إلى كل من يدعون إلى اعتصام جديد، قبل أن يمضى شهر واحد على نجاح الثورة، وإلى كل من يؤيدون هذا، فى وقت بدأت فيه الأمور تهدأ وتستقر، وبدأ فيه الاقتصاد يتعافى بالكاد من كبوته، وصارت فيه حدود مصرنا مهدّدة، من الشرق والغرب .... اعتصموا كما تريدون .... واصنعوا قوائم سوداء وبيضاء، كما يحلو لكم .... وتصرّفوا باندفاع غير مسئول، وتعجّل غير مقبول، وأنتم تطالبون بديمقراطية مسئولة ... هددوا الاقتصاد والاستقرار ولقمة العيش، واشغلوا جيشكم بجبهة داخلية، وهو يواجه مخاطر خارجية .. افعلوا مايحلو لكم، ولكن بالله عليكم، لا تقولوا ولو لحظة، أنكم تفعلون هذا من أجل مصر، أو حتى من أجل محاربة الفساد، لأن الفساد الحقيقى هو أن تدمير جبهتك الداخلية، فى وقت تهدد فيه وطنك أخطار حقيقية ... ولا تتحدّثوا عن الوطنية والحكمة والعقل، لأن تصرفكم هو أبعد مايكون عن أية وطنية أو حكمة أو عقل ... اسمعوا صوت انفعالاتكم وحده، وصموا آذانكم عن أى صوت آخر، لأنكم، من منظوركم الخاص، صرتم حكماء الأمة ومفكريها، والمدركين الوحيدين لصالحها، وأنتم مشعلى فتنتها ومدمرى كيانها .... افعلوا مايحلوا لكم، ولكن مصر بريئة من كل من يزعزع أمنها، ويهدد نهوضها، ويقف فى وجه قيامها، ويشعل فيها الفتنة النائمة، التى لعن الله سبحانه من يشعلها ... افعلوا مايحلوا لكم؛ لأنكم أحرار .... ولكن، ولأنى حر مثلكم، فأنا أتبرأ منكم ومما ستفعلونه، لأننى، بعد كل هذا التاريخ، لن أصم اسمى بفتنة، يسعى إليها من يكره مصر، ويحرّكها من تصوّروا أنهم يعملون لصالح مصر ... هذه شهادتى لله سبحانه وتعالى، وللتاريخ .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد.