فلول الحزب الظالم يواصلون الليل بالنهار للترويج للبضاعة الفاسِدة، التى عفَا عليها الزمن ولفظها الشعب "أحمد شفيق"، ويساعدهم فى ذلك حكومة الجنزورى للضغط على موظفى الدولة والمؤسَّسات لترشيح شفيق.. الفلول جعلوا من انتخابات الرئاسة حياة أو موتًا، وأصيب فيها شفيق بهستريا وما عاد يدرى ما يقول.. وراح هو بنفسه يتَّصل بقيادات سياسية معارضة وإسلامية لمساندته ودعمه واعدًا بالمناصب ومقاعد مجلس الشورى. والرجل فقد عقله وهو يرَى جميع فئات الشعب يؤيدون ويدعمون مرسى.. فراح يتهم الإخوان زورًا وبهتانًا بقتل الثوَّار، ويؤكِّد للجميع أنَّه إسلامى ويرعى الدعوة.. شفيق فقد صوابه وهو يرَى هزيمته بكل لغات الدنيا فى جولة الإعادة لانتخابات المصريين فى الخارج، حيث تعدَّى الفارق بينَه وبين مرسى 74%. والحقيقة التى ربما نَسِيها شفيق أنَّ انتخابات الرئاسة جعلت الشعب بين خيارين لا ثالث لهما؛ إمَّا أن ينحاز للثورة والحرية وبناء دولة جديدة قائمة على الديمقراطية وتداول السلطة وهو ما يُمثِّله الدكتور محمد مرسى.. وإمَّا أن ينحاز للعودة إلى الاستبداد وإنتاج نظام مبارك، وهو ما يُمثِّله شفيق، وهو أمر محال لأن الشعب الذى ذاقَ طعم الحرية وضحَّى من أجل الثورة بدمِه وأبنائه لا يمكن أن يعود للقهر والاستبداد بقدميه مرة أخرَى.. على شفيق أن يُدْرِك أنَّه ليس له مكان بعد الثورة وعليه أن يتوارَى خجلاً عن المشهد السياسى فيدُه مُلَوَّثة بدماء الثوار فى موقعة الجمل.. وعليه أن يدرك أنَّ الشعب أصبح سيد الموقف وليس قادة الفكر وأصحاب العائلات والمناصب والعمد والمشايخ.. الشعب هو صاحب الكلمة القوية فى الانتخابات هو الضمانة الحقيقة فى اختيار الرئيس.. وهى رسالة لكل من يتقاعس أيضًا لبعض القوَى السياسية، التى سَعَت خلال الأيام الماضية لابتزاز مرشح الثورة محمد مرسى بدعوى أنَّهم يريدون ضمانات مكتوبة لاختياره.. وهو أمر لا يليق بشعب أدهش العالم بثورة.. فكأنَّ هؤلاء يستهينون بقوَّة المصريين الذين لن يمنحوا الحاكم- مهما بلغ عدله وزهده وورعه- صكًّا على بياض؛ لأنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء.. الأمر الثانِى أنَّ الحاكم العادل مهما بلغ من العبقرية الفذَّة فإنَّه لا يصل إلى الكمال، فهو يحتاج لمن ينصحه ويقوِّمه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر. علينا أن نَثِق بالنصر واكتمال الثورة، علينا أن نَثِق بالنصر ما دام فى مصر قلوب مخلصة تُعْلِى من مصلحة هذا الوطن وتغلِّب مصلحة مصر على أى مصلحة شخصية وحزبية ضيقة، وقد رأينا حزب البناء والتنمية يضرب مثلاً فى الإيثار الوطنى بتخلِّيه عن مقاعده فى اللجنة التأسيسية للدستور للأحزاب الأخرى من أجل التوافق الوطنى.. فى الوقت التى تعاركت بعض القوى السياسية على المقاعد.. فتحيةٌ خالصةٌ لكل من يضحِّى من أجل هذا الوطن وتحية لكل من يبذل كل غالٍ ونفيس من أجل رفعة مصر واكتمال الثورة.. ولا نملك إلا أنَّ نردِّد قول موسى لقومه: {استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}.