أكد المتظاهرون بميدان التحرير بوسط القاهرة بعد ظهر اليوم الجمعة تمسكهم بمطالبهم التي احتشدوا من أجلها في فى مليونية (عودة الشرعية) الجمعة، وذلك فى أول رد فعل رافض لما جاء بالبيان الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة في وقت سابق اليوم. وشدد المتظاهرون على استمرار تظاهراتهم واعتصام بعضهم في ميدان التحرير لحين تحقيق مطالبهم المتمثلة فى إلغاء الإعلان الدستورى المكمل وتسليم السلطة التنفيذية للرئيس المنتخب، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب, والغاء قرار منح الضبطية القضائية لأفراد الشرطة العسكرية بالإضافة إلى عدم المساس بالجمعية التأسيسية للدستور باعتبارها الجمعية الشرعية الموكل لها وضع الدستور الجديد. وكان الميدان قد شهد ارتفاعا كبيرا فى أعداد المتظاهرين الوافدين إلى الميدان للمشاركة فى "مليونية عودة الشرعية و لا للاعلان الدستورى المكمل" والتى دعا إليها العديد من الأحزاب والقوى والائتلاف الثورية للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل وقرار حل مجلس الشعب وقرار الضبطية القضائية. وبدأت حشود المتظاهرين فى حجز أماكنهم أمام المنصة الوحيدة التى تم نصبها بالميدان بالقرب من شارع محمد محمود على الرغم من إرتفاع درجات الحرارة وسخونة الشمس اليوم فى الوقت الذى بدأت جوانب الميدان بالامتلاء بالمتظاهرين خاصة أسفل العقارات المطلة على الميدان حيث فضل البعض الاحتماء بها من حرارة الشمس. ويطالب المشاركون فى مليونية اليوم المجلس العسكرى بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره الأحد الماضى والالتزام بعهده مع الشعب وتسليم السلطة التنفيذية للرئيس المنتخب كما قام من قبل بتسليم السلطة التشريعية إلى مجلس الشعب وكذلك إلغاء قرار حل مجلس الشعب معتبرين أن قرار حل المجلس غير شرعى ومؤكدين أن مجلس الشعب قائم ومستمر ويمتلك سلطة التشريع والرقابة وأنه يمكن تنفيذ حكم المحكمة الدستورية دون إخلال ببقاء المجلس. كما يطالب المشاركون فى مليونية اليوم بالغاء قرار منح الضبطية القضائية لأفراد الشرطة العسكرية ورجال المخابرات الحربية واصفين القرار بأنه "التفاف" على قانون الطوارىء الذى إنتهى العمل به فى 31 مايو الماضى بالإضافة إلى عدم المساس بالجمعية التأسيسية للدستور بإعتبارها الجمعية الشرعية الموكل لها وضع الدستور الجديد. تجدر الإشارة الى أن العديد من الأحزاب والقوى والائتلافات والحركات الثورية أعلنت مشاركتها فى مليونية اليوم, ومن بينها حزبى الحرية والعدالة والوسط وحركة 6 أبريل (جبهة احمد ماهر), والجبهة الحرة للتغيير السلمى وحركة ثوار بلا حدود وحركة الاشتراكيين الثوريين وائتلاف شباب الثورة والتيار الإسلامى الحر وتيار الاستقلال وشباب ضد الفساد وحزب النور وحزب البناء والتنمية من جانب آخر شهدت عدد من المدن بالمحافظات مظاهرات متفاوتة بالتزامن مع مليونية " عودة الشرعية " بميدان التحرير بالقاهرة شاركت فيها القوى السياسية والحركات الثورية . فقد شارك ائتلاف شباب الثورة وحركة شباب 6 أبريل وحزب الحرية والعدالة وحزب النور وحزب البناء والتنمية وائتلاف شباب الثورة مسيرة حاشدة بمدينة طوخ للتنديد بالإعلان الدستورى المكمل وانطلقت المسيرة من أمام سنترال المدينة , وجابت شوارع الساحة ومجلس المدينة وميدان الحرازية. وعلى الصعيد الأمني كثفت مديرية أمن القليوبية من تواجدها ونشر قواتها حول المنشآت الحيوية وديوان عام المحافظة والبنوك وكافة المصالح الحكومية وقامت الأجهزة الأمنية بفرض طوق أمني حول مبنى مديرية الأمن وأقسام ومراكز الشرطة, والشوارع المؤدية إليها, وذلك تحسبا لأى حالات طارئة ومواجهة أى أحداث شغب أو محاولة للخروج عن القانون . وفي محافظة قنا,انطلقت مسيرة حاشدة من مسجد "الوحدة" بمدينة قنا ضمت ممثلي التيارات السياسية المختلفة, طالب المشاركون فيها بسرعة الإعلان عن رئيس مصر القادم دون ما وصفوه ب"تزييف الحقائق" وسرعة إنهاء المرحلة الانتقالية . وفي محافظة كفر الشيخ سادت أجواء من الهدوء أرجاء المحافظة, فيما لم تشهد ميادينها أى مظاهر للمسيرات أو الاحتجاجات أو الوقفات . كما تركزت خطبة الجمعة بجميع مساجد المحافظة على الدعوة إلى الوحدة وعدم التشرذم والتفرقة.. وأن يضع الجميع مصلحة مصر وأمنها فوق كل اعتبار وفوق المصالح الخاصة. وناشد الخطباء الفرقاء