قررت نيابة أمن الدولة العليا، اليوم الجمعة، حبس عبدالرحيم محمد المسماري، المتهم الليبي المقبوض عليه في حادث الهجوم على قوات الأمن في الواحات لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق. وبمواجهتة اعترف "المسماري"، في تحقيقات النيابة، بالانضمام إلى التنظيم الذي كان يقوده الضابط السابق عماد عبدالحميد، وأنهم شكلوا خليتهم في منطقة درنة الليبية وجاءوا إلى مصر في يناير الماضي عن طريق التسلل عبر الصحراء من المنطقة المتاخمة لصحراء محافظة قنا. وتابع المتهم، أمام النيابة أنهم سلكوا طرقًا ودروبًا صحراوية حتى وصلوا إلى منطقة الواحات التابعة لمحافظة الجيزة، مضيفًا أن المتهمين كانوا يخططون لارتكاب أعمال إرهابية في البلاد، وأنهم فوجئوا بتحرك سيارات الأمن تجاههم في منطقة حادث الواحات فأمر قائد المجموعة "عماد" بتقسيم الخلية إلى مجموعتين وصعدوا إلى تبتين وهاجموا القوات بأسلحة متطورة بينها صواريخ "سام" و"آر بى جيه" وأخرى مضادة للطائرات واختطفوا الضابط محمد الحايس واستغلوا فترة ظلام الليل وتنقلوا في الصحراء للاختفاء من مطاردة الطائرات وقوات الأمن حتى تم قصفهم بالطيران ومقتل جميع عناصر التنظيم عدا هو الذي خرج حيًا، وذكر أنه اتصل بأحد الأشخاص من عناصرالتنظيم في ليبيا لإرسال من ينقله إلى ليبيا إلا أن قوات الأمن كانت قد وصلت إليه وألقت القبض عليه. وأشار المتهم، في تحقيقات النيابة، إلى أنه أثناء الاشتباك مع القوات في عملية الواحات فر عدد من الضباط فيما تم قتل عدد آخر وأسر مجموعة أخرى، وأمر قائد الخلية "عماد" بإطلاق الرصاص على الضباط وقتلهم وعدم قتل المجندين لأنهم مجبرون على الخدمة في الشرطة، وفق قوله. وأضاف المتهم، أن قائد الخلية قد ترك المجندين يرحلون بعد أن طلب منهم أن يعودوا إلى منازلهم وعدم الاشتراك في عمليات عسكرية ضد المجاهدين، وفق وصفه. وأشار المتهم الليبي، إلى أن قائد الخلية أمر بعدم قتل "الحايس" وأسره، لافتًا إلى أن قائد الخلية كان ينوى تصوير النقيب محمد "الحايس" وإذاعة فيديو له لكنه أرجأ ذلك لحين المرور به إلى ليبيا والعودة إلى مقر المعسكر في درنة. وحكى المتهم في التحقيقات، أنه أثناء الاشتباك شاهد ضابطًا من قوات الأمن يقاتل بسلاحه رغم أنه كان مصابًا تقريبًا ببتر في الساق بعد ضرب سيارته بصاروخ "آر بى جيه". وكان المتهم قد كشف في حوار له مع الإعلامي عماد الدين أديب، بثته قناة الحياة الفضائية، مساء الخميس، تفاصيل انضمامه للجماعات الإرهابية في ليبيا، مؤكدًا أنه اعتنق الأفكار المتطرفة بعد الثورة على الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بسبب انتشار الجماعات المتطرفة في مسقط رأسه بمدينة درنة مثل كتيبة شهداء بوسليم والنور وأنصار الشريعة. وقال المتهم، إن عماد الدين عبدالحميد، الضابط السابق بالجيش المصري، كان قائده في التنظيم الذي انضم إليه، ولقبه الشيخ حاتم، وهو الذي دعاه في أغسطس 2016 للانضمام إلى معسكره لتنفيذ عمليات ضد الجيش والشرطة في مصر، واستغرق دخولهم الحدود المصرية حوالى شهر، لصعوبة الطرق والدروب الجبلية، مضيفا: تعرفوا على مجموعة أخرى من المصريين في الواحات، وأقنعوهم بأفكارهم المتطرفة، وكانت مهمتهم توفير الدعم اللوجيستى من وقود وطعام وشراب لهم، وبدأوا في التدريب استعدادًا لتنفيذ عمليات إرهابية وهجمات على الكنائس والأديرة والتمهيد لإقامة دولة الخلافة، على حد زعمه.