بدون تشنج من أحد وبدون تعصب وبدافع من المصلحة العامة وحتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونصدق أن لاعبينا هم الأفضل أفريقيا وعربيا، يجب أن نصارح أنفسنا بأن هؤلاء اللاعبين لا يجيدون مواجهة المحترفين وأنهم يصلحون فقط للعب المحلي أو في مواجهة امثالهم من اللاعبين المحليين أفريقيا أو عربيا! أقصد كل لاعبينا في الدوري المحلي على الاطلاق وليس لاعبي الاهلي فقط حتى لا يغضب مني الأهلوية كعادتهم، لكنهم بحكم جلوسهم على قمة الكرة المصرية والأفريقية نضعهم بالذات تحت المنظار بعد تألقهم أمام النجم الساحلي ودحره بهزيمة ثقيلة! كان من الطبيعي ان تكون عيوننا عليهم في مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب تونس لنشهد كيف يفعل بهم هؤلاء النجوم الذين يترصعون من اعلامنا الرياضي بعشرات الألقاب، مثل الساحر الأحمر "بركات" ورئيس وزراء الدفاع "عماد النحاس" والداهية "أبو تريكة"! وبالتالي يجب أن نقارن بين أداء لاعبينا أمام النجم الساحلي، وبين الأداء نفسه أمام لاعبين تونسيين محترفين، خلال مباراتنا مع المنتخب التونسي التي انهزمنا فيها باقتدار 2/1 وكانت النتيجة قابلة للتصاعد لولا لطف الله! قياسا على هذه التجربة التي تكررت عشرات المرات طوال عمر منتخبنا فيما عدا المرات القليلة جدا، نرى أن خسارتنا للبطولات أمام المنتخبات التي تزخر بالمحترفين الذين يسجلون من أنصاف وأرباع الفرص، هي خسارة منطقية بسبب الفارق الكبير بين اللاعب المصري ذي الطراز المحلي والذي لا يملك أي طموح احترافي يضعه في المقدمة مع نجوم الكرة الأفريقية وحتى مع نجوم المغرب العربي! يعني لو قال جوزيه إن لاعبيه يستحقون الاحتراف في أفضل اندية العالم وأن ناديه أفضل من ريال مدريد واسبانيول ومايوركا وريال سويسداد، فهو كلام "هجص" بكل تأكيد، تكذبه الشواهد والتجارب الحية على أرض الواقع! جميع لاعبينا الذين احترفوا خارجيا لم ينجحوا ولم يقدموا لمنتخبنا أية ميزة، بل فقدوا ميزة الحماس و"المصريين أهمه" التي طالما تغنينا بها. النحاس مثلا فشل في نادي النصر السعودي فشلا ذريعا ولم يقدم أي مستوى يؤهله للاستمرار مع الفريق رغم ان مدربه كان هو نفسه مدربه السابق في الاسماعيلي واعني به الكابتن محسن صالح! حازم امام .. النجم الذي يلقب بالثعلب الصغير والكبير وبكل صفات ابن أوى، ضيع أزهى سنوات عمره في ايطاليا مستريحا على الدكة وأحيانا كثيرة في المدرجات!.. ثم عاد ليقضي عمره المتبقي في الملاعب، لاعب الشوط الواحد! بركات تألق قليلا مع الأهلي السعودي، لكنه جلس على الخط عندما لعب في قطر! الأمر نفسه ينطبق على محترفينا الحاليين في تركيا وفرنسا وهولندا! بصراحة مطلقة وبدون تعصب.. شاهدوا تحركات النجمين النحاس وبركات أمام المحترفين التونسيين، وكيف شعرنا أننا أمام لاعبين عاديين من فصيلة لاعبي الكروم عندما يلعبون أمام الأهلي! ثم كيف تحول كل منهم إلى نجم من الطراز الرفيع أمام اسمنت السويس لدرجة أن المدافع النحاس الذي كان "شربة" أمام منتخب تونس يفتتح الاهداف في السويس، وهو أيضا من كبار هدافينا في الدوري المحلي الضعيف! اين أبو تريكة الذي يتحول الى رهوان امام فرق الاسمنت والكروم وباقي أندية الغلابة، ثم ينقلب الى النقيض في المباريات الدولية للمنتخب وآخرها مباراة تونس! كذلك طارق السيد الذي بدا أمام تونس كأنه لاعب استقدمه حسن شحاتة من أحد الكفور أو من فرق الشوارع.. ولأنه اصبح عديم الحيلة رأيناه يستعمل عضلاته ولسانه حتى نال طردا يستحقه! اذن النجومية لا تظهر إلا في الدوري المحلي فقط.. أو امام لاعبين محليين في الاندية الافريقية من الفاشلين الذين لم يتحقق لهم الاحتراف! هذه هي الحقيقة التي يجب ألا تلهينا عنها تلك الانتصارات وحكاية الأرقام القياسية.. وإلا فيكفينا الدوري المحلي وبطولات الاندية القارية! بعض المتعصبين سيرد بأن الأهلي هو بطل رابطة الأبطال وهذا يعني ان نجومه تخطوا المحلية! الرد هنا ان الاسماعيلي المنهك المباع نصف نجومه وصل الى نهائي رابطة الابطال وفقد البطولة بتآمر من الاتحاد المصري لكرة القدم وبعض اخواننا الذين يكرهونه! وبعدها وصل ايضا الى نهائي البطولة العربية وفقدها بضربات الترجيح! من أجل مصر فليكف نقادنا عن بيع الألقاب للاعبين لا يتجاوزن ظلهم المحلي، ولنفضها سيرة عن حكاية الأرقام القياسية، ونحاول تطوير عقلية لاعبينا ليزداد طموحهم ويقفزوا الى صفوف المحترفين الحقيقيين، فلا يكون منتهى طموح بركات مثلا أن ينهي حياته في الاهلي كما قال في آخر أحاديثه لشعوره بأنه أصبح الآن فقط نجما حقيقيا! يا بركات.. لو فكرت بهذه الطريقة فابشر بباب يفوت جملا في يوم قريب.. وهناك من كانوا أفضل منك وسبقوك الى هذا المصير! [email protected]