أثار قرار لجنة في الكونجرس الأمريكي خفض المساعدات العسكرية لمصر للعام المقبل بمقدار 337 مليون دولار، استياء غضب الشارع المصري، وبعض المراقبون، معتبرين أن هذا القرار ما هو إلا وسيلة للضغط على مصر للرضوخ لأوامر البيت الأبيض. وقررت لجنة في الكونجرس الأمريكي خفض المساعدات العسكرية لمصر للعام المقبل بمقدار 300 مليون دولار والاقتصادية بمقدار 37 مليون دولار، وفق ما أفادت به مراسلة "الحرة" اليوم.
وأقرت لجنة المساعدات الخارجية الفرعية التابعة للجنة المخصصات المالية بمجلس الشيوخ الخفض وعزته إلى ما وصفته بالسياسات القمعية للحكومة المصرية وعدم احترام حقوق الإنسان.
ليست الأولى وتأتي هذه الخطوة بعد قرار الإدارة الأمريكي في أغسطس وقف معونة لمصر مقدارها 95.7 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى تأجيل 195 مليون دولار إضافية بسبب "فشل في إحداث تقدم تجاه احترام حقوق الإنسان والأعراف الديموقراطية"، على حد زعمها.
وتعد المعونة الأمريكية لمصر هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1978، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية، وتمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، من الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرهما من الدول، كما أن مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري
وسيلة ضغط على مصر لتدخلها بحرب اليمن في ضوء ما سبق قال السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الشعبي ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن خفض المعونة الأمريكية لمصر 337 مليون دولار، ما هو إلا وسيلة ضغط على مصر، من أجل الرضخ لأوامر البيت الأبيض وتدخل مصر في حرب اليمن، لاسيما وأن هناك استيراتيجية مصالح دولية بين بعض الدول وأمريكا تتطلب أحد بنوها إعلان مصر التدخل في حرب اليمنية.
وأضاف "مرزوق"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن هناك أسباب أيضًا لخفض المعونة الأمريكية كاتباع مصر سياسة خارجية، بشرائها للأسحلة من روسيا وفرنسا، وغض البصر عن أمريكا، بالرغم أن مصر تجلب الأسحلة من هذه المعونة.
تدخل كويتي وتابع القيادي بالتيار الشعبي ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذا القرار كان متوقعًا منذ نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، ولكن سرعان ما سيتم التراجع في هذا الأمر، لاسيما عقب زيارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للأمريكا، لأن هناك مصالح مشتركة، خاصة الأزمة القطرية الجارية. وأشار "مرزوق"، إلى أن حجم المعونة ضئيل جدًا، ويعد إهانة لمصر، لذا يجب رفض المعونة.
مشاركة مصر في "بريكس" السبب قال حسن أبو طالب، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن الإدارة الأمريكية السابقة ربطت المساعدات الأمريكية لمصر بملف حقوق الإنسان، مؤكدًا أن المعونة الأمريكية لم تعد تشكل قيمة كبيرة في الاقتصاد المصري الفترة الحالية.
وأضاف "أبو طالب" خلال حواره مع برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على فضائية "صدى البلد" مساء اليوم الخميس، أن أنه كلما حققت مصر نجاحات على المستوى السياسي والاقتصادي خفضت الولاياتالمتحدة المعونة لمصر.
ونوه مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية، إلى أن مشاركة مصر فى قمة بريكس الاقتصادية من أسباب خفض المعونة الأمريكية.
الكونجرس مازال فى مرحلة التداول من جانب أكد من جانبه، صرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الكونجرس الأمريكي مازال في مرحلة التداول الداخلي بين مجلسي النواب والشيوخ حول قانون الاعتمادات الخارجية لميزانية عام 2018، ولم يتم اتخاذ أية قرارات نهائية في هذا الشأن حتى الآن.
وأوضح "أبو زيد"، أن لجنة العمليات الخارجية بمجلس النواب كانت قد أقرت نسختها من مشروع القانون متضمنًا المخصصات الخاصة ببرنامج المساعدات العسكرية والاقتصادية في ميزانية 2018 دون أيه تخفيضات، إلا أن اللجنة المناظرة في مجلس الشيوخ طالبت بإدخال تخفيضات على البرنامج، وبالتالي فإن الأمر ما يزال قيد التداول بين مجلسي الشيوخ والنواب وفقا للإجراءات المتبعة.
تباين آراء السوشيال ميديا وعقب قرار لجنة الكونجرس، أطلق رواد التواصل الاجتماعي "تويتر"، هاشتاج يحمل عنوان "الكونجرس"، تصدر وسوم الترند العربي بأول ساعة من انطلاقه، حيث علق حسين محمد، أحد رواد موقع التوصل الاجتماعي "تويتر"، مصر ليست بحاجة للمعونة، فبعض الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الجميع يتمنى مساعدة مصر: "وبعدين احنا فين شبابها يحموها.. بطلنا ناخد منكم حاجة وخالي فلوسكم لاعصار أريما".
بينما سخر يوسف السعيد، من القرار قائلاً: "شكل ترامب اتفق مع الإخوان لضرب مصر.. وعادات أيام أوباما من جديد".