ذكرت كتب السيرة أنّ حيى بن أخطب، أحد زعماء بنى النضير، حين قٌدّم للقتل حداً، قال للنبى صلى الله عليه وسلم: ما لمت نفسى فى عداوتك قط، ولكن من يغالب الله يٌغلب!!! ثم قٌدم فضرب عنقه... منتهى الجبروت أن تعاند وأن تكابر وبينك وبين الموت خطوة لا تزيد، لقد تدافعت هذه الواقعة إلى ذهنى وأنا أتابع ما يٌذاع إعلامياً على لسان حملة الفريق/ أحمد شفيق، وهى تعلن عن فوز مرشحها فى سباق الرئاسة، وتتهم الإخوان أنهم يريدون الاستيلاء على القصر الجمهورى بطريقة وضع اليد ليس إلا، لقد مارس الفريق شفيق وحملته على مدى الأيام الماضية كل أنواع الكذب والافتراء ضد الإخوان المسلمين، وصلت إلى اتهامهم صراحة بأنّهم وراء قتل الثوار، وأنهم فلول للنظام السابق بامتياز، وأنهم كانوا ومازالوا سبباً مباشراً فى كل ما يصيب البلاد والعباد من كوارث ونكبات، مازال الفريق الذى لا يفرق بين السنة والفرض يعلنها صراحة للتيار الإسلامى، وعلى رأسه الإخوان المسلمون، أنّه على عداوته لهم ما طرفت له عين، وما غمض له جفن!! مازال الرجل يكذب ويكذب حتى يشعرك أنه الثورى الوحيد فى مصر، وأنّ ما دونه الفلول، كاد الإعلام الفلولى يصيبنى بالإحباط من شدة تجرئه على الكذب بنوعيه؛ الأصلع وأبى قرون!!! من نوعية كلام الكذاب الأشر صاحب قناة الفراعين، الذى زعم أنّ أحد الفقراء ذهب إلى عيادة الدكتور/ محمد مرسى لتوقيع الكشف الطبى على ولد مريض من أولاده غير أنّ الدكتور مرسى رفض توقيع الكشف عليه لأنّ الرجل لم يكن يمتلك ثمن الكشف الذى يصل إلى 300 جنيه، وظل الرجل يتوسل للدكتور مرسى، الذى لم يعر لتوسلات الرجل الفقير أدنى اهتمام، ولم تتحرك له شعرة فى مفرق الرأس لهذه التوسلات التى يلين له الحجر الأصم، ومات المريض بين يدى أبيه نتيجة لهذه القسوة التى أظهرها د مرسى، ونسى مسيلمة الكذاب أنّ د/مرسى دكتور فى الهندسة، وليس طبيباً، له عيادة يوقع الكشف فيها على مرضاه!!! ولكن نقول للفريق وصبيانه الحمقى: يا هؤلاء من يغالب الله يٌغلب!! لقد كاد الإحباط أن يحيط بى من كل جانب إحاطة السوار بالمعصم، وذلك بسبب كمية الكذب الصراح الذى تتولى وسائل الإعلام الفلولى بثه وإذاعته بين الجماهير المستغفلة، ولقد قرأت حكمة بليغة فى مقال أحد الصحفيين الشبان تقول: إنّ القلعة لا تنهار بسبب كثرة المهاجمين، وقلة المدافعين، وإنما تنهار حين يتساءل المدافعون بقولهم؛ ما جدوى الدفاع؟!! لقد انتشلتنى هذه الحكمة من بئر الإحباط التى كادت تبتلعنى فى جوفها. ومن يدرى فلربّ ضارة نافعة! لقد نجحت هذه الأكاذيب الصلعاء فى لم شمل الحركة الإسلامية من بعد أن نزغ الشيطان بينهم، شيطان مباحث أمن الشيطان، التى مافتئت تزرع الفتن وتدق الأسافين بين أبناء الدين الواحد والمرجعية الواحدة.