عام كامل يفصل مصر عن الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها منتصف 2018، وسط ضبابية في المشهد حول هوية المرشحين، وتوقعات بالدفع بجنرال جديد لخلافة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» حال عدم ترشحه لولاية رئاسية ثانية، أو الدفع ب«محلل»، وفق وصف البعض، لتمرير ماراثون الانتخابات بشكل ديمقراطي. تتوالى الترشيحات، وسط دعوات مدنية للوقوف وراء مرشح توافقي، لكن مخاوف منطقية تؤكد أن البديل يجب أن يكون عسكريًا، حتى يتفادى الصدام مع المؤسسة العسكرية في البلاد، والتي زاد نفوذها خلال الأعوام الأخيرة. تبقى جميع الخيارات مفتوحة، وفق خبراء سياسيين سواء بدعم «السيسي» لفترة رئاسية جديدة، أو دعم جنرال من طراز آخر لخوض انتخابات الرئاسة 2018. «المصريون» ترصد أبرز الجنرالات المرشحين لمنافسة «السيسي» على الجلوس على حكم مصر.. «أحمد شفيق» الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، وواحد من أقوى المنافسين الذين يخشي السيسي خوضهم انتخابات الرئاسية المقبلة، نظرًا لشعبيته داخل المجتمع المصري كونه أحد رجال الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، والذي استعان به لتولي رئاسة مجلس الوزارة خلال ثورة 25 يناير، وخاض انتخابات الرئاسة أمام مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي وحصل على أقل من نصف أصوات الناخبين المصريين، وخسر بفارق ضئيل عن مرشح الإخوان. شفيق هو أحد أعضاء الحزب الوطني المنحل، وعمل وزيرًا للطيران في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ثم استعان به كرئيس للوزراء، وتم طرح حكومته على أنها تكنوقراط قبل أن تتم إقالته. ينتمى «شفيق» إلى المؤسسة العسكرية، وهو ما يعنى أن الجيش المصري ربما يدعم ترشيحه، كما أن «شفيق» حصل فى الانتخابات الرئاسية التى واجه خلالها «محمد مرسى» عام 2012، على ما يقرب من 13 مليون صوت، وهو ما يعنى أن له أرضية كبيرة فى الشارع المصرى. ويعتزم الفريق، بحسب تقارير صحفية، البقاء خارج مصر حتى إعلان فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ويتقدم إلى الانتخابات عبر أحد محاميه، وبعد قبول أوراقه يعود إلى القاهرة. وفى تصريحات صحفية، أكد اللواء رؤوف السيد، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، أن الفريق أحمد شفيق سيترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه التقى "شفيق" في الإمارات، خلال الأيام الماضية أثناء زيارته ل "أبو ظبي"، مضيفًا أن المقابلة تطرقت إلى أمور الحزب دون تناول موعد عودته والتي من المتوقع أن تكون قريبة. «سامي عنان» الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والمرشح الذي يحظى بدعم دول خليجية حال ترشحه في انتخابات الرئاسة في 2018، نظرًا لما يتمتع به من كاريزما سياسية وحنكة في اتخاذ القرارات. وألمح "عنان" عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي عام 2013، عن نيته للترشح الرئاسة الجمهورية آنذاك، إلا أنه لم يقدم على تلك الخطوة في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها عبد الفتاح السيسي لتفادي أي انقسام في المؤسسة العسكرية. عزز احتمالية ترشح «عنان» رئيسًا، تسريبات بثها إعلاميون مقربون من الأجهزة الأمنية في البلاد، مطلع العام الجاري، تضمنت إذاعة مكالمات هاتفية عقب ثورة يناير 2011، كانت إحداها مع رئيس أركان الجيش المصري في ذلك الوقت الرجل الثاني بعد المشير «حسين طنطاوي»، الفريق «سامي عنان». وأحدث ورود اسم «عنان» في المكالمات التي جرت مع نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور «محمد البرادعي»، نوعًا من الغضب داخل المؤسسة العسكرية، بدعوى الزج باسمها في تصفية حسابات سياسية لا دخل للجيش فيها، لكن مراقبون رأوا أن التسريبات التي بثها الإعلامي «أحمد موسى» لتشويه «عنان» وتحجيم أحلامه في الترشح لمنصب الرئيس. «مراد موافي» ينطلق اللواء مراد موافي من خلفية أمنية، حيث كان رئيسا للمخابرات العامة، طرح اسمه كمرشح رئاسي في انتخابات 2014، لكنه انسحب وفضل عدم الترشح أمام "السيسي" دون الإعلان عن سبب انسحابه، وتردد اسمه خلال الفترة الأخيرة ليخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، على الرغم من اعتزاله السياسة ورفضه الانضمام إلى أي حزب سياسي، بعد إقالته من رئاسة المخابرات العامة عام 2012 على خلفية اغتيال 16 جنديًا في شهر رمضان. وكشفت "المصريون" في تقرير سابق، عن وجود خلافات بين "موافي" وجنرالات القوات المسلحة السابقين، وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، عقب إصراره على خوض انتخابات الرئاسة، ورفضه إعلانه دعم الفريق سامي عنان، حال عدم خوض "السيسي" للانتخابات الرئاسية. «حسام خير الله» أما الفريق "حسام خير الله" الوكيل الأول السابق لجهاز المخابرات المصرية، فقد ترددت أنباء مؤخرًا عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة على غرار انتخابات 2012، والتي ترشح فيها عن حزب السلام الديمقراطي، وهى المرة الأولى التي ترشح فيها جنرال قادم من رحم المؤسسة العسكرية، تحت مسمى حزبي، مما أثار العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الجنرال الذي فضل الترشح تحت كيان سياسي وليس عسكريًا. بدوره، قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عام 2018 سيشهد أقوى حدث في مصر، وهى الانتخابات الرئاسية، والتي تختلف عن سابقتها، نظرًا للأوضاع المتدهورة التي تمر بها الدولة، مؤكدًا أن هناك خلافًا داخل المؤسسة العسكرية على سياسات "السيسي" خلال فترة توليه مقاليد الحكم، والاستعانة بالجيش في حل كثير من الأزمات التي شهدتها الدولة خلال الأعوام السابقة. ورجح "دراج" في تصريحات ل"المصريون"، قيام المؤسسة العسكرية بدعم بعض المرشحين من أصحاب الخلفية العسكرية مثل "الفريق أحمد شفيق، والفريق سامي عنان، واللواء مراد موافي"، ليكونوا بدائل ل"السيسي" لقيادة المرحلة المقبلة. ورأي الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون في تصريحات ل"المصريون"، أن المؤسسة العسكرية إذا رأت عدم توافقها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة المرحلة، ستقوم على الفور بطرح بديل له ذات خلفية عسكرية، لدعمه بطريقة غير مباشرة ليقود المرحلة المقبلة بعد توافق جميع قيادات المؤسسة عليه.