مع قرب الانتخابات الرئاسية, والمزمع تنظيمها فى منتصف شهر مارس من العام المقبل 2018, أصبح المشهد الانتخابى أكثر وضوحًا للخبراء والمحللين للانتخابات, حيث شهدت الأيام الأخيرة، إعلان مرشحين بشكل رسمى عن نيتهم دخول الانتخابات الرئاسية، والبعض الآخر أعلن عن تفكيره فى الأمر, إلا أن أغلب هؤلاء كانوا من المؤسسة العسكرية, سواء مازالوا بالخدمة, أو محسوبين عليها بحكم عملهم السابق فيها. ومن بين المرشحين المحتملين, الفريق أحمد شفيق, رئيس وزراء مصر الأسبق, الذى خرج فى بيان رسمى أعلن فيه عن نيته فى الترشح لانتخابات الرئاسة فى العام المقبل, بالإضافة إلى العقيد أحمد قنصوه, والذى أذاع فيديو أعلن من خلاله عزمه على الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة, إلى جانب رئيس أركان الجيش الأسبق, الفريق سامى عنان, والذى كشفت مصادر عدة أنه يفكر جديًا فى منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى ينتمى هو الآخر لفئة العسكريين السابقين, فى انتخابات رئاسة الجمهورية. وعلى الرغم من الخلفية الواحدة لكل المرشحين, وتشابههم فى الخدمة بالزى العسكري, إلا أن محللين أكدوا إن فرص كل منهم مختلفة عن الآخر, ومتفاوتة, سواء بسبب الرتبة العسكرية, أو بسبب التمرس فى ميدان العمل السياسى والعام, والذى يختلف بالطبع عن ممارسة العمل العسكري, وخاصة فيما يخص دخول الانتخابات الرئاسية. وفى هذا الإطار, يرى معتز الشناوى, المتحدث باسم حزب التحالف الشعبى الاشتراكي, أن الحديث عن التنافسية فى انتخابات الرئاسة المقبلة هو درب من الخيال, بسبب عدم وجود أى ضمانات حقيقية إلى هذه اللحظة لدخول الانتخابات الرئاسية وقبل شهرين فقط من بدايتها, إضافة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو نفسه ينتمى للمؤسسة العسكرية ووصل إلى أكبر منصب وظيفى داخلها كوزير للدفاع, ورتبة عسكرية بدرجة مشير. وأضاف الشناوى فى تصريح ل"المصريون"، بأنه لا يتوقع وجود منافسة بين هؤلاء, ويتضح هذا الأمر فى إلقاء القبض على العقيد أحمد قنصوه, بعد ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية, وهو مرتديًا للزى العسكري, إضافة إلى ما تعرض له الفريق أحمد شفيق من ترحيل من دولة الإمارات بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية, بعدما أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة, إلى جانب الهجمة الإعلامية الكبرى التى يتعرض لها الفريق سامى عنان وحزبه فى الآونة الأخيرة لمنعه من الترشح فى انتخابات الرئاسة. وعلى صعيد آخر, فإن اللواء عبد السلام الشحات, الخبير العسكرى والاستراتيجي, توقع تزايد لفرص المرشحين ذوى الخلفية العسكرية, فى منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة القادمة, بسبب خبرتهم فى ممارسة العمل الإدارى والسياسى لفترة طويلة, وهو الأمر الذى اكتسبوه نتيجة خدمتهم الطويلة فى أجهزة معلوماتية داخل القوات المسلحة. وأضاف الشحات فى تصريح ل"المصريون"، بأنه لم يكن يفضل ترشح عدد كبير من الشخصيات العسكرية فى انتخابات الرئاسة القادمة, حتى لا يؤخذ فرصة للحديث عن تدخل القوات المسلحة فى العمل السياسى والعام, بالإضافة إلى أنه غير دستورى من الأساس أن يترشح عسكريون فى أى انتخابات سواء رئاسية أو غيرها.