البخل أنواع وأشكال فهناك البخل العاطفى، والذى يرجع سببه فى الغالب إلى طبيعة الرجل الشرقى، الذى يرى أن التعبير عن الشاعر ضعف، وهناك البخل المادى وهو كنز المال والحرص على عدم الإنفاق حتى على الضروريات، وهذا النوع من البخل درجات، فهناك البخيل الذى ينفق على نفسه ولا يقتر عليها، ولكنه بخيل مع من حوله، والبخيل على نفسه وعلى من حوله، والبخل مهما كان نوعه فهو من أسوأ الصفات وأقبحها، فالرجل البخيل من الصعب أن يجد سيدة تتحمل أن تُشاركه حياته لأنها لن تشعر بالأمان معه، وتعيش فى خوف دائم على مستقبلها ومستقبل أبنائها معه، البخيل حريص على تخزين أمواله ولا يريد أن يُنفق منها حتى القليل. قد تمر حياة هذا الشخص المريض بالبخل وقد لا تعترضه أى مشكلات فى حالة عدم وجود مسئوليات تقع على عاتقه كوجود زوجة وأبناء يلزمه الشرع والقانون بالإنفاق عليهم. لكن فى حال وجود أسرة، فإن وضع الرجل البخيل ينتهى حتمًا بكوارث يدفع ثمنها هو وزوجته وأبناؤه، لأن الأمر قد يتطور إلى تفكك أسرى فهو يهدد الكيان العائلى، وله العديد من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية الخطيرة، وتشهد على ذلك محاكم الأسرة التى تمتلئ بصرخات الزوجات والأبناء جراء حرص وبخل الزوج بحجة الخوف من المستقبل. السطور التالية تحكى واحدة من هذه المآسى. وقفت الزوجة (ه. ن)، أمام محكمة الأسرة بزنانيرى وقالت: عشت سنوات مرت على ثقيلة وطويلة مع زوج بخيل يعطينا القليل من الجنيهات يوميًا لمصروف البيت، الذى يكفى بالكاد للأكل فقط ولم يكترث بأى شئون أو احتياجات أخرى تحملت كثيرًا ليس حبًا فى هذا الزوج، ولكن خوفًا من أن أصبح مطلقة فى عائلة لا تعرف لقب مطلقات. وتابعت: تقدم لى زوجى والذى كان يعمل مهندسًا زراعيًا، وافقت عائلتى عليه، وأنا شعرت بقبول تجاهه فتمت خطبتنا سريعًا، كما تم الزفاف بنفس السرعة فلم أشعر ببخله الشديد وحبه للمال ولم يسعفن الوقت لاكتشاف هذا المريض الخطير الذى يحمله. واستطردت: كان نادرًا عندما يحضر لى هدية مثل بقية المخطوبين، ظننته مشغولاً فى تجهيزات العرس، وأنه قد يمر بضائقة مالية لذلك لم أهتم بهذا الأمر ولم أشك أنه يحمل هذه الصفة، وبالفعل تم زواجنا واكتشفت حقيقة زوجى من الأيام الأولى عقب الزواج وبعد فوات الآوان، فعلى الرغم أن راتبه كبير إلا أنه يعطى لى بضعة جنيهات كل يوم كمصروف للمنزل وشراء طعام أنواع معينة أسعارها زهيدة، تحملت زوجى طيلة 9 سنوات هى عمر زواجنا، لكننى لم أتحمل بخله الشديد على طفلاى، فكان حريصًا للغاية فى الإنفاق على غذائهما وعلاجهما حتى إذا شعرا بالمرض كان يرفض اصطحابهما إلى المستشفى، إلا إذا تدهورت حالتهما الصحية للغاية، لذلك قررت الانفصال عنه وانتقلت للعيش مع أسرتى التى تكفلت بى وبمصروفاتنا، وأقمت دعوى خلع ضد زوجى بعد أن أصبحت غير قادرة على العيش مع رجل بخيل على فلذات كبده، وحضر الزوج فى آخر جلسات الدعوى المقامة ضده وطلب قيمة المقدم المنصوص عليه فى وثيقة الزواج وكانت قيمته "جنيه" ما أثار دهشة جميع الحضور وأيدوا طلبى بالخلع.