فى لحظة ضاع فيها كل شىء أصبح لا يطيق رؤية صغيره، الذى لم يتعد 3 أعوام فهو يذكره بجروح لم تندمل ظلت ترافقه لسنوات بعد ذلك، كان يتصورها دائماً فيه ويتذكر ما حدث له مع طليقته ومع أسرتها. ومرت سنوات وبدأ حنينه لطفله يزداد ويتخيله وقد تغيرت ملامحه واشتد عوده فيشعر بالألم يعتصره فتصارعت المشاعر بداخله حتى أصبح غير قادر على تحمل كل تلك الأعباء النفسيه واتخذ قرار العمرة وذهب ليغسل همومه أمام بيت الله ويعمر قلبه بالإيمان، وهناك ارتاحت نفسيته وهدأت سريرته وعاد وهو مفعم بالمشاعر تجاه ابنه الذى مر على فراقه 7 سنوات وطالب جدة طفله لأمه برؤيته فهو فى حضانتها بعد أن تزوجت الأم إلا أن الجدة رفضت طلبه. وحاول معها بشتى الطرق وازداد عنادها وإصرارها على تعذيبه ولم يجد أمامه غير محكمة الأسرة فقام برفع دعوى تمكين من رؤية الصغير وضم حضانته لرفض الجدة السماح له برؤيته. وأمام مكتب تسويات الأسرة وقف الأب يروى حكايته قائلاً: تزوجتها منذ أكثر من 11عاماً وعشنا فترة دون منغصات كنت أعمل قصارى جهدى لإسعادها ولكن تدخلات أسرتها فى حياتنا أحالتها لجحيم، وتمردت زوجتى علىّ حتى مع مجىء ابننا الوحيد لم يغير فى الأمر شيئاً وطلبت منها مراراً بداية صفحة جديدة بعد كل تلك الخلافات ولم أجد لكلامى صدى عندها فقد كان عقلى مشغولاً بشىء آخر لم أكن أعرفه وكان أقرب لى مما أتصور. وفجر الزوج مفاجأته صارخاً: كان زوج شقيقتى نعم! فقد أصرت زوجتى على الطلاق دون مبررات وحاربت حتى حصلت عليه بعد أن تنازلت عن كل شىء مقابل حريتها ولم تمر أيام على انتهاء العدة حتى كانت متزوجة منه لقد أصبحت زوجتى ضرة لشقيقتى وشعرت أنا وأختى بالدنيا تنهار من حولنا ولم أصدق نفسى. كان هو ما دفعها لطلب الطلاق منى، وتدمر منزلى أنا وشقيقتى فى نفس اللحظة. وتابع: مرت السنوات وبدأت فى استعادة توازنى واستيقظ ضميرى لأجد نفسى مشتاقاً لرؤية صغيرى أتخيله كيف أصبح وقد جاوز عمره العاشره، وذهبت لعمل عمرة، وهناك تحولت لإنسان آخر وعدت وكلى قوة لأطالب بابنى الوحيد ولكن طلبى قوبل بالرفض من والدة طليقتى حتى يكملوا مسلسل عذابى الذى بدأوه منذ سنوات. وطالب الأب برؤية الصغير وضمه له بسبب تعسف جدته وعدم أمانتها عليه لكبر سنها ومرضها. تمت إحالة القضية للمحكمة، وبعد التداول قررت المحكمة أنه لما كان المدعى قد أقام دعواه بغية القضاء له برؤية الصغير وأنه بحضانة جدته لأمه، ولما كان القانون ومن فوقه الشرع يعطيان المدعى حق الرؤية وقد أوصى تقريرا الخبيرين بإجابة المدعى لطلبه وفى حالة عدم اتفاق الحاضنة أو من بيده الصغير والصادر لصالحه الحكم على المكان الذى يتم فيه رؤية الصغير يكون للمحكمة أن تنتقى مكاناً للرؤية وفقاً للحالة المعروضة عليها بما يتناسب قدر الإمكان وظروف أطراف الخصومة مع مراعاة أن يتوافر فى المكان ما يشيع الطمأنينة فى نفس الصغير ولا يكبد أطراف الخصومة مشقة مثل أحد النوادى الرياضية أو الاجتماعية أو أحد مراكز رعاية الشباب أو إحدى دور الامومة والطفولة أو الحدائق العامة، كما يجب ألا تقل مدة الرؤية عن ثلاث ساعات اسبوعيا بين التاسعة صباحاً والسابعة مساء. وعليه قضت محكمة الأسرة بالرمل، برئاسة المستشار حاتم الأرناؤوطى وعضوية المستشارين أشرف عبدالعال وأحمد الكيال بإلزام المدعى عليها بتمكين المدعى من رؤية صغيره مرة واحدة أسبوعياً، وعلى جميع الجهات الإدارية المنوط بها ذلك معاونته وألزمت المدعى عليها بالمصاريف وأتعاب المحاماة.
