تفردت قرى المطاعنة بمركز إسنا، جنوبي محافظة الأقصر، بزراعتها الطماطم بإنتاجية عالية وفائقة الجودة، ما ساهم في أن تكون موردًا رئيسيًا للطماطم في مصر، ومن بعدها للتصدير إلى دول العالم في أوروبا وأمريكا اللاتينية والدول الخليجية. يقوم الأهالي بزرع ما يزيد على ال15 ألف فدان بالمطاعنة، تنتج ما يصل إلى 5% من محصول الطماطم بمصر، بالإضافة إلى كون محصول الطماطم بالقرية يخرج بصورة مطابقة للمواصفات العالمية، وذلك بسبب خصوبة التربة، ومواجهة دودة "أبسلوتا" التي كانت تقضي على أجزاء كبيرة من الطماطم، بخلاف زراعة الطماطم داخل الصوب البلاستيكية لتقليل الفاقد، وتحسين مواصفات الإنتاج، حيث يجري تطوير تلك الزراعة بما يتناسب مع المستجدات على الساحة الزراعية العالمية، حسب ما أكده المهندس خالد عبد الراضي وكيل وزارة الزراعة بالأقصر. وكانت منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، أنشأت مشروع تجفيف الطماطم بقرى المطاعنة، حيث نظمت "اليونيدو" دورة تدريبية ل40 مزارعًا للطماطم بإسنا عن صناعة تجفيف الطماطم، وذلك فى إطار مشروع مبادرة التجارة الخضراء، بالتعاون مع الحكومة الإيطالية ووزارات التجارة والصناعة والاستثمار والنقل والمواصلات، وذلك على يد الخبير الإيطالي بيركل برديليس، والمهندس بهاء إسماعيل المدير الفني بالمنظمة. ومنحت "اليونيدو" وحدة تجفيف بقرية "طفنيس المطاعنة" للمساهمة في تجفيف الخضراوات والفاكهة والمساهمة في توفير فرص العمل، ما ساعد على تصدير عدد من شحنات الطماطم المجففة للسوق الإيطالى. ويبلغ إجمالي ما تم تصديره من قرى المطاعنة إلى 30 طن طماطم مجففة لدول فرنسا وإيطاليا والبرازيل والأرجنتين، كما وقعت جمعية المطاعنة لتنمية المجتمعات الزراعية، ومحطة الشهيد اللواء ماجد صالح، مارس الماضي، اتفاقية مع مجموعة شركات "جرين لينز" لتصدير المنتجات الزراعية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتتلخص فكرة الطماطم المجففة في خفض العصارة وزيادة نسبة اللحم بها في الشمس لمدة 7 أيام أو أكثر، وذلك بعد تقطيعها نصفين وإضافة الملح للتخلص من الرطوبة، ليحدث تركيز للمادة الصلبة فقط، وكل 10 كجم طماطم طازجة تعطى كيلو طماطم جافة، ويمكن استخدامها فى الصلصة أو يمكن اضافتها إلى البيتزا أو يتم تعبئتها فى عبوات صغيرة بعد إضافة زيت الزيتون وتوابل أخرى. وأكد موسى الدالي عضو جمعية معًا للتنمية بأصفون المطاعنة أن إعداد حاوية واحدة زنة 15 طنًا من الطماطم المجففة يعادل 400 يوم عمل، كما أن تلك الصناعة تحل بشكل كبير مشكلة الفاقد في محصول الطماطم، وكذلك زيادة الدخل من النقد الأجنبي ومضاعفة دخول المزارعين، ويعمل منشر تجفيف الطماطم بطاقة قد تصل إلى 15 إلى 20 طن يوميًا. وأضاف أن عملية تصدير الطماطم أعاقتها بعض الشوائب في الفترة الأخيرة، بسبب استخدام بعض الكيماويات في المحصول، ما قلل من فرصة المحصول المصري، بخلاف شح الطماطم خلال العام الماضي، وارتفاع سعرها في السوق المحلي، ما جعل معظم المزارعين يفضلون البيع محليًا وعدم الاتجاه إلى التجفيف. شاهد الصور: