سعادتي كبيرة بالروح التي يبديها حسني عبده ربه بعد احترافه في نادي ستراسبورج الفرنسي وبتصميمه على النجاح والاستمرار وعدم النظر الى الوراء ابدا.. هذه هي الروح التي ترفع من شأن لاعبينا وتجعلهم يكتسبون مهارات اللاعب الاوروبي كما حصل للاعبين الأفارقة ولاعبي دول شمال أفريقيا. فلو زاد عدد لاعبينا المحترفين لتقدمت الكرة المصرية واستطاعت أن تنافس افريقيا وعربيا. أتمنى من كل قلبي نجاح تجربة عبد ربه وأن يبعد عنه عيون "البعدا" الذين هم السبب الأول في ما وصلت إليه الكرة المصرية من تدهور على مدى السنوات الماضية، وكلي ثقة أن هذا اللاعب يمتلك الطموح والرغبة في اثبات ذاته واثبات قدرة اللاعب المصري المحترف على لفت الأنظار، وأنه أنهى تماما عهده مع الأندية المصرية ولن يعود إليها أبدا، فلو فعل عكس ذلك فمعناه أنه لاعب فاشل لم يستطع أن يثبت نفسه خارج الدوري المصري الضعيف، وأنه لاعب محلي مثله مثل من أوهمونا باحترافهم خارجيا، ثم جلسوا هناك حتى خارج الدكة، وبعد ذلك تخلصت منهم أنديتهم التي احترفوا فيها ليأخذهم النادي "اياه" ويجعل منهم بشعبيته الطاغية وانتصاراته الوهمية على أندية غلبانة، نجوما على المستوى المحلي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع! عبد ربه معدن آخر غير الذين سبقوه من ناديه الى الاحتراف وفشلوا رغم انهم لم يغادروا المنطقة العربية. إنه أكثر لاعبي مصر مهارة ولياقة، ثم أنه صغير في السن، واتوقع أن يكسب من وراءه ستراسبورج الملايين، وأحلم بأن أراه في ريال مدريد الأسباني قريبا. أما أحمد بلال، فأول القصيدة كفر كما يقولون.. فقد أجبره الأهلي على الاحتراف في تركيا حتى لا يأخذه الزمالك مع أن جوزيه لا يريده، ومع هذا فبلال ينظر للوراء، ويقول إن الأهلي هو بيته، ويشعر بالحزن لأنه يغادره، ويشكر الزمالك الذي سعى لضمه، ومع هذا يقول له "لم أكن استطع ذلك لأنني لا يمكن أن العب لغير الأهلي".. ثم يكاد يقبل يد الخطيب لأنه اتصل به وقال له " إن الاهلي هو بيتك في أي وقت تعود"!! هذه هي عقلية الاحتراف التي يريد بها بلال أن ينجح في تجربته الأولى خارج مصر. ورغم أنها في تركيا، وليست في فرنسا أو ايطاليا أو غيرهما من الدول المتقدمة كرويا، فان توقعاتي لبلال أنه لن يكمل "الحول" أو أنه سيسعد بسحر تركيا وجمال أسواقها ورخص بضائعها، ثم يعود ليلعب للمصري، تماما كما فعل بيبو الذي لم يذق الاحتراف الخارجي، وكان يهرب منه لأنه الأدرى بمستواه الحقيقي، الذي نراه الآن في مباريات المصري! عقلية الاحتراف لا يمكن أن تنجح مع روح اللاعبين الهواة تلك التي أظهرها بلال وهو يكاد يبكي لأنه خرج من قلعة الجزيرة. والحقيقة أن معظم لاعبي مصر من الهواة.. حقيقة أنهم يقبضون الملايين من أنديتهم المصرية، لكنهم لا يصلحون للعب خارج مصر! لقد حدثني ناقد رياضي سعودي عن فشل كل لاعبينا "النجوم" تقريبا في الدوري السعودي، وهو دوري من نار، أقوى كثيرا من دوري النقطة عندنا في مصر، الذي تلعب فيه كل الأندية دور الكومبارس، تاركة الأهلي والزمالك يتنافسان على الكعكة! [email protected]