"سوف أعيش في جلباب أبى".. هذا ما أكده الموسيقار إبراهيم محمد، الذي ذاع صيته من خلال إحيائه الحفلات الموسيقية في بني سويف، وهو يسن السكاكين داخل محل والده وهى المهنة التي أوشكت على الانقراض. محل قديم ومتهالك في منطقة تسمى أرض البركة بمدينة بني سويف - حيث تتركز المهن القديمة- يقف إبراهيم، أمام مجموعة من آلات سن السكاكين القديمة كالحجر القديم الضخم، الذي يقف عليه يشدو بصوته العذب أحلى روائع كوكب الشرق أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ويمسك السكاكين ليسنها برفق بأصابعه الذهبية، كما لو كان يعزف على أوتار العود أو كما لو كان الحجر الصواني الكبير آلة موسيقية كبيرة. في البداية يقول: "درست في معهد الموسيقى العربية والتحقت بفرقة الموسيقى العربية بالقاهرة لفترة ليست بقليلة وقمت بتسجيل عدة أغنيات في الإذاعة والتليفزيون وبعدها ولوفاة والدي تركت المجال وحضرت لبلدي بني سويف لأفتح المحل خاصة أن له زبائن وروّادًا من كل مكان". وأوضح، أنه ورث المهنة أبًا عن جد ومع أنه متزوج ولديه ولد وبنت أحمد وياسمين، إلا أنه لم يحب أن يرث أحمد المهنة لأنها شاقة وأصبحت شبه مندثرة خاصة في ظل التكنولوجيا وموجة الاستيراد من الصين وغيرها من الدول ما أثر سلبًا على المهنة. وتابع: "أول أجر حصلت عليه من والدي كان جنيهًا واحدًا، كان فيه بركة وحلو عن الأيام دي التي تتبخر فيها الفلوس". وعن كونه فنانًا يقول: "لم ولن أنسى الغناء ودائمًا أدندن وأنا أعمل حتى أمرن صوتي على الغناء وحتى لا أفقد الموهبة وكلما غنيت مع نفسي كلما عملت تدريبًا ذاتيًا لصوتي وأعشق المطربين القدماء جيل العظماء". وأكد، أن الزبائن يتجمعون حولي وأصحاب المحلات المجاورة لسماع الأغانى، وأسعد جدًا عندما يطالبونني بأغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وشادية وفايزة أحمد وأقوم بالاشتراك في الحفلات الموسيقية التي تنظمها المحافظة بقصر الثقافة قائلاً: أسعد جدًا عندما يلقبونني بالعايش فى جلباب أبيه". وأشار، إلى أن نجله ورث عنه الصوت الجميل بل صوته أجمل من صوتي، وأتمنى أن يكبر وينمي موهبته. شاهد الصور: