عامل محارة: لا أستطيع العمل بدونه.. أطباء: الأنواع المنتشرة فى السوق مشتقة من الهيروين.. 45% من المدمنين يتناولون عقار الترامادول.. 81% يتعاطون أكثر من نوع.. 21% يتعاطون الحشيش.. و 0.1% يتناولون الهيروين مصر تحتل المرتبة الثانية فى الإدمان بين الدول الإفريقية.. و250 مليون قرص ترامادول يدخل مصر سنويًا..وصيدلي: الترمادول يسبب الضعف الجنسى متسللاً نحو إحدى الصيدليات فى الزقاق المتفرع من الشارع الرئيسى بمنطقة "فيصل"، يحاول "علي" الشاب الثلاثينى الحصول على شريط ترامادول من الصيدلى لكن محاولته تبوء بالفشل بعد أن طرده الصيدلى بسبب عدم وجود "روشتة" من الطبيب، لم ييأس عبد الله وأخرج هاتفه المحمول من جيبه واتصل بزميل له سائق أجرة واتفق معه على المقابلة فى الموقف الرئيسى بالمنطقة. توجه "على" مسرعًا نحو موقف سيارات الأجرة، الابتسامة تعلو وجهه لأنه وجد ضالته الترامادول. لم يكن الترامادول هو مشكلة "على" الوحيدة، بل بات التارمادول واحدًا من أكثر أنواع المخدرات انتشارًا بين آلاف الشباب الذين يسعون للحصول عليه بهدف الاستيقاظ فترات طويلة ولتحسين قدراتهم الجنسية، ولكن لا يعلم أى من هؤلاء أن الترامادول قد يصل به إلى الوفاة خاصة مع وجود أنواع مغشوشة منه قادمة من الصين والهند، أقل خطورة لها الإصابة بالصرع الذى يظل يلازم صاحبه حتى بعد شفائه من إدمان الترامادول. "المصريون"، من جانبها رصدت الظاهرة للوصول إلى حل من أجل النهوض بمستقبل هذا الوطن الذى لن ينهض إلا على أيدى عماله الذين تاهوا تحت تأثير قرص مخدر. "بشترى الشريط الواحد ب200جنيه علشان أعرف اشتغل" هكذا بدأ حديثه معنا عامل المحارة "جمال ،ح" الذى لا يستطيع أن يعمل بدون الحصول على قرصين مخدر يوميًا. وأضاف عامل المحارة، قائلاً: عملى صعب جدًا فهو يعتمد على مجهود بدنى مضاعف والقرص ده بيريحنى فى الشغل . لم نستطع أن نقنع "هانى" سائق الميكروباص بأن ما يتعاطاه هو "وهم" ولكنه أصر على أنه حقيقة وأنه لن يستطيع القيادة بدونه. وأضاف سائق السيارة، أن هذا القرص يجعله هادئًا لأنه دائمًا ما يتعرض لمضايقات فى الشارع تجعله كثير التوتر ولا يتحكم فى أعصابه خاصة عندما يتعلق الأمر بالركاب . وأكد "هاني" على انه ربما سوف يفكر أن يقلع عن التعاطى ولكن بعد أن يترك مهنة السواقة. تقارير وإحصائيات ومن جانبه كشفت تقارير خبراء ومختصون فى علاج الإدمان، أن ما لا يقل عن 70% من إجمالى المتعاطين للمواد المخدرة فى مصر ينتمون للأسر الفقيرة، وأغلبهم من أصحاب الحرف والمهن البسيطة، بل أن بعض الأبحاث والدراسات أكد أن هناك أحياء ومناطق سكنية كاملة عبارة عن أوكار مفتوحة لتجارة وترويج المخدرات. وأوضحت هذه الأبحاث، أن نسبة انتشار وتعاطى المواد المخدرة، انتشرت فى مصر بعد الثورة بنسب كبيرة تفوق معدلات انتشارها قبل اندلاع الثورة المصرية عام 2011، حيث ارتفع حجم التعاطى والإدمان بما يتجاوز 50% على الأقل، فيما تنتشر هذه الظاهرة فى المناطق الشعبية والعشوائيات خاصة المنتشرة فى ضواحى القاهرة. وحسب الإحصاءات الخاصة بصندوق مكافحة المخدرات وعلاج الإدمان، فإن 45% من المدمنين يتناولون عقار الترامادول و81% يتعاطون أكثر من نوع, ثم 21% يتعاطون الحشيش و 0.1% يتناولون الهيروين. أما إحصائيات الأممالمتحدة، فتؤكد أن عدد المدمنين فى مصر يصل إلى 5 ملايين شخص، فى حين أكد مركز البحوث الاجتماعية، أن مصر تحتل المرتبة الثانية فى الإدمان بين الدول الإفريقية وأن هناك 8 ملايين مدمن ونحو 250 مليون قرص ترامادول يدخل مصر سنوياً. صيدلى: الوهم يقود العمال إلى الهلاك فى البداية قال الدكتور أحمد عبدالعظيم، إن سبب انتشار مخدر الترمادول وغيره من العقاقير المدرجة على قوائم المخدرات لدى بعض العمال فى مصر، هو اعتقاد أصحاب المهن أنه يساعدهم على تأدية أعمالهم وهو اعتقاد ثابت عندهم بل أنهم يطلقون عليه اسم حركى وهو الطاقة. وأضاف عبدالعظيم فى تصريحات ل"المصريون"، أن هذا الاعتقاد الذى لدى أصحاب الحرف اعتقاد خاطئ جدًا لأن هذا الاعتقاد يذهب العقل وإذا زادت الكمية فهو يخدر العقل تمامًا مما يسبب أضرارًا جسيمة إذا لم يؤخذ بطرق معروفة لدى الأطباء. وأكد الصيدلى، أنه ليس الترمادول هو فقط ما يستخدمه أصحاب الحرف والمهن، بل هناك أنواع كثيرة منها "الترمال ، والترميدل، والايبتريل، والنوفاتريل، وايبا مول، والتامول" وغيرها من الأدوية المدرجة على جدول المخدرات. وكشف عبدالعظيم، أن هناك بعض الأشخاص الذين تعدوا مرحلة الإدمان ودخلوا فى مرحلة الجرائم النفسية وهو ما يجعل الشخص المدمن يقتل نفسه أو غيره دون أن يشعر. بداية مرحلة الإدمان وعلى جانب آخر كشف الدكتور محمد عشرى "صيدلى"، عن أن مرحلة التعاطى تبدأ من أخذ (ربع قرص مخدر) وهو ما يعادل تركيزه 56,25% جرام ترمادول مجهول المصدر وبعد ثلاثة أيام تصبح الجرعة قليلة