى يأتى إليها السياح من كل أنحاء العالم بغرض الاستشفاء ورغم عدم وجود امية والاهتمام بالتعليم، فإن أهالى الداخلة يعانون من الفقر والاهمال الشديد فلا تخلو عائلة من إصابة أحد أفرادها بالمرض من هنا.ولهذا أطلقت جمعية الرعاية الصحية لمرضى السرطان حملة تحت شعار (معا نستطيع مكافحة مرض السرطان) ودعت وزارة الصحة وهيئة الطاقة الذرية والمركز القومى للبحوث والمعهد القومى للأورام وجامعة عين شمس واسيوط للمشاركة، فلبى الجميع النداء وبذلوا قصارى جهدهم لمكافحة المرض ومساعدة المرضى علمياً وطبياً ومعنوياً ونفسياً واجتماعياً، كما افتتحوا وحدة لعلاج مرضى الأورام ولكنها تحت التجهيز، بعد موافقة وزير الصحة على تخصيص الطابق الأرضى من مستشفى الصدر بقرية موط بواحة الداخلة .
البؤس والمرض
إنتابت حالة من الهلع والفزع أهالى قرى الداخلة نتيجة اكتشافهم لحالات الأورام السرطانية التى ظهرت فى الأونة الأخيرة.
فتقول فاطمة من أهالى موط لايخلو بيت فى القرية من مريض بالسرطان ولا يوجد علاج بالمركز وانما أقرب مكان هو مستشفى اسيوط الذى يبعد عن الواحة حوالي 450 كم وليس بها أى امكانات، أو القاهرة وتبعد حوالى 1000كم. بينما يشكو المهندس محمد يوسف بلجنة المركز الطبى بالجمعية الخيرية من رحلة عذاب العلاج على نفقة التأمين الصحى التى لا تنتهى إلا بالموت عندما يتم تحويل المريض الذى يحتاج لرعاية وراحة نفسية وبدنية ومالية إلى مستشفى التأمين بمدينة نصر التى تقوم بتحويله الى المعهد القومى للأورام أو معهد ناصر بالقاهرة ويتم تحديد مواعيد مختلفة للكشف والفحص والأشعات والتحاليل وأخذ عينة من الورم ثم للعملية وما بعدها من علاج إشعاعى وكيماوي،، «رايح جاي» ملايين الكيلو مترات ما بين الوادى والقاهرة بالشهور فى عز الحر والبرد وبالمواصلات العامة دون أن يشعر بآلامه أحد سوى هو وأفراد أسرته حتى يتوفاه الله ويرحمه من عذاب البشر قبل عذاب المرض ,ولذلك نناشد وزارة الصحة بإصدار قرار بتحويل المريض من التأمين الصحى بالوادى إلى معاهد الأورام مباشرة رأفة بحاله ويكفية عذاب المرض الخبيث.
وتقول «آمال يوسف أبو السعود» صحفية بجريدة «أخبار الوادي» التى تصدرها المحافظة : هناك ثقافة خاطئة لدى أهالى الوادى وهى اعتبار مرض السرطان «سبة» وجريمة فى حق المريض واسرته اعتقاداً منهم أن المرض وراثى وبالتالى يعوق زواج البنات والشباب فمن يشعر بآلامه يخفيه عن أقرب الناس إليه من أهله وجيرانه وأصدقائه حتى لا يمس سمعة أولاده فلا يقترب أحد للزواج منهم.
ويفسرالمهندس ناصر ابراهيم من أهالى الواحة تكالب المرضى على الوفد الطبى بهذا الزحام بأنه يعنى عدم ثقة المرضى من أهالى الوادى الجديد فى العلاج بالمستشفى الفقير فى كل شيء فلم نجد أطباء مهرة ولا متخصصين ولا أجهزة طبية ولا علاجا يشفي، وأكبر دليل على ذلك قدوم ميكروباصين محملين من المرضى بواحة الخارجة وأيضا من جميع القرى والمراكز المجاورة حتى منتصف الليل مما يمثل جهدا كبيرا وثقيلا على هذه الكوكبة العظيمة من الأطباء والعلماء الذين لم يكلوا ولم يتوقفوا لحظة عن خدمة المرضى لدرجة أنهم يتناولون غذاءهم ليلاً داخل المستشفى فى أثناء عملهم من كثرة المرضي .
مشروع لمرضى السرطان
وداخل مشغل الدندراوية بمدينة موط بالداخلة الذى يضم الفتيات والأرامل والزوجات اللاتى لا دخل لهن ولا عائل ومعظمهن مبتليات بالمرض الخبيث فيهن أو فى أحد أفراد أسرتهن حيث جمعتهن جمعية الرعاية الصحية لمرضى السرطان لتعليمهن الحرف اليدوية التى لم ولن تستطيع الصين غزوها من تطريز يدوى ونسج الخوص لعمل حقائب ملونة وقبعات وشماسى ولوحات فنية ب«نوى البلح» وعبايات بدوية رائعة ومن الملاحظ أنهن رغم كمية الانتاج الهائلة التى ينتجونها يومياً فإن انعدام التسويق للمنتجات تصيبهم بحالة من الإحباط والضيق المادى والمعنوى وتزيد من حالة الفقر فتوقف السياحة بصفة عامة أوقفت تسويق المنتجات فقامت الجمعية بعمل معرض لمنتجاتهم بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، حيث تنفسوا الصعداء وأحياء الأمل فى نفوسهن، وقرر مجدى عطية مدرس اللغة الفرنسية بالواحة ورئيس مجلس إدارة الجمعية اجراء اتصالات بالمدارس والجامعات والشركات والسفارات والمؤسسات بالقاهرة لتنظيم معارض أخرى لمنتجاتهن خاصة ان جميعهن رغم احتياجهن المادى الشديد فإن لديهن عزة نفس قوية ويرفضن المساعدات المالية لذلك يناشد مدرس اللغة الفرنسية المسئولين بالوزارات والبنوك بإقامة معارض لهذه الحرف والمنتجات اليدوية وتشجيع السياحة إلى الوادى الجديد مساندةً لهؤلاء المرضى وأسرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.