قابل برلمانيون، مقترح الدكتور عمرو حمروش، عضو مجلس النواب بشأن تجريم إهانة الرموز والشخصيات التاريخية، بالاستحسان والقبول، قائلين إن إقراره سيشكل رادعًا قويًا للمتطاولين. وشهدت الآونة الأخيرة، حملات إهانة وتشويه عديدة، طالت شخصيات تاريخية ودينية، فضلًا عن التشكيك في بعض الثوابت الدينية، الثابتة بالنصوص القطعية. وقال حمروش، في تصريحات له، إن "هناك إصرارًا في التهكم على الرموز والشخصيات التاريخية وخاصة من انتقلوا لرحمة الله، والجدل الذي يحدث من إساءة لبعض الرموز التاريخية خطر وله آثار سلبية على الشعب المصري، وزعزعة الثقة ونشر الإحباط وهو الأمر الذي يسعى له قوى الشر"، مضيفًا: "تأخرنا كثيرًا في حماية الرموز التاريخية من التشويه". وتنص المادة الأولى من مشروع القانون المقترح على أنه "يحظر التعرض بالإهانة لأي من الرموز والشخصيات التاريخية، وذلك وفقا لما يحدده مفهوم القانون واللائحة التنفيذية له"، بينما المادة الثانية: "يقصد بالرموز والشخصيات التاريخية الواردة في الكتب والتي تكون جزء من تاريخ الدولة وتشكل الوثائق الرسمية للدولة، وذلك وفقا لما اللائحة التنفيذية له". وبحسب المادة الثالثة: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 500 ألف كل من أساء للرموز الشخصيات التاريخية، وفى حالة العودة يعاقب بالحبس بمدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 7 وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد عن مليون جنيه". بينما تنص المادة الرابعة على أنه "يعفى من العقاب كل من تعرض للرموز التاريخية بغرض تقييم التصرفات والقرارات وذلك في الدراسات والأبحاث العلمية، أما المادة الخامسة: "ينشر القانون في الجريدة الرسمية ويعمل به في اليوم التالي بتاريخ نشره". بدير عبد العزيز، عضو مجلس النواب، أكد أن "الدولة بحاجة إلى سن العقوبات على المتطاولين على الرموز الدينية والسياسية والتاريخية، والمقترح المقدم سيحقق نتائج إيجابية لردع المتطاولين، وسيحد من انتشار تلك الظاهرة". وفي تصريح إلى "المصريون"، قال عبدالعزيز، إن "هناك من يسعون باستمرار إلى إهانة الرموز والتطاول عليهم بدون مبرر، وهناك من يتطاولون دون قصد، أو لديهم مبرر، لذلك يجب أن يكون هناك عقوبات متنوعة، فالثاني ليس كالأول، والأمر أيضًا لابد أن يراعى في الغرامات". وأضاف: "هناك شخصيات كثيرة خلدها التاريخ، ولها مواقف كثيرة ثابتة، ولا يستطيع أن ينكرها أحد، والتطاول عليها الهدف منه التدمير والتخريب". متفقة معه في الرأي، أبدت الدكتورة سولاف درويش، عضو مجلس النواب، موافقتها على مشروع القانون المقترح، قائلة إن "الحرية والديمقراطية لا تعني إطلاقًا التطاول والتشويه للرموز والشخصيات التاريخية والدينية". وأضافت درويش ل "المصريون": "الأديان السماوية جميعها، تدعو إلى احترام الرموز وتوقيرهم، لكن ما يحصل من تطاول عليها يهدف إلى التشكيك في الثوابت". ورأت عضو مجلس النواب، أن "من حق الجميع الاعتراض وإبداء وجهة نظر مخالفة، لكن لابد أن يكون لديه الحجة ويعرض وجهة نظره بأسلوب محترم، ودون تطاول أو التقليل والانتقاص من قدر الآخرين". وعلق الكاتب الروائي يوسف زيدان، على مشروع القانون المقدم بشأن تجريم اهانة الرموز والشخصيات التاريخية، قائلاً على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "يجب أولاً تحديد: من هم الرموز! هل هم السفاحون الراغبون في السلطة ولو على جثث الناس، أم هم المبدعون الذين ساهموا في صناعة الحضارة الإنسانية".