كعادة كل يوم جمعة من كل أسبوع الهدوء يسيطر على الشوارع الغربية بمدينة حلوان، الجميع في إجازة يهنئون براحة البال، المسلمون يهيئون أنفسهم لتأدية صلاة الجمعة وإخوانهم الأقباط يستعدون للذهاب إلى كنيستهم. لم يتوقع أهل المنطقة أن يصبح شارعهم الهادئ الذي يقتنونه منذ زمن طويل أن يتحول لساحة قتل ويلطخ بالدماء في كل مكان، وأن يأتي عليهم اليوم الذي يذعرون فيه من الإرهاب وانهمار الرصاص على مساكنهم، يستيقظوا دون إرادتهم شهود عيان على حادث إرهابي غاشم استهدف كنيسة مارمينا العجايبي، قبل أيام قليلة من الأعياد، اعتاد الإرهاب الأسود دائما في سنواته الأخيرة أن يخضبها بدماء الأبرياء. كان حسام حسن الدالي، الشاب العشريني، أول شهود العيان الذين تابعوا الواقعة من شرفة منزلهم المجاور للكنيسة، ووثقها من الطابق الثالث الذي يسكن به بكاميرا هاتفه الخاص، وسط لحظات رعب عاشها أهالي المنطقة أثناء سير الإرهابي في الشارع وهو يحمل سلاحه ويشهره في وجه المارة. وفي البداية يتحدث "حسام الدالي" ل"المصريون" قائلا: "صحيت من النوم الساعة 10و45 دقيقة على صوت ضرب النار في المنطقة وصريخ الأطفال، مكنتش فاهم إيه اللي بيحصل، جريت على الشابك أنا وأخواتي يمكن نفهم فيه إيه، شوفت إرهابي ماسك سلاح وبيتمشى في الشارع وبيضرب نار بطريقة عشوائية، ودي كانت اللحظة اللي قررت فيها أن أصور الفيديو وأنشره على صفحة فيس بوك الخاصة بيا". وأضاف "حسام" ل"المصريون": "بدأ الإرهابي يتمشى في الشارع بدون خوف مثلما كان بالفيديو، والموضوع كان غريب جدا بالنسبة لينا، لأنه ماحاولش يضرب أي حد من اللى كانوا في الشارع، زى مايكون جاي ينفذ مهمة خاصة مكلف بيها". وتابع: "الناس ما كانتش بتتعامل معاه عادي زى ما الناس على السوشيال ميديا بتقول.. الناس كانت مستغربة.. هما ماشيين وشايفين أن معاه سلاح بس كانوا في حالة صدمة مش فاهمين فيه أيه، وكانت ردود أفعاله غريبة جدًا". أضاف: "الإرهابي كان شايف عربية الشرطة من البداية حتى اللحظة اللي مرت فيها قدامه، ومع ذلك لم يوجه عليها السلاح ولم يطلق عليها النار إلا بعد توقفها في أحد الشوارع المجاورة للكنيسة". وبالرغم من الرعب الذي كان يسيطر على الجميع، فإن السكان حاولوا أن يفعلوا شيئًا وهو تنبيه المارة للابتعاد عن هذا الإرهابي قدر الإمكان، ولم يكتف الأهالي من سكان العمارات بالتنبيه فقط، بل اتخذ بعضهم من أسطح منازلهم وشرفهم موقعًا لإلقاء الحجارة والزجاجات عليه. وعن دافعه لتوثيق هذه اللحظات يقول: "حسيت إن تصوير اللى بيحصل كان هو كل اللى في أيدي إنى أعمله.. لقيت إنى ساكن في دور عالى ولو حصل حاجة هعرف اتصرف وقررت إن الناس لازم تشوف اللى حصل". وتابع: "يمكن الفيديو يكون سبب إن الحادثة دى متتكررش تانى وإن الناس ما تشوفش لحظات الرعب التي عشناها أبدًا"، مضيفا: "الموضوع صعب ربنا ما يوريه لحد،ويرحم الشهداء اللي ماتوا ويصبر أهاليهم".