يتصدى الإخوان لأعداء الثورة فى أربع جبهات مصيرية تدار فيها معارك ضارية، ويبذل فيها الجهد والصمود من أجل مصلحة الوطن والثورة، هذا إن دل فإنما يدل على نقائهم وعلى حسن تربيتهم وسيرهم على منهج الإسلام، ولو راجعت الأحزاب والتيارات السياسية والحركات الثورية الأخرى بعيدة عن ميولها السياسية وأهوائها، مواقف جماعة الإخوان منذ اندلاع الثورة، وحللوا أيهما كان الصحيح؟ وأيهما كان فى مصلحة الثورة؟ لتيقنوا أن قرارات الإخوان فى أغلب القضايا هى الصواب والأجدر. فنرى أن أولى الجبهات هى: المجلس العسكرى الذى يريد أن يقوض البرلمان ويتعدى على اختصاصاته التشريعية، طالبًا بتعديل المادة (60) التى تجيز للبرلمان بتشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، حتى يحق للعسكر إصدار إعلان دستورى مكمل للإعلان السابق أو عودة دستور 1971، هذا الدستور الذى أسقطته الثورة، الذى كان يتيح للحاكم كل الصلاحيات المطلقة، وكأننا نعود إلى الوراء، وللأسف اجتمعت بعض الأحزاب التى تسعى إلى مصالحها مع المجلس العسكرى واتفقوا على ذلك فى حالة عجز البرلمان حتى ظهر يوم الخميس الموافق 7/6/2012 بتشكيل الجمعية التأسيسية، ولكن الإخوان نجحوا مع الأحزاب السياسية مساء الأربعاء فى تشكيل الجمعية التأسيسية حتى يتم تفويت الفرصة على المجلس العسكرى التى يريد أن يغتصبها قسرًا. الجبهة الثانية: الفلول، والنظام السابق الفاسد، اللذان يمتلكان كل مقاليد الدولة فى أيديهما ويحاولان التشبث بالبقاء حتى آخر رمق ومن ثم يستخدمان كل ألاعيبهما ضد الثورة وبالأخص ضد الإخوان، لأنهما يعلمان علم اليقين أنهم القوة الوحيدة التى تقف أمامهما، وبالتالى يلجآن إلى كل الأساليب الرخيصة بافتراءات كاذبة ومضللة ضد الإخوان، بالإضافة إلى التحالف مع بعض الأحزاب العلمانية التى تكره الإخوان (الإسلام)، وتفضل أن تعيش فى نار النظام السابق ولا فى جنة الإخوان، فهى ترى فى نجاح شفيق (رئيس وزراء موقعة الجمل) هو طوق نجاة لها من توغل الإسلاميين، ولهذا تسانده وتطالب بعض التيارات السياسية الحركات الثورية بتأييده؛ لأنه يمثل مدنية الدولة – (مع أنه رجل عسكرى ولا يعبر عن المدنية بل هو جزء من الفساد، ليس ذلك فحسب بل هو ورم مسرطن بالفساد، كما أن الإسلام يعبر عن مدنية الدولة والارتقاء بها) - فجماعة الإخوان تحاول الصد والهجوم على كل أركان النظام السابق من افتراءات وتجاوزات قانونية وتشريعية. الجبهة الثالثة: الأحزاب والنخب التى تطالب بمجلس رئاسى مدنى أو مجلس ثورى، فهؤلاء يتهمون الإخوان بالاستحواذ على السلطة تاركين الثورة، فللأسف قد سقطت أقنعة هذه النخب وانكشفت وجوههم، لأنهم يريدون إقصاء الدكتور "محمد مرسى" عن السباق الرئاسى وتخليه عن شرعية الصندوق بحجة أن الانتخابات فى مجملها مسرحية، فإذا كانت الانتخابات الرئاسية مسلسلاً هزليًا، فعلى تلك القوى أن تقف وتلتف خلف "مرسى" لأنه هو الشخص الوحيد الذى يمثل الثورة ويعبر عنها، ومن ثم بات بالضرورة أن يحشدوا أكبر عدد منهم حتى تمنع الانتخابات من التزوير، أما الممانعة منهم تصب فى مصلحة "شفيق الكاذب" فهؤلاء يريدون إما هم أو لا، مثلما طالبوا فى بادئ الأمر بأن يتنازل مرسى لحمدين فهل هذا يعقل؟ فهذا عكس المسار الديمقراطى الذى تسير فيه مصر، ولم يأت على أهوائهم، هل نسى هؤلاء ماذا قدم الإخوان فى تصديهم للنظام العسكرى منذ الخمسينيات من القرن المنصرم حتى الثورة؟ ألم يكونوا فى المعتقلات والسجون وضحوا بالمال والروح وبكل شىء من أجل العقيدة والوطن، هل نسوا أن الإخوان كانوا من أول الفصائل التى نزلت الميدان وسقط منهم أكثر من 42 شهيدًا؟ هل نسوا دورهم فى موقعة الجمل؟ والغرابة فى الأمر أن بعض النخب هددت الإخوان بأنه إذا أصر "مرسى" على موقفه ستدعم "شفيق"، على رغم من ضرواة هذه الجبهة الإ أن الإخوان ما زالوا يحتوون هذه الجبهة بالتوافق والاتفاق من أجل اللُحمة الوطنية واستكمال الثورة. الجبهة الرابعة: الإعلام المأجور سواء الرسمى أو الخاص الذى يبتغى تشويه الإخوان بأى وسيلة، هذا الإعلام لا يريد وصول الإخوان للحكم، لأنه سيمنع الفساد والصفقات المشبوهة التى يتربح من ورائها إعلام الفلول أموال غير خاضعة للضرائب، فالإخوان لديهم طهارة اليد والعفة، هذا الإعلام الذى يبث الإشاعات والأراجيف على الإخوان ويحاول أن يقلب عليهم الرأى العام بخداعه وكذبه، فنجده يوميًا يستخدم كل وسائله الدنيئة للنيل من رصيدهم مستخدمًا حربًا لا هوادة فيها، حتى الصحف الحكومية والمستقلة تخرج بتصريحات كاذبة من شفيق لكى تنشرها فى الصفحات الأولى، أما تصريحات الإخوان الصادقة الوطنية لا تنشر أو لا تذاع، على الرغم من هذه الحرب غير المتكافئة إلا أن الإخوان عبر إعلامهم الشعبى، واندماجهم مع رجل الشارع يصححون الرؤية، ويوضحون الحقيقية، ويعالجون الصورة، وأن يلجأوا إلى الله بالدعاء؛ لأنه الملاذ والملجأ من هذه المحن التى على الإخوان (علينا). لذلك أرجو من الشعب المصرى الذكى ألا ينساق وراء الإعلام الفاسد وإلى النخب المستبدة وإلى أنصار مرشح الفلول، وعليه أن يحكم عقله فيما يسمعه أو يراه بالحجة والمنطق، وأن يجعل مصلحة الوطن هى الأعلى حتى نكمل مسيرة الديمقراطية ونستكمل الثورة ونقتص للشهداء، ونبنى مصرنا الجديدة بأيدينا جميعًا، والتى سوف تكون يدًا واحدة لبناء وطن يتسع للجميع. Dr.sayed2141282yahoo.com