أعجبتنى بشدة التصريحات التى أدلى بها الدكتور محمد مرسى بعد لحظات من تأكد فوزه فى جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة.. حيث عقد مؤتمر صحفى وجه فيه الشكر إلى كل الشعب المصرى سواء الذين منحوه أصواتهم أو صوتوا لمنافسه الفريق أحمد شفيق. وقال إن مصر سوف تبدأ عصرًا جديدًا من الحرية والديمقراطية والتنمية والإنتاج. وأكد أن عهده كرئيس للجمهورية لن يشهد انتقامًا من أحد أو تصفية حسابات مع أى شخص أو جهة وأن الكل سوف يعمل من أجل الوطن. هذه هى اللغة التى نتمنى أن تسود الأوساط السياسية والشعبية فى مصر خلال الفترة القادمة بدلاً من الاتهامات بالعمالة والتخوين والفساد التى تبادلتها كل القوى السياسية خاصة الكبرى منها فى الأسابيع القليلة الماضية. أثق تمامًا فى قدرة الدكتور محمد مرسى الذى تربطنى به علاقة طيبة للغاية منذ أكثر من عشر سنوات، بدأت منذ أن كان رئيسًا للكتلة البرلمانية لنواب الإخوان فى برلمان 2000- 2005 على (لم شمل) المصريين تحت مظلة واحدة حتى وإن تباينت رؤاهم السياسية فالمهم أن نتوحد على حب ومصلحة مصر. إن الخطوة الأولى التى ستجعل المصريين جميعًا يلتفون حول رئيسهم الجديد هى تأكدهم أنه بالفعل خلع عن نفسه عباءة الإخوان المسلمين التى ظل يرتديها لأكثر من 33 عامًا كاملة.. وعليه أن يثبت للجميع أن قراراته يتخذها بنفسه دون الرجوع لقيادات الجماعة ليثبت للجميع أننا جميعًا (إخوان مصريون)، وليس إخوان مسلمون فقط. إن أمام جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة فرصة تاريخية لأن يساهموا وبصورة جدية فى بناء مصر.. فقد جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب وأصبحت السلطات الآن تحت أيديهم وعليهم أن يثبتوا أنهم جديرون بثقة الشعب التى منحها لمرشحهم فى انتخابات الرئاسة الأخيرة.. وعليهم أن يتعلموا من أخطائهم التى ارتكبوها تحت قبة البرلمان فى الشهور الماضية، وهم أول من يعترفون بها. على الإخوان وحزبهم أن يعلموا أنهم وحدهم لن يستطيعوا بناء مصر الجديدة.. وعليهم أن يفتحوا صفحة جديدة مع كل القوى السياسية.. بما فيهم أعضاء أو قيادات سابقة فى الحزب الوطنى الذين لم يثبت تورطهم فى قضايا فساد مالى أو استغلال النفوذ أو المشاركة فى قتل الثوار.. وهنا أشيد بموقف الدكتور مرسى نفسه عندما قال إنه لا يقصد بالفلول سوى ال 500 قيادى الفاسدين فى الحزب الوطنى المنحل (وأرجو ألا يفهم أحد كلامى على أنه دفاع عن الفلول فأنا والحمد لله لم أكن عضوًا لا بالحزب الوطنى ولا بأى حز ب آخر حتى كتابة هذه السطور). من كل ما سبق أقترح ومن خلال صفحات جريدة "المصريون" المحترمة فكرة أرجو أن نتناقش حولها وننفذها على أرض الواقع.. هذه الفكرة عبارة عن اقتراح بتنظيم مليونية فى ميدان التحرير وفى كل ميادين مصر فى نفس التوقيت وأقترح لها اسمًا هو (مليونية المصالحة الوطنية ولم الشمل).. وأتصور أن أهداف تلك المليونية واضحة من اسمها.. وأعتقد أنها لو تمت بالشكل المطلوب وبمبادرة من الرئيس الدكتور محمد مرسى بعد أدائه اليمين الدستورية ستكون لها ردود أفعال إيجابية جدًا على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وستكون رسالة للعالم كله على أن المصريين جميعًا يرفعون فى المرحلة القادمة شعارًا جديدًا هو ( المصريون كلهم إيد واحد ).