بالتكاتف كي تعبر مصر هذه المرحلة الدقيقة في تاريخها المعاصر. ودعوا الله أن يحفظ مصر من الفتن والمهالك, وأن يجنبها التفرق.. وأن يوحد أبناءها على حبها.. مؤكدين أن المصريين يترابطون ويتلاحمون وقت الشدائد. وفي الإسكندرية.. انتقد الشيخ أحمد المحلاوي (إمام مسجد القائد إبراهيم وأحد أقطاب الحركات الإسلامية) خلال خطبة الجمعة ما وصفه ب " محاولات إضافة صفات إلهية للقضاة" .. قائلا ان الوحيد الذي لا يعقب علي أحكامه هو الله, كما انتقد في هذا الصدد قرار حل مجلس الشعب الذي وصفه بأنه ملك الشعب وجاء بانتخاب حر نزيه من الناخبين لاختيار ممثليه. وقد انطلقت مسيرة من ساحة مسجد القائد إبراهيم اليوم "الجمعة" عقب الصلاة متجهة إلي قيادة المنطقة الشمالية احتجاجا على الإعلان الدستوري المكمل وقرار حل مجلس الشعب. وطالب المشاركون في المسيرة الاحتجاجية بسرعة تسليم السلطة وإدارة شئون البلاد إلي الرئيس المنتخب في الموعد المقرر وإنهاء المرحلة الانتقالية. كما أصدر التيار الليبرالي المصري بيانا إعلاميا "الجمعة" يعلن فيه عدم مشاركته في الفعاليات الاحتجاجية اليوم منتقدا ما وصفه بسلوك جماعات "الإسلام السياسي" والاستقواء علي الدولة والقانون, عبر اعتراضهم علي أحكام المحكمة الدستورية والتشهير بالقضاة. وواصل البيان نقده لدعاوي الزحف لدخول مجلس الشعب, واستباق جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة في الإعلان عن فوز مرشحهم "محمد مرسي" في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية قبل قرار لجنة الانتخابات الرئاسية. ووصف البيان التصريحات الإعلامية للمرشحين (محمد مرسي, وأحمد شفيق) حول نتائج جولة الإعادة بأنه فرض لسياسة الأمر الواقع والاستقواء علي الدولة والقانون بما يثير الريبة للمرحلة المقبلة. واختتم بيان التيار الليبرالي المصري بالإشارة إلي رؤيته بتشكيل تيار وطني عريض يخرج مصر والثورة من الاستبداد والرجعية والدفاع عن إقامة دستور دائم يحمي الحريات العامة ويؤسس لدولة سيادة القانون والمواطنة والتداول السلمي للسلطة. وفي محافظة المنوفية, سادت حالة من الهدوء, بالميادين الرئيسية والطرق المختلفة بقرى ومراكز المحافظة , فيما خلت الميادين الرئيسية بالمدن من أية تظاهرات أو وقفات احتجاجية ولم تشهد الساحات الموجودة أمام المساجد بمدن المحافظة أية تجمعات أو تظاهرات عقب الانتهاء من صلاة الجمعة. وكانت جموع غفيرة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والقوى الثورية قد استقلت أتوبيسات وسيارات انطلقت من معظم المدن إلى ميدان التحرير للمشاركة في مليونية اليوم . وفي محافظة البحرالأحمر, شارك عدد من القوى السياسية وائتلافات شباب الثورة و6 إبريل بالمحافظة في مليونية اليوم والخروج للاعتصام في ميادين الغردقة . وقال مؤمن خطاب منسق "ائتلاف شباب الثورة " بالمحافظة "إن الائتلاف قد أعلن عدم مشاركته اليوم وإن مليونية اليوم ليست للثوار.. بل لتحقيق مطالب شخصية لجماعة بعينها, رافضين المشاركة, ومحذرين الزج باسم الثوار في أى مظاهرات أو اعتصامات أو مصادمات أو الخروج عن الشرعية . ومن جانبه قال مصطفى فتحي منسق حركة 6 إبريل بالمحافظة "إن الحركة أصدرت بيانا رفضت فيه المشاركةوالتحذير من الزج باسم الحركة فى أى أعمال شغب وإن مليونية اليوم لا تعبر عن مطالب, وأهداف الثورة, ولن تدعم الحركة المليونية التي لاتمثل الثورة ولاتعبر عن الثوار. وفي محافظة السويس شهد ميدان الأربعين مظاهرة شارك فيها المئات بعد صلاة الجمعة لرفض الإعلان الدستوري المكمل. كما خرجت مسيرات للدعوة السلفية بعد صلاة الجمعة من مسجد الأنصاري, رافعة شعارات تطالب بالإسراع بإعلان نتيجة الانتخابات ورفض حل مجلس الشعب والإعلان الدستوري المكمل. فيما غادر عدد كبير من أعضاء وقيادات جماعة الأخوان المسلمين محافظة السويس للانضمام إلى المتظاهرين في ميدان التحرير. وفي محافظة شمال سيناء, ساد الهدوء المدن وخاصة العريش في مليونية رفض الإعلان الدستوري المكمل .. حيث توجهت أعداد كبيرة من القوى والتيارات والأحزاب السياسية والدينية وائتلاف وحركات ولجان حماية الثورة ومنسقو حملات المستبعدين من ترشيحات الرئاسة الى ميدان التحرير بالقاهرة للاشتراك في المليونية. وانصرف المواطنون من مختلف المساجد بعد صلاة الجمعة الى منازلهم , ولم تشهد المحافظة أية فعاليات.