تمر اليوم ذكرى خالدة على أبناء مصر وهى الذكرى ال56 لجلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية عام 1956 تنفيذا لاتفاقية الجلاء بين البلدين، حيث كان صمود الشعب المصري سببا في هذا العيد، وهو ما تحتفل به مصر كل عام تحت شعار "عيد الجلاء" رمزا لكفاح وصمود الشعب ضد الاحتلال البريطاني على مدى 74 عاما. ويتواكب احتفال مصر اليوم بعيد الجلاء مع ترقب الإعلان عن اسم أول رئيس مدنى للجمهورية الثانية، حيث يتم حاليا فرز الأصوات فى لجان الانتخاب المنتشرة فى مصر تمهيدا لإعلان فوز أحد مرشحى الانتخابات الرئاسية بمقعد الرئاسة، مما جعل هذه المناسبة تتوارى إجلالا لما تمر به مصر من مرحلة حاسمة ترسم ملامح مستقبلها، كما فعل يوم 18 يونيو 1956 من قبل. وجلاء آخر جندى بريطانى عن مصر جاء نتاجا لثمار مفاوضات طويلة وشاقة بين الجانبين المصري والبريطاني، حيث أن توقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر عام 1954 لم يكن ممكنا دون الدور الذي لعبته حرب الفدائيين في منطقة معسكرات الجيش البريطاني. وكانت هذه الحرب امتدادا للتواصل التاريخي لعمليات الفدائيين التي تلت مباشرة إلغاء معاهدة 1936 من جانب واحد لزعيم الوفد وزعيم الحكومة حينذاك مصطفى النحاس في 8 أكتوبر 1951 وبدعم معنوي ضمني أو على الأقل بصمت الموافقة من جانب حكومة الوفد بالرغم مما تعرضت له هذه الحكومة من ضغوط من القصر والإنجليز‾ لايقاف هذه الحرب وتعقب الفدائيين. وحتى بعد سقوط حكومة الوفد في 26 يناير 1952 عقب إندلاع حريق القاهرة، استمرت حرب الفدائيين دون انقطاع بالرغم من معوقات إضافية مثلتها سياسات حكومات أقلية تولت الحكم في مصر حتي 23 يوليو 1952. وبالرغم من هذا التواصل التاريخي مع حرب الفدائيين ما بين أكتوبر 1951 و23 يوليو 1952 فإن هناك فروقا أساسية بين هذه الحرب وحرب الفدائيين التي تلت قيام الثورة، واستمرت حتى توقيع اتفاقية الجلاء.