لا تزال مصر الحبيبة قلب الوطن العربى، ولو كره الكارهون.. لا يزال وقع خطاها على دروب الحرية يحرك الهمم ويحيى القلوب.. ويشعل العزائم.. لا سامح الله مَن شغلونا عن أهلنا الذين يموتون فى سورية.. لا سامح الله من ألهونا عن مؤازرتهم ولو بالكلمة، لا سامحهم وهم يجلسون فى قصورهم المكيفة وأهلنا يدهسهم بشار بأحذية شبيحته الغليظة. تأثرت بكلمات تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ولست هنا بصدد التحقق من صحتها من عدمه، لكن الكلمات أدمت قلبى وأبكتنى.. ما هى تلك الكلمات؟. هى.. "أحد الإخوة السوريين اتصل بصديق له مصرى.. قائلاً له: "اعملوا معروف ساعدونا من أجل ضحايا الحولة، وضحايا بشار". سأله المصرى: ماذا أستطيع أن أقدم لك؟. قال السورى: افعلوا أى شىء كى لا ينجح شفيق!! سأله المصرى: وما علاقة شفيق بأطفال الحولة؟ قال السورى: نجاح شفيق يعنى فشل الثورة المصرية؛ والثورة المصرية هى أمل كل الثورات العربية.. فنجاح شفيق سيرفع أسهم بشار فى السماء ويحبط ثوار سورية المشتاقين إلى نسمة أمل وحرية! نجاح شفيق سيعطى رسالة سلبية لكل الشعوب العربية: لا تفكروا فى تغيير أنظمتكم المستبدة، لا تفكروا فى التغيير.. فالنظام هو مَن سينتصر فى النهاية!" هذه هى الكلمات الواعية تعلن فى وضوح حجم الأزمة التى نعيشها الآن والتى من شأنها دخول مصر فى نفق مظلم، فالمسألة هنا مسألة حياة أو موت.. حياة للجميع أو موت للجميع.. لقد تجاوز عدد شهداء الثورة السورية الموثقين 15617 شهيدًا حتى 30/5/2012، ولمّا يسقطْ الطاغية بشار بعدُ!! لقد تجاوزت الثورة السورية عامها الأول بالضبط (440 يومًا)، ولم يسقط القاتل الآثم ولم يملّ، بل يزداد شراسة ولا يعبأ بأى تهديدات دولية لعلمه أنها مجرد (تهويش) ولم يستسلم الشعب الأبِىّ المناضل، ولن يستسلم إن شاء الله.. إن مقاطعة التصويت بدعوى إبطال الصوت.. ليس عملاً بطوليًا وليس دليلاً على الحيادية، إنما هو وقوف صريح بجوار مرشح الفلول الذى تأسف وتباكى لنجاح الثورة المصرية التى رويت بدماء الشهداء.. إن مقاطعة التصويت.. إعطاء مرشح الفلول فرصة ذهبية للفوز بالتزوير مهما قيل من مرادفات النزاهة.. وانتصار لمعسكر الأبالسة الذين يساعدون النظام السورى البشع فى دفن الأبرياء من إخواننا وأهلنا فى سوريا.. كما تركوهم من قبل فى غزة وبنوا الجدار العازل فحرموهم من حضن إخوتهم المصريين وإمكانية مؤازرتهم ومنعوا عنهم أسباب الحياة.. من أجل أطفال سوريا فى كل قراها ومدنها المهدمة.. من أجل أطفالنا الممزقة أشلاؤهم فى كل مكان ولا تطرف للجانى طرفة عين.. من أجل دماء الشهداء فى مصر وتونس وليبيا واليمن وغزة.. من أجل آمالنا وأحلامنا.. لا تقولوا نحن ذاهبون لانتحاب مرشح الحرية والعدالة.. بل قولوا: نحن ذاهبون لإسقاط ذيول النظام.. نحن ذاهبون لإنجاح الثورة المصرية واستكمال أهدافها النبيلة.. لا وقت للتنابز (ليبرالى، علمانى، إسلامى)! لا تقولوا أى شىء فقط.. أرجوكم افعلوا ما تمليه عليكم ضمائركم؛ ليكتمل ربيع الثورات العربية وتسطع شمس الحرية من جديد!