أثار الإعلان عن موعد زيارة سعد الحريرى، رئيس وزراء لبنان المستقيل، إلى القاهرة، لغطًا واسعًا, خاصة أن موعد الزيارة تزامن مع وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قبرص. وأعلن مكتب الحريرى فى لبنان، أمس أنه سيزور مصر الثلاثاء للاجتماع مع الرئيس السيسى الذى يزور قبرص حاليًا فى زيارة تستغرق يومين بدأت صباح اليوم, وأكد الحريرى، على حسابه فى" تويتر" أنه سيلتقى السيسى الثلاثاء غدًا. ونفى السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ما تم تداوله فى البداية بخصوص زيارة الحريري, إلا أنه عاد ليؤكد أنه جار الترتيبات لزيارة الحريرى المرتقبة. ورأى محللون مختصون فى الشأن الخارجي, أن زيارة الحريرى لمصر تأتى فى إطار الجهود التى تقودها القاهرة لنزع فتيل الأزمة فى لبنان، وأن القاهرة تعمل على تجنيب بيروت أى صراع داخلى قد يعصف بمستقبل المنطقة. كان سعد الحريرى، قد أعلن أمس أنه سيتوجه إلى بيروت للمشاركة فى احتفالات استقلال لبنان (عن فرنسا)، عقب الانتهاء من لقاء الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون, وهناك سيوضح موقفه بشأن بعض القضايا بعد لقاء الرئيس عون. ويرى السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أن مصر تحرص دائمًا على حل النزاعات العربية, وأن كل الدول العربية تعلم مكانة مصر وسط إخوانها العرب، وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط, ما جعل كل الدول العربية تلجأ إليها فى مشاكلها، خاصة عندما تكون هناك مشكلة بين دولتين من الوطن العربي. وأوضح بيومى ل"المصريون"، أن مصر دائمًا حاضرة فى كل النزاعات العربية والإقليمية, كما أن علاقة مصر بلبنان وطيدة وجيدة, وتابع: "كل رئيس وزارة كان يعين فى لبنان, قبل كل شيء كان يبادر بزيارة السفير المصرى فى بيروت". وأشار إلى أنه من المتوقع أن يلتقى الحريرى الرئيس عبدالفتاح السيسى, ويتم الإفصاح بشكل أوضح عن أسباب استقالته, وسيتطرق الحديث إلى عدة مجالات فى الشأن العربى والإقليمى, كما أن مصر ليست طرفًا وليس لها أى أطماع والجانب اللبنانى يعلم ذلك جيدًا, لكن مصر لا تريد أى صراعات عسكرية بالمنطقة خاصة فى الوقت الحالي, وأنه فى حال حدوث أى اعتداء مباشر على دول التعاون الخليجى، ستتدخل مصر، لأن أمنها مرتبط بأمنهم. وكشف مصدر مقرب من الحريرى ل"فرانس برس"، أن الهدف من زيارة رئيس وزراء لبنان المستقيل لمصر هو استكمال المشاورات الدولية والعربية حول لبنان، بعد استقالة الحريري، فى إطار الجهود التى تقودها مصر لنزع فتيل الأزمة. وأوضح محمد الرز، الباحث اللبناني، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى سيد على فى قناة "الحدث اليوم" ، أن زيارة الحريرى للقاهرة تأكيد على نفس الموقف الذى أعلنه الرئيس السيسى. وقال الكاتب السعودى خالد المجرشى، إنه توقع زيارة سعد الحريري، رئيس الوزراء، مضيفًا أنه يتوقع حدوث مشاورات بين الحريرى والرئيس عبدالفتاح السيسى، بشأن وضع حزب الله فى لبنان، بعد الإدانة الجماعية من وزراء الخارجية العرب، فى اجتماع جامعة الدول العربية أمس. وأكد فى تصريحات صحفية، أن العرب يعولون على مصر، لحل مشاكل الإقليم، لما لمصر من مكانة كبيرة. وأشار، إلى أن لديه معلومات تؤكد أن الرئيس السيسى و"الحريرى" سيعقدان مؤتمرًا صحفيًا، بعد لقائهما، يعرضان فيه المستجدات بخصوص الأوضاع فى المنطقة ولبنان، موضحًا أن الحريرى سيعلن موقفه النهائى من الاستمرار فى رئاسة الحكومة اللبنانية من عدمه، الأربعاء المقبل. وأدت استقالة الحريرى، فى تسجيل بثه التليفزيون السعودى بالرابع عشر من نوفمبر الجارى، إلى أزمة سياسية فى لبنان, حيث انتقد الأخير إيران وتنظيم "حزب الله"، المتحالف معها فى خطاب استقالته وقال إنه يخشى اغتياله. وعقد وزراء خارجية العرب، اجتماعًا طارئا اليوم بجامعة الدول العربية، فى القاهرة بناء على طلب من السعودية لبحث سبل مواجهة إيران وحزب الله بسبب دورهما فى المنطقة, وتدخلهم فى شئون الدول العربية, فيما لم يحضر وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل الاجتماع.