دعا الحزب الشيوعى، جماهير الشعب المصرى، إلى مقاطعة جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن المرشحين فى جولة الإعادة، سواء كان محمد مرسى أو أحمد شفيق، لا يعبران عن طموحات الشعب المصرى فى دولة مدنية حديثة، ويمثلان قوى اليمين المحافظ الرجعى بجناحيه العسكرى البيروقراطى، متمثلا فى شفيق إلى شبكة مصالح رجال الأعمال فى الحزب الوطنى المنحل وبقاياه فى أجهزة الدولة، أو الجناح الدينى متمثلا فى مرسى المستند إلى القوة التنظيمية للإخوان المسلمين وتأييد السلفيين والجماعة الإسلامية، والذى يسعى إلى تكريس شكل الدولة الدينية المستبدة، التى تخدم مصالح الرأسمالية، والاستيلاء على مراكز صنع القرار فى كل مؤسسات الدولة المصرية، مؤكدا أن هذه الدعوة هى الخطوة الأولى، فى الطريق الثورى الذى تجدد عقب الحكم الهزلى على مبارك. وأشار الحزب، فى بيان رسمى له مساء اليوم، الاثنين، إلى أن موقفه جاء نتيجة دراسة علمية وموضوعية لتاريخ هذين المرشحين، ولتاريخ الجماعات المؤيدة لهما، مؤكدا أن شفيق مرشح عسكرى اختاره مبارك رئيساّ للوزراء فى محاولة يائسة لإنقاذ نظامه، إضافة إلى دوره فى موقعة الجمل وشبكة مصالح الحزب الوطنى المنحل التى تؤيده، من أجل العودة للحكم والقضاء على الثورة، وأن جماعة الإخوان المسلمين سعت لسرقة الثورة والاستئثار بمواقع السلطة والتخلى عن الثوار فى الميدان، والمشاركة فى تشويه صورتهم، سعيا للانفراد بتشكيل الجمعية التأسيسية لتمرير الدستور الإخوانى الذى يكرس للدولة الدينية. وشدد الحزب، على أن موقفه لا يستند إلى مجرد رفض عارض أو احتجاج عاطفى على نتائج الانتخابات، منبها إلى مغزى ارتياح الولاياتالمتحدة للإعادة بين المرشحين، والذين يضمنان تحقيق مصالحها، حيث تتشابه برامجهما فى عدم معارضة التوجه الاقتصادى النيوليبرالى، والذى يعد استمرار لسياسات نظام مبارك، ولا يتخذان موقفًا معارضًا من التبعية لأمريكا. وأكد البيان، على ضرورة كشف حقيقة مواقف كلا المرشحين، وعدم الانخداع بالوعود المعسولة، التى يقدمونها الآن تحت ضغط الاحتياج لأصوات التيار الكبير الذى كشفت عنه نتائج الانتخابات، والذى أعلن عن رفضه لمرشح النظام السابق ومرشح الإخوان المسلمين، هذا التيار الذى حصل على أكثر مما حصل عليه مرشحا الإعادة مجتمعين. وأوضح البيان، أن هذا الوضع يفرض مسئولية كبيرة على كل القوى التقدمية والديمقراطية، مشيرا إلى ضرورة توحد مرشحى الرئاسة الخاسرين، سواء ممثلى تيار الدولة المدنية والاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية، وضرورة حفاظهم على روح هذه الكتلة وتماسكها وعدم توجيهها لخدمة أى من مرشحى الإعادة تحت أى مبررات، مشيرا إلى محاولة الإخوان لجمع شمل القوى والحركات السياسية، بزعم توحيد القوى الثورية فى مواجهة الفلول، ومحذرا من سعى بعض القوى والأحزاب ووسائل الإعلام التى تدعو إلى تأييد شفيق بزعم إنقاذ البلاد من الدولة الدينية، ومن حكم الإخوان، لأن ذلك سوف يؤدى إلى هزيمة الثورة وبيع دم شهدائها وخيانة أهدافها وأحلامها، ويهدد بعودة النظام السابق بكل ما يمثله من استبداد وخيانة وفساد. ويرى الحزب أن المظاهرات المليونية، التى جاءت احتجاجًا على تمثيلية الأحكام الهزلية لمبارك ومعاونيه، تؤكد من جديد على استمرار الثورة فى الميادين، ورفض الجماهير لكل المسار الخاطئ للمرحلة الانتقالية ونتائج الانتخابات الرئاسية، وتكشف عن حاجة الجماهير إلى إيجاد بديل عن الطريق المسدود، الذى وصلت إليه الثورة بعد نتائج الانتخابات الرئاسية، وعن حاجتها الملحة إلى قيادة جديدة تعبر عن جبهة وطنية ديمقراطية تعبئ وتنظم الجماهير، من أجل خوض المعارك القادمة على طريق النضال لتحقيق أهداف الثورة، مشيرا إلى أن الدعوة إلى مقاطعة انتخابات الإعادة، تعد الخطوة الأولى فى هذا الطريق.