الخلع تلجأ إليه الزوجة عندما توصد إليها أبواب الأمل فى إمكانية استمرار الحياة مع زوجها فهى تلجأ إليه راضخة وراضية بأن تترك الجمل بما حمل، وتبرئ الزوج من جميع حقوقها ما يدل على نفاد صبرها معه واستحالة استكمال الحياة بأى حال من الأحوال. وبرغم أن الزواج من أهم فوائده تحقيق السكينة لكلا الطرفين بالمودة والرحمة، نجد للأسف بعض الأزواج بينهما من المكائد المخجلة ما تقشعر له الأبدان ومن المشاحنات القاتلة، ما يطيح بثوابت هذا الرباط المقدس، فيحدث التفكك الأسرى وتنهار الأسر وتشرد الزوجة إن لم يكن لها مأوى أو مصدر رزق بديل عن الزوج. وعندما تكون الزوجة متقدمة فى العمر وانقضت فترة الشباب وراحت الصحة تكون الطعنة الغادرة من الزوج مميتة.. السطور التالية تحكى واحدة من قصص غدر الأزواج بزوجاتهم وأمهات أبنائهم فى خريف العمر شهدت أحداثها محكمة الأسرة بزنانيرى.. فى مدخل المحكمة ترى عددًا مخيفًا من السيدات الجالسات بزواياها وأركانها، ينتظرن أحكامًا مختلفة جلست بينهن الحاجة فوزية بجسدها الضعيف النحيل ووجهها الذى بدت عليه علامات الإرهاق والألم، تظنها أنها قادمة لحضور مشكلة أحد أبنائها أو أحفادها، لكن كانت المفاجأة الصادمة أن هذه السيدة العجوز هى نفسها صاحبة دعوى خلع من زوجها، رغم أنها مسنة. مريضة وعمرها يتجاوز السبعين وقفت السيدة العجوز أمام محكمة الأسرة تروى تفاصيل إصرارها على الخلع من زوجها بعد حياة زوجية عمرها أكثر من 50 عاما، قائلة: "عرفت معه معنى الجوع والحرمان ومش لاقية آكل ولا عارفة أعيش هصرف منين وإزاى بعد ما سابنى وغدر بيا بعد العمر ده مكنش قدامى غير إنى أشحت أو أطلق منه عشان أعرف أعمل معاش أصرف منه". وأضافت: "لقد تزوجته من أكتر من 50سنة، وأنجبت منه ولدين وبنت، وبعد العشرة دى هجرنى وتركنى أواجه الشيخوخة وآلامها وأمراضها وحدى وبدل ما يقف جنبى فى أرذل العمر راح اتجوز وهو عنده 70 سنة من شابة أصغر منه بعشرات السنين". وتابعت العجوز: "10 سنين وهو هاجرنى وتاركنى معلقة من غير ولا مليم وعايش مع مراته الجديدة، عشان كده عايزة أطلق منه عشان آخد معاش من الدولة أعيش منه بدل ما أشحت".