سى الطيب الوطنى، هو اللقب الذى أطلق على محمد بوضياف خلال الثورة الجزائرية، وهو أحد رموز الثورة الجزائرية، ولد بمنطقة فى عام 1919، واغتيل بمدينة عنابة فى مثل هذا اليوم عام 1992. درس محمد بوضياف تعليمه الابتدائى فى مدرسة " شالون" بمدينة بوسعادة، ثم اشتغل بمصالح تحصيل الضرائب بمدينة جيجل، وخلال الحرب العالمية الثانية قاتل فى صفوف القوات الفرنسية. انضم إلى صفوف حزب الشعب الجزائرى، وبعدها أصبح عضوًا فى المنظمة السرية، وفى أواخر عام 1947 كلف بتكوين خلية تابعة للمنظمة الخاصة فى قسنطينة، وفى 1950 حوكم غيابيًا مرتين وصدر عليه حكم بثمانى سنوات سجنًا، وتعرض للسجن فى فرنسا مع عدد من رفاقه، وفى عام 1953 أصبح عضوًا فى حركة انتصار الحريات الديمقراطية. بعد عودته إلى الجزائر، ساهم محمد بوضياف فى تنظيم اللجنة الثورية للوحدة والعمل التى ترأسها، وكانت تضم اثنين وعشرين عضوًا وهى التى قامت بتفجير الثورة الجزائرية، وفى 22 أكتوبر 1956 كان برفقة كل من أحمد بن بلة ومحمد خيضر والكاتب مصطفى الأشرف، الذين كانوا على متن الطائرة المتوجهة من العاصمة المغربية الرباط إلى تونس، والذين اختطفتهم السلطات الاستعمارية الفرنسية فى الجو. بعد حصول الجزائر على استقلالها فى يوليو 1962، انتخب فى سبتمبر من نفس العام فى انتخابات المجلس التأسيسى عن دائرة سطيف، ثم أسس حزب الثورة الاشتراكية، الذى تم وقفه وحكم على بوضياف بالإعدام بتهمة التآمر على أمن الدولة، ولكن لم ينفذ فيه الحكم نظراً لتدخل عدد من الوسطاء ونظراً لسجله الوطنى، فتم إطلاق سراحه بعد ثلاثة شهور قضاها فى أحد السجون بجنوب الجزائر، ثم انتقل بعد ذلك إلى باريس ومنها إلى المغرب. فى عام 1979 وبعد وفاة الرئيس هوارى بومدين، قام بحل حزب الثورة الاشتراكية، وتفرغ لأعماله الصناعية، إذ كان يدير مصنعًا للآجر بمدينة القنيطرة بالمغرب. بعد إلغاء انتخابات 1919 التى حققت فيها جبهة الإنقاذ الأغلبية، وإجبار الرئيس الشاذلى بن جديد على الاستقالة فى يناير 1992، استدعى بوضياف إلى الجزائر من قبل الانقلابيين، وعرضوا عليه تولى الرئاسة فاقتنع بالعرض، ليعود بعد 27 عامًا من الغياب عن الساحة الجزائرية، رئيسًا للجمهورية، وتم تنصيبه فى 16 يناير 1992لمجابهة الأزمة التى دخلتها البلاد غداة الانقلاب العسكرى ودخول الجزائر فى حرب أهلية. وجد بوضياف محاصرًا من قبل كبار العسكريين، وبينما كان يلقى خطابًا بدار الثقافة بمدينة عنابة يوم فى مثل هذا اليوم عام 1992 رميت عليه قنبلة من قبل أحد حراسه المسمى مبارك بومعرافى، وكان ملازمًا فى القوات الخاصة الجزائرية، وتم اتهام بومعرافى رسميًا بالاغتيال، واعتبر ذلك منه تصرفًا فرديًا معزولاً، وقدم للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام، لكنه لم ينفذ فيه.