سادت حالة من الفرحة العارمة أنحاء المحافظات المصرية عقب إعلان حملة الدكتور محمد مرسي، تغلبه على منافسه الفريق أحمد شفيق بمليون صوت وفوزه برئاسة مصر، مؤكدين أنه نجاح للثورة وهزيمة للفلول مطالبينه بتحقيق أهداف الثورة وإعادة بناء مصر واستعادة حقوقها المنهوبة وحقوق شهدائها. ففى الإسكندرية، توحدت مشاعر الشارع السكندرى ابتهاجًا بفوز مرشح الحرية والعدالة وإسقاط آخر فلول الوطنى المنحل. وانطلق أنصار مرسى فى مسيرة بالسيارات فى الساعات الأولى من صباح أمس طافت شوارع الإسكندرية احتفالاً بالفوز مرددين: "الشعب عارف كويس.. مرسى هو الريس"، "الله أكبر وتحيا مصر". وقال رشاد عبد العال، المتحدث الإعلامى للائتلاف المدنى الديمقراطى: نقبل بالخيار الديمقراطى وبما يقرره الصندوق طالما كان نظيفًا وخاليًا من العبث والتزوير، وقدم التهنئة لحزب الحرية والعدالة بفوز مرشحه الدكتور محمد مرسى برئاسة جمهورية مصر. وأكد أن الإسكندرية قررت أن تعزل الفلول وفضلت مرشح الحرية والعدالة مما يوضح أنها رافضة وبشكل واضح إعادة إنتاج النظام السابق والذى كان يمثله الفريق أحمد شفيق. وقال بكار: مبروك للدكتور مرسى ولكل من صوت له واجتهد معه؛ وأنصحهم بالثناء على الله سبحانه ونسبة الفضل إليه وحده وأن لا يظهروا شماتةً بأحدٍ فكلنا أبناء نفس الوطن. وأوضحت نجلاء فوزى، وكيل حزب غد الثورة بالإسكندرية، فوز مرسى بأصوات الثورة التى رفضت إعادة النظام القديم وليس بأصوات الإخوان فقط وإذا لم تكن خياراته ثورية سيخسر كل شىء. وأضافت: إننا سنقف جميعًا فى صف واحد ضد الانقلاب الدستورى وأتمنى ألا يخذلنا الإخوان، فاللحظات الفارقة لا تحتمل الالتواء ولا التلون. وأشار محمد عبد السلام، المتحدث الإعلامى لحركة الحرية والعدالة، إلى أن النتيجة مرضية للجميع فمن الأفضل أن يكون الرئيس مرسى بدلاً من شفيق لأنه كان إعادة إنتاج للنظام السابق، لكن مرشح الحرية والعدالة هو أول رئيس مصرى مدنى بعد الثورة. وفى بورسعيد سادت حالة من الارتياح داخل محافظة بورسعيد، وخاصة الإخوان المسلمين بعد النتائج الأولية التى تؤكد فوز مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة وتقدمه فى أغلب المحافظات وقابل الارتياح الذى عم الشارع البورسعيدى تخوفًا قبطيًا ملحوظًا. وقال السياسى علاء مصطفى: يجب أن نحترم الرئيس الذى يأتى من اختيار الأغلبية ويجب أن ندرك أننا فى لحظة حاسمة ويجب أن نقف يدًا واحدة ولا خوف من الإخوان المسلمين لأننا فى دولة إسلامية ولنا مبادئ وعادات وتقاليد لا تتغير. وأعرب ريمون نسيم عن أن الأقباط يريدون الأمن والاستقرار وعن بعض المنشورات التى أصدرتها المواقع، وقالت إنها موجة من الكنيسة قال إنها غير صحيحة. فيما حدثت اشتباكات بين حملة الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى بعد الاحتفالات بعد تقدم سيدة بسب القائمين على الحملة، وقالت لهم: "إن النتيجة لم تعلن حتى الآن، ما تحلموش أوى". وفى الإسماعيلية أكدت مجموعة من الشباب أن سبب اختيار الناخبين للدكتور محمد مرسى هو حبهم للدين الإسلامى والبحث عن الاستقرار والعدل والأمان وحرية التوزيع ولقمة العيش وهى من الاحتياجات والمطالب الأساسية للناخب وهو ما أدى إلى اختيار مرسى. وأضافوا أن مرشح الحزب السابق لم يصل إلى المواطن البسيط وكانت خطاباته موجهة للنخبة فقط بعكس مرسى الذى خاطب الشعب بإعادة حقوقه وتفعيل مشروع النهضة. وقال والد الشهيد ماجد مدحت: شاركنا جميعًا فى التصويت بالانتخابات الرئاسية وأعطينا أصواتنا للمرشح الإسلامى محمد مرسى وقد حذرت عائلتى من انتخاب مرشح الفلول وقلت لهم: عايزين مبارك يرجع تانى. وفى أول ردود أفعال السويس، قال على أمين الرئيس السابق للجنة الوفد: على الرئيس الجديد الاهتمام بتطبيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بالقيمة البشرية والاهتمام بأصحاب الدخول الضعيفة وضبط الأسعار وتثبيت العمالة ألمؤقتة. وأضاف أيمن حجازى بقطاع كهرباء السويس: رفضنا أن ننام ولم يرتح لنا جفن إلا بعد أن تأكدنا من فوز مرشح الثورة. وأشار مجدى عوض وغادة فاروق بالأوقاف إلى أن سعادتهما بفوز مرشح الثورة لا توصف، وأضافوا: عشنا سنين وأيامًا ونحن ننتظر هذه اللحظة حتى تحققت بفضل الله. وأكد على عبد الحميد مدير مدرسة أحمد شوقى الابتدائية أن ليلة فرز الأصوات كانت من أحلى الليالى وقد أسقطت الصناديق مرشح الفلول وكانت السويس هى أول من أسقطت شفيق فى الجولة الأولى، وفى الجولة الثانية وسنعمل على إسقاط كل فلول الوطنى المنحل. كما أضاف على جنيدى المتحدث باسم الشهداء: كم كانت سعادة أسر الشهداء بفوز الدكتور محمد مرسى الذى نريد منه القصاص لدم أبنائنا الشهداء. وفى شمال سيناء، واصلت مدن المحافظة احتفالاتها بفوز المرشح محمد مرسى وخاصة حزب الحرية والعدالة والجماعة السلفية وحزب الوسط و6 إبريل وجماعة الإخوان. كما رحبت القوى السياسية والثورية فى شمال سيناء بفوز محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية حيث إنه من شركاء الثورة. وصرح أشرف الحفنى المتحدث الرسمى باسم الثوار الاشتراكيين بأنه سعيد فى المقام الأول بهزيمة الفريق شفيق، وأنه لا يستحق هذه الأصوات التى حصل عليها ونرحب بفوز مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين ونطالبه بالعمل على استرداد الثورة والوقوف مع الثوار وأهالى الشهداء. فيما تحدث خالد عرفات، أمين حزب الكرامة بشمال سيناء أنه كان متوقعًا فوز مرسى، حيث إن شفيق ليس له أى شعبية وهو يتبع النظام القديم، وقال إن حزب الكرامة سوف يكون فى صفوف المعارضة الإيجابية إذا أخذ مرسى منحنى غير طريق الثورة وسوف نكون معه إذا عمل على طريق الثورة والثوار. كما أكد القيادى الناصرى صقر الغول ترحيبه بفوز مرسى مطالبًا الرئيس الجديد بالسير والعمل على إيجاد حقوق الشهداء والثوار والعمل على بناء مصر الحديثة. وفى جنوبسيناء، خرج العشرات من البدو والحضر فى مسيرات بالسيارات فى مظاهرة حب فرحًا بنجاح مرسى وقاموا بترديد هتافات: "ثوار أحرار هانكمل المشوار". وطالب عاطف سليمان السمعانى، الرئيس المنتخب بالتفرغ لمعركة البناء وهى معركة كبرى مؤكدًا أن الثبات على النصر لا يتم إلا بتحقيق أهدافه المنشودة، هى منزلة تعقب النصر حتى نحفظ التضحيات التى بذلت له، فالمحافظة عليه تكميل للنصر. فيما رأى محمد ممدوح من حركة 6 إبريل بجنوبسيناء أن نجاح مرسى نجاح لما تبقى من الثورة المصرية. من ناحية أخرى، قرر الشيخ سالم عودة السميرى، شيخ قبيلة القرارشة المؤيدة لمرسى الاحتفال على طريقته، فذبح 11 خروفًا وأقام الولائم بمدينة "أبو رديس"، ودعا فيها أعضاء حزب الحرية والعدالة بالمحافظة. وأوضح محمد خطاب عضو الشورى، عن حزب الحرية والعدالة بجنوبسيناء أن النجاح جاء بفضل من الله لينقذ مصر والمصريين. وفى مطروح، وبرغم الفرحة العارمة التى سيطرت على الأهالى عقب إعلان حملة مرسى فوزه بسباق رئاسة الجمهورية، تطلع أهالى محافظة مطروح التى أعطت للدكتور محمد مرسى 80% من أصواتها إلى حل عدد من المشكلات الأزلية المرهقة وأهمها مشكلة تمليك الأراضى، حيث إن هناك الآلاف من طلبات المواطنين لشراء أراضيهم التى يزرعونها وتقنين أوضاعهم منذ أكثر من عشرين عامًا. كما طالب الأهالى بالوظائف القيادية فى الشرطة والجيش بعدما حرمهم النظام السابق من الحق الشرعى كأى مواطن مصرى بمحافظة أخرى، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالخدمات الطبية والتعليمية المتدهورة. وفى كفر الشيخ، ظهرت السعادة على وجوه المواطنين بالمحافظة بعد إعلان فوز الدكتور محمد مرسى الملقب بمرشح الثورة، وأخذ المواطنون يهنئون بعضهم البعض ويقولون الآن نجحت الثورة بعد أن حاول الفلول سرقتها من أصحابها ليضيع دم الشهداء. وأكد بعض المواطنين أنهم كانوا يموتون فى اليوم مائة مره خلال جولة الإعادة بين مرشح الثورة الدكتور مرسى ومرشح الفلول الفريق شفيق خوفًا من فوز شفيق وضياع الثورة، خاصة أن جميع أجهزة الدولة كانت تخدم عليه بداية من المجلس الأعلى وانتهاء بخفراء القرى الذين أخذوا أوامر بالدعاية لشفيق. وفى البحيرة، وصف الأهالى يوم النتيجة باليوم التاريخى الذى لم يرد فى تاريخ مصر من قبل، بالرغم من الشائعات والدعاية المضادة التى انطلقت مؤخراً ضد الإخوان، إلا أن المواطن كان له حسابات مختلفة ترتبط بمستقبله ومستقبل بلده. وأكد الدكتور سامى رمضان قاسم أن انتصار الثورة المصرية انتصار لدم الشهداء، وأنه لم يضع هدراً. وأوضح محمد عبد القادر حسب الله، شقيق الشهيد أحمد عبد القادر أن هذا اليوم هو أسعد يوم فى حياته وكأن شقيقه عاد للحياة من جديد، لأنه اطمئن بأن حقوق الشهداء ستعود وأن دم شقيقه لم يضع هدر، وأنه انتخب مرشح الثورة لأنه تعهد بأخذ حق الشهداء. وفى الدقهلية قام المهندس إبراهيم أبو عوف، أمين عام حزب الحرية والعدالة بذبح ثلاثة عجول بمسقط رأسه بمدينة منية النصر ابتهاجًا بفوز الدكتور محمد مرسى، فى انتخابات رئاسة الجمهورية وإقامة سرادق كبير لاستقبال المهنئين بفوز مرسى. وفى سياق متصل، قام عدد كبير من أنصار الدكتور محمد مرسى، بالاحتفال بفوزه الساحق على مرشح الفلول من خلال عمل مسيرات شعبية تشكر المواطنين على انتخاب الدكتور محمد مرسى وتهنئهم بفوزه كأول رئيس للجمهورية من خلال انتخابات حرة نزيهة. وأعربت الدكتورة جيهان فؤاد، مدير المركز الإعلامى بجامعة المنصورة، عن سعادتها البالغة بفوز مرسى، مؤكدة أنه الرجل المناسب فى المكان المناسب. وأشارت إلى أن اكتساحه لمرشح الفلول دليل واضح على مدى إدراك ونضج وفهم الشعب المصرى. وفى الغربية التى ناصرت الفريق شفيق، سيطرت حالة من الدهشة الشديدة على مواطنى المحافظة، فى الوقت الذى بدأ الإخوان فيه احتفالهم بإعلان فوز الدكتور محمد مرسى أبدت حملة شفيق استنكارها لإعلان النتيجة قبل الانتهاء رسميًا من عملية الفرز، واعتبرت ذلك اعتداء صارخًا على القانون فى الوقت الذى تباينت فيه ردود أفعال المواطنين من غير الإخوان. وسيطرت حالة من الفزع من مصير المحافظة التى وقفت بقوة فى الجولتين خلف شفيق وحسبت كما يقول أنصار مرسى على الفلول. وأضاف أحمد مرزوق مدرس: إن حالة من الإحباط واليأس سيطرت على الشارع بعد وصول مرسى إلى كرسى الرئاسة على حساب شباب الثورة وما حدث من ذهول واحتفال بالنصر قبل إعلان النتيجة رسميًا يؤكد أن الإخوان لا يستفيدون من تجاربهم خاصة بعد حل البرلمان. فيما أعرب المهندس فايز حمودة نقيب المهندسين بالغربية ورئيس لجنة التنسيق بين الأحزاب أن النتيجة النهائية انتصار للثورة ولدماء الشهداء التى لم تضع هدرًا وقضاء على أذناب النظام السابق. واعتبر محمد المسيرى عضو اللجنة العليا لحزب الوفد النتيجة طبيعية للغاية، فليس من المعقول أن يقوم الشعب بثورة ثم يأتى بعد ذلك بأحد أقطاب الفساد ليحكمنا وينتقم من الثوار. وعمت شوارع المنوفية حالة من الفرحة رغم اكتساح الفريق شفيق وحصوله على أغلبية أصوات المحافظة، حيث طافت سيارات تحمل صور للدكتور محمد مرسى وذلك بعد إعلان حملة دعم مرسى فوزه برئاسة الجمهورية. وكانت اللجنة العليا بالمنوفية برئاسة المستشار إبراهيم الزواوى ونائبه المستشار وائل عمران قد أعلنت النتيجة النهائية لمحافظة المنوفية فى انتخابات جولة الإعادة لتؤكد حصول شفيق على ما يقرب من 950 ألف صوت فى مقابل ما يقرب من 400 ألف صوت للدكتور مرسى.