قال عبد الناصر سلامة الكاتب الصحفى إن نهر النيل تعرض لظاهرة تسمى الشحوط، وهى ناتجة عن انخفاض فى منسوب المياه، وأدت هذه الظاهرة إلى أن خمسة فنادق عائمة علقت عملها دفعة واحدة بإحدى الجزر وسط النيل، أمام معبد كوم أمبو وسط أسوان واضطر أصحاب الفنادق إلى الاستعانة بفرق الإنقاذ والنقل النهرى وشرطة العائمات، التى استخدمت اللنشات لنقل نحو 400 سائح أجنبي من هذه الفنادق لاستكمال جولاتهم السياحية بالأتوبيسات وزيارة المواقع الأثرية والسياحية بين الأقصروأسوان. وحول أسباب الظاهرة والنتائج المترتبة عليها طرح سلامة عدة تساؤلات خلال مقاله الذى نشر ب «المصرى اليوم» تحت عنوان "وماذا بعد الشحوط" قائلا: "هل بدأ الشحوط مبكرًا، هل بدأ العد التنازلى لتوقف رحلات المراكب السياحية بين الأقصروأسوان، نتيجة انخفاض منسوب النيل، هل بدأ نهر النيل فى التراجع، هل ستتغير خريطة السياحة فى الأقصروأسوان عموماً، هل ستصبح مئات الفنادق العائمة من الماضى؟ السؤال الأكثر أهمية هو: هل بدأت إثيوبيا فى ملء خزان سد النهضة، أم أن ما يجرى هو نتيجة طبيعية لمجرد بناء السد، وإذا كان الأمر كذلك، ماذا يمكن أن نتوقع فى المستقبل بمجرد بدء حجز المياه، هل أعددنا العدة لاستقبال هذه الكارثة، ما هو مصير شركات السياحة هناك، ما مصير عشرات الآلاف من الأشخاص والأسر ممن يعملون بالسياحة النيلية عموماً؟! " . وعرض الكاتب الصحفي حال السياحة المصرية بهذه الفترة مؤكداً أنها تعرضت لانتكاسة وحصار لم يحدث من قبل وبشكل خاص بعد أزمة بناء سد النهضة وقال: "إذا كانت سياحة الشواطئ فى كل من شرم الشيخ والغردقة بشكل خاص قد أصابها ما أصابها من أزمة طاحنة منذ أحداث 25 يناير 2011 حتى الآن، نتيجة الانفلات الأمنى تارة، والإرهاب تارة أخرى، فإن سياحة شهور فصل الشتاء بكل من الأقصروأسوان كانت بمثابة جرعة الصبر للشركات السياحية والعاملين بهذا القطاع بشكل عام، أما وإنها فى طريقها إلى انتكاسة أخرى، فإن الأمر جد خطير، هو حصار للسياحة فى مصر بمختلف وجوهها، ذلك أن أمر الحديث عن سد النهضة لم يكن يتناول هذا الجانب من قريب أو بعيد، إلا أن شحوط هذه البواخر دفعة واحدة يجعلنا نتوقف أمام هذه الكارثة من جديد". واستكمل قائلا: "فى حالة شحوط النيل قد تكون إلى غير رجعة، أو فعليًا هى حالة الأثر المباشر لسد النهضة، فنحن أمام كارثة ممتدة، لم يضعها أحد فى الاعتبار، أين سيذهب هؤلاء وأولئك، هم فى حقيقة الأمر ملايين الأشخاص من عاملين وإداريين ومرشدين سياحيين، من فنادق وبواخر ومحال، من أتوبيسات وباصات وسيارات، من شركات سياحية ومكاتب بالداخل والخارج ".