اطمئنان الطفل الشخصى والأساسى يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين أبويه، وإلى انسجام وتعاون روحى يمكن الاثنين من التصدى لمسئوليات الحياة المختلفة، وبالتالى ينشأ الأطفال ولديهم القدرة على تقييم الأمور بالشكل السليم، التمييز بين الصواب والخطأ نتيجة وجود آباء لديهم الوعى الكافى بأهمية النأى بالأبناء بعيدًا عن الخلافات الأسرية فلا يظهرا الغضب بشكل حاد. ويرى خبراء علم النفس، أنه برغم كتمان الغضب وإخفاء المشكلات فإن الأطفال ينتابهم الإحساس بوجود شيء ما غير طبيعى فى سماء العلاقة بين الوالدين. ولا يخلو بيت من الخلافات الزوجية، بين الزوج والزوجة، على اختلاف درجاتها، فهناك خلافات بسيطة موجودة فى أغلب البيوت، إن لم يكن كلها، وهناك خلافات أخرى تحول البيت إلى جحيم وتكاد تدمره بسبب سوء التعامل معها من الطرفين، والعناد سواء كان من الزوج أو الزوجة غير مبالين بأطفالهما ومصيرهما المجهول الذى تدخل محكمة الأسرة لإنقاذه قدر المستطاع. السطور التالية تحكى مأساة طفلين، استبد الاستهتار والأنانية بوالديهما فراحا يتسابقان للتخلى عنهما. وأمام محكمة الأسرة بزنانيرى فوجئ الحضور بقيام " أ. ك " موظف و"س. غ " ربه منزل، مطلقين، بالتقدم بطلبات للمحكمة بتنازل كل منهما عن حضانة طفليهما، بسبب العناد والخلافات المتكررة بينهما، والذى دفع الأب والأم إلى التضحية بفلذات أكبادهما ومحاولة كل منهما التخلى عن مسئوليته للطرف الثانى. وكانت الأم قد قامت برفع قضية أمام محكمة الأسرة، تطالب من خلالها بالنفقات الخاصة بالرعاية لابنها 9سنوات وبنتها 6سنوات، وهى الحاضنة لهما. وقامت السيدة خلال جلسة المحكمة، بالتقدم بطلب للمحكمة للتنازل عن حضانة أطفالها لزوجها بسبب عدم قدرتها على الإنفاق عليهما، مطالبة والد أطفالها برعاية أطفاله وتحمل مسئوليتهما. وخلال نفس الجلسة، أمام المحكمة، تقدم الزوج بتنازل للمحكمة عن طلب له بعدم الرغبة فى حضانة أطفاله، مؤكدًا رفضه لحضانة الأطفال، متهمًا زوجته بأنها تريد التخلص من أبنائها من أجل الزواج من شخص آخر. واتهم الزوج والدة أطفاله، بأنها فضلت سعادتها على أطفالها، وأنه لن يسمح لها أن تنفذ ما تريد ولذلك تقدم بتنازله عن حضانة أطفاله.