رغم أن البطولة القارية الأفريقية هي ثالث أهم بطولة في العالم بعد المونديال وبطولة أوروبا، فانها للأسف الشديد لا تلقى اهتماما كافيا من نقادنا الرياضيين العاشقين صبابه للأهلي وروح الأهلي وأرقام الأهلي القياسية! والله عيب على هؤلاء النقاد ان يعتبروا أن مصر تحت مستوى الأهلي، وأنه ليس فوق رأسي ورأسك فقط بل فوق رأس الوطن! مثلا هذا الكلام الفارغ الذي كتبه ماجد نوار في "الجمهورية" عن أن هذا هو زمن الأهلي، وشعارات أخرى يطلقها يطلقها مشاهدو القهاوي من عينة الأسطة ولعة، ناسيا أن هناك مهمة قومية في يناير على أرضنا ستتجه إليها أنظار العالم، وأنه يجب أن يكرس قلمه لها، ويترك مثل هذه اللغة لكتابات الحائط والغائط! ومثل هذا العنوان الغبي الذي انتقده وتأسى له قارئ كريم في "المصريون" وهو أن المنتخب يلعب مباراة تونس بروح الأهلي!! إنك لا تشعر أن بطولة قارية كبرى في كرة القدم ستقام في مصر بسبب هذا الاستغباء في الكتابة الرياضية، وهذا يولد احباطا عند الجميع بمن فيهم اللاعبون. نحن نقدر الأهلي كناد كبير وندرك انجازاته الضخمة وأرقامه القياسية التي لا يغفلها عاقل أو ناقد محايد.. لكن أليس لمنتخبنا أهمية عند هذه الأقلام.. أين متابعة الاستعدادات لهذه البطولة، ولماذا لا نجهز اعلاميا ونفسيا الجمهور المصري ليكون اللاعب رقم 12 إلى جانب منتخبنا! المفروض أن مولد الاحتفاء بانجاز الأهلي قد انتهى، وأن الجميع الآن وفي المقدمة العاملون بالنقد الرياضي في مهمة قومية لمساندة المنتخب وحلم الحصول على البطولة من قلب القاهرة. حتى حسن المستكاوي، الناقد الكبير الذي اعتبره درة النقد الرياضي بتحليلاته الرصينة المتمكنة التي ورثها عن والده عميد النقد الرياضي العربي العم نجيب المستكاوي عليه رحمة الله. حتى حسن نسي أن هناك منتخبا قوميا يجب أن يوجه له قلمه وملاحظاته في هذا الوقت الصعب قبل بدء البطولة، ويخصص المساحات الكبيرة للحديث عن عبقرية الأهلي وكيف انه يرهق خصومه في مساحة سبعة آلاف متر مربع التي تمثل مساحة الملعب الأخضر! يا كابتن حسن حدثنا عن المنتخب وسلبياته وايجابياته. دع قلمك ينير الطريق أمام جهازه الفني، أما هذا المديح للأهلي ولمدربه مانويل جوزيه فليس وقته الآن ومجرد تحصيل حاصل. لو استمر النقد الرياضي على هذه الوجهة الواحدة في الكتابة فعلينا ألا نتفاءل كثيرا بتنظيم بطولة يلفت الأنظار الينا بعد كارثة الصفر الشهيرة! [email protected]