على الرغم من أن قرار خفض المساعدات الأمريكية لمصر، أصدرت لجنة المساعدات الخارجية بالكونجرس، لمخاوف متعلقة بحقوق الإنسان، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال خلال اجتماعه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه سيدرس استئناف المساعدات العسكرية لمصر. ورداً على سؤال إن كانت الولاياتالمتحدة ستستأنف المساعدات العسكرية لمصر أجاب ترامب، في بداية اجتماعه مع السيسي أمس على هامش اجتماعات الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "إننا ننظر في هذا الأمر بالتأكيد". وكانت لجنة المساعدات بالكونجرس، أقرت تخفيض المساعدات العسكرية لمصر بمقدار 300 مليون دولار، والمساعدات الاقتصادية بمقدار 37 مليون دولار بسبب ما وصفته بانتهاكات لحقوق الإنسان في مصر. وجاء في نص بيان اللجنة، أنها "أقرت تقديم 75 مليون دولار كمساعدات اقتصادية لمصر، وهو ما يعتبر نصف المبلغ الذي كان مقررا لمصر في العام المالي 2017". ونص البيان على أن "المساعدات الاقتصادية لمصر ستكون أقل 37 مليون دولار، بينما ستكون المساعدات العسكرية أقل 300 مليون دولار مقارنة بالعام 2017". وأشار البيان إلى أن "25% من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر ستخضع للشروط المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية مع منح وزير الخارجية الأمريكي سلطة التصرف في هذا الأمر". إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال ل "المصريون"، إن "حديث ترامب حول استئناف المساعدات الأمريكية لمصر من الممكن تنفيذه، والكونجرس يمكن أن يرضخ لمطالبه". وأضاف ل"المصريون": "ترامب عليه تقديم أسباب طلبه، وأيضًا المصالح التي ستحصل عليها الولاياتالمتحدة من وراء استئناف مساعداتها لمصر مرة أخرى"، متابعًا: "إذا لم يقدم ذلك لن تعود تلك المساعدات". مساعد وزير الخارجية الأسبق، لفت إلى أن العلاقات بين الرئيسين يبدو أنها جيدة، قائلًا: "من الواضح أن ترامب راضي على الرئيس السيسي، ويبدو أن هناك حالة انسجام بينهما". واستدرك: "ليس معنى ذلك أن الأمر سهل ويمكن تحقيقه بصورة عاجله، الكونجرس في النهاية هو من بيده القرار، ويمكن أن يرفض ولا يخضع لمطالب ترامب". وكانت واشنطن قد جمدت في 27 أغسطس الماضي، 195 مليون دولار من المعونات العسكرية لمصر. وأعلنت الإدارة الأمريكية إعادة تخصيص معونات عسكرية إضافية تصل إلى 56.7 مليون دولار ومعونات اقتصادية أخرى قدرها 30 مليون دولار إلى دول أخرى. وتعد قيمة هذه المساعدات الأمريكية لمصر قليلة نسبياً بما كانت تتلقاه على مدى التاريخ، إذ كشف تقرير صدر في مارس أن مصر تلقت منذ عام 1948 إلى عام 2016 مساعدات أمريكية تقدر ب 77.4 مليار دولار أمريكي من بينها 1.3 مليار دولار أمريكي مساعدات عسكرية من عام 1987 حتى الآن. وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد جمد بعض المعونات العسكرية عام 2013. وأكد أوباما على أن التجميد سيستمر حتى تظهر مصر "تطورا ذا مصداقية" صوب الديمقراطية، ولكنه أعاد المعونات العسكرية عام 2015 لأن ذلك كان "في صالح الأمن القومي الأمريكي".