طالبت كندا المجتمع الدولي، بالتحرك لوقف المجازر والانتهاكات التي تتم بحق أقلية الروهينجا المسلمة في إقليم أراكان (راخين)، غربي ميانمار، بينما اتهمت المعارضة حكومة البلاد ب”الصمت” حيال تلك الانتهاكات. المطالبة الكندية جاءت على لسان وزيرة خارجيتها، كريستيا فريلاند، في بيان صادر عنها، الجمعة، واطلعت عليه الأناضول. فريلاند شددت على قلق كندا البالغ حيال الوضع “الخطير” الذي يزداد سوءاً في ولاية أراكان، وتأثيره الكبير على الجارة بنجلاديش. وطالبت الوزيرة، في بيانها، مستشارة الدولة (رئيسة الحكومة) في ميانمار، أونج سان سو تشي، والمسئولين العسكريين، ب"التصرف بمسؤولية حيال الأزمة الإنسانية الموجودة هناك” وتابعت في بيانها قائلة “يجب إنهاء العنف، واحترام أقلية الروهينغا في البلاد، والاعتراف بهم، فلا شك أن عدم الاعتراف بأحقية تواجدهم في ميانمار، يضعف من الرؤية الديمقراطية التي حاربت من أجلها سو تشي طيلة حياتها”. وأضافت فريلاند “كندا تريد النجاح للحكومة المنتخبة ديمقراطياً (في ميانمار)، ونحن ندعم كافة الجهود الرامية لإنشاء مجتمع شامل ، ومستقر في البلاد، قائم على أساس من التنوع والتعددية”. وشددت الوزيرة الكندية على ضرورة استمرار أنشطة المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبدون أية عوائق في ميانمار، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ مزيد من التدابير لحماية كافة المدنيين، من خلال العمل مع النظام هناك. من جانب آخر، اتهم النائب في البرلمان عن حزب، المحافظين الكندي (زعيم المعارضة)، جارنيت جينَس، مساعد وزير الخارجية في “حكومة الظل”، رئيس وزراء البلاد، جوستن ترودو، وحكومته،ب”الصمت حيال العنف في ميانمار”. جينَس، في بيان له ذكر أنه “تناول الوضع في أراكان داخل أروقة البرلمان 13 مرة، بينما لم تتطرق الحكومة الليبرالية للموضوع ولو مرة واحدة”. وشدد المعارض الكندي على أن مسلمي أراكان يتعرضون للعنف، مطالباً “أونغ سان سو تشي التي منحتها كندا الجنسية الشرفية، بضرورة إيقاف تلك المجازر، وعلى رئيس الوزراء ممارسة ضغوط عليها في هذا الصدد”. واستطرد في ذات السياق قائلاً “العنف هناك (في أراكان) مستمر منذ فترة طويلة. وعلى كندا أن تفعل ما ينبغي من أجل سيادة الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان والقانون في كافة أنحاء العالم”. ومنذ 25 أغسطس المنصرم، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد مسلمي الروهنيجا في أراكان، ما أثار موجة من الإدانات في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما المسلمين. ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا الإبادة. لكن الناشط الحقوقي بأراكان عمران الأراكاني، قال في تصريحات للأناضول، إنهم رصدوا 7 آلاف و354 قتيلاً، و6 آلاف و541 جريحا من الروهينغا منذ بداية حملة الإبادة الأخيرة وحتى الأربعاء. فيما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء الماضي، فرار أكثر من 146 ألف روهنجي من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم.