قدمت الإسكندرية على مدار الشهور والسنوات القليلة الماضية نماذج لسيدات يعملن بمهن ليست من طبيعتهن الجسدية أو الخلقية أو الطبيعية أو المتعارف عليها فى المجتمع، حيث ظهرت بسبب ظروف المعيشة الكوافيرة، وفتاة العربة، والجزارة، والفرانة وغيرها من المهن التى امتهنتها السيدات، ولا تتماشى مع طبيعة الأنثى. واليوم تقدم الإسكندرية، نموذجًا آخر مختلفًا، ألا وهو الحدادة "مها". "المصريون" التقت سيدة تعمل فى صناعة وتشكيل الحديد، بمنطقة المنتزه، حيث تقع ورشة حدادة يوجد بداخلها أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد يرفعون جميعًا شعار العمل عبادة والتعاون. يقول الأسطى السيد فوزي، زوج الأسطى "مها"، حدادة الإسكندرية: إن زوجته الأسطى "مها"، وبكل فخر أحبت الصنعة من نفسها، وعندما تجد شخصًا في حرفة يدوية تستشعر أنه يحبها، فهذا دافع لتعليمه المهنة. وأضاف أن زوجته الأسطى "مها"، أتقنت المهنة على يديه؛ وأصبحت محترفة للحدادة. وأكد أنه بعد عمله لمدة 33 عامًا بالحدادة، جاء يوم وترك الورشة برمتها لزوجته الأسطى "مها"؛ لتتجاوز الأسابيع لتخليص شغل أو التعاقد على شغل جديد. وكشف عن خطورة هذه المهنة فى ظل إصابات بالغة قد يتعرض لها غير المحترف، مشيرًا إلى أن أول إصابة للأسطى "مها" كانت من لحام الكهرباء. وتتكون هذه الأسرة المكافحة من الأسطى "مها صبرى"، العضو الثاني فى الأسرة بعد الأب، وهي فى أوائل الثلاثين من عمرها، متزوجة، وحاصلة على دبلوم تجارة، وأنجبت ثلاثة أولاد. وأضافت "صبري"، أنها تعمل فى مهنة الحدادة، منذ أكثر من 20 عامًا، لما فرضته عليها متطلبات المعيشة والحياة والكفاح والوقوف بجوار زوجها من أجل حياة أفضل . وأكدت أنه كان لازمًا عليها النزول لأساعد زوجي وبالأخص أن ورشة الحدادة ملكنا، وليست مؤجرة كما أنها لن تعمل عند حد غريب. وتابعت: يبدأ يومى من السادسة صباحًا يوميًا، حيث أقوم بإنهاء أعمال المنزل، قبل النزول إلى الورشة وفى التاسعة أتجه إلى الورشة لكي تبدأ يوم عمل جديد فى الحدادة بالورشة. وأوضحت أن زوجها هو من حببها فى الصنعة، وهو من علمها المهنة "الحدادة" بكافة أمورها وتفاصيلها، بدءًا من استخدام المطرقة حتى تصنيع وتشكيل الحديد. وأشارت إلي أنها قطعت شوطًا كبيرًا تحت يد معلمها الأسطى "سيد أبو مصطفى"، زوجها حتى تعلمت، والحمد لله واحترفت المهنة وأصبح لها زبونها، حيث احترفت العمل على ماكينة اللحام والصاروخ وفرن النار والخرامة وقص الحديد وتجميعه وتشكيله ولحامه وعمل أبواب وشبابيك. وفى استكمال لرحلة الكفاح كشفت "مها"، عن أن أبناءها يساعدونها هى وزجها فى الورشة، بعيدًا عن أوقات الدراسة وفى عطلة الصيف. شاهد الصور: