ترى صحيفة "هارتس" العبرية، أن فشل الأمن المصري في التصدي لمذبحة "المصلين" في مسجد الروضة في شمال سيناء، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 شخص، خاصة في ضوء التقارير التي أفادت بأن إسرائيل تساعد مصر بشكل مكثف في المعلومات الاستخبارية واستخدام الطائرات بدون طيار ضد معاقل "داعش" هناك، يقلق إسرائيل على أمن حدودها المشتركة مع مصر. وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن عدم فعالية السلطات الأمنية المصرية في التصدي للهجمات الإرهابية في سيناء "مذهل" بصورة تقلق إسرائيل، وخاصة حادث سيناء الأخير. واعتبرت الصحيفة، أن حادث مسجد الروضة، الذي وقع يوم الجمعة الماضي، في قرية بئر العبد في شمال سيناء، أعنف هجوم جهادي حدث في مصر في الآونة الأخيرة، كما أنه يعتبر الفشل الثاني لقوات الأمن المصرية في أقل من شهر، لافتة إلى حادث الواحات، الذي راح ضحيته 16 شرطيًا، عقبها إقالة الرئيس السيسي لرئيس أركان الجيش، وتعيينه مستشارًا رئاسيًا. من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن فشل المصريين مثير للدهشة، لا سيما في سيناء، فمن الصعب أن نفهم كيف بعد القتال المتواصل للدولة المصرية ضد "داعش" سيناء في السنوات الأخيرة، يسمح المصريون لعناصرها، التي لا يزيد عددهم عن 1000 فرد بتنفيذ مثل هذه الهجمات القاتلة. ونوه التقرير بأن الولاياتالمتحدة تشاطر إسرائيل الإحباط والمفاجأة؛ إذ أشارت واشنطن في عدة مناسبات إلى أن استعداد "السيسي" ورجاله وقوات الأمن المصرية "يمكن التنبؤ به"، ملمحة، على استحياء، إلى أن في مكافحة الجماعات الإرهابية وحرب العصابات، هناك حاجة إلى إجراءات أسرع، والجمع بين المخابرات الدقيقة وقوات الكوماندوز، ولكن لا تزال السلطات الأمنية بعيدة جدًا عن استخدام هذه الطريقة التي تشبه الطرق التي تحارب بها إسرائيل الجماعات الإرهابية. وجهة نظر النظام المصري في حادث "الروضة" ومن وجهة النظر المصرية، فإن الأشياء ليست بذلك السوء، بالرغم من المذبحة المروعة في سيناء، فمقتل أكثر من 300 شخص ينبغي أن يمثل تحديًا أكبر للنظام. وقال مسئولون مصريون بارزون، إن الحرب ضد الإرهاب، لا سيما في سيناء، ستستغرق وقتا طويلا، وإنهم يتحلون بالصبر اللازم لذلك، كما بالنسبة لهم، فقد حققوا الكثير من الإنجازات، أبرزها إقناع بعض قبائل البدو السيناوية لمحاربة داعش. وخلفية هجوم الروضة ربما تكون في رفض القبيلة بتلك المنطقة التعاون مع "داعش"، وعلى أي حال، فإن القاهرة تنظر للحرب ضد الجماعات المتطرفة باعتبارها معركة على ثلاث جبهات: الحدود الليبية، وقلب مصر، وسيناء. القتال على الحدود الليبية أكثر ضراوة مما عليه الحال في سيناء، وحقق المصريون بعض النجاح هناك. مصير مصالحة "حماس" والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، فإن حادث "الروضة" سيؤدى إلى تأخير فتح معبر رفح الذى ينتظره سكان غزة بفارغ الصبر، عقب اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية. ولكن حالة محادثات المصالحة تعتبر أسوأ من استعداد الأطراف للقبول، في الوقت الحالي، يبدو أن آمالا كبيرة سوف تتلاشى كاستكمال العملية بحلول الأول من ديسمبر، وإطلاق عمليات الحكومة المشتركة ووضع معبر رفح في عملية مستمرة. ولذلك فإن هناك خطرين مزدوجين، الأول هو فقدان الشعب الفلسطيني للأمل في ضوء فشل المحادثات، مما قد يساعد على إعادة تسخين الحدود بين إسرائيل وغزة، والثاني هو احتمال أن تطلب منظمة الجهاد الإسلامي فرصة لتسوية الحسابات بعد أن قامت إسرائيل بتفجير نفق على حدود غزة الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل 12 من ناشطي الجهاد الإسلامي ورجل من حماس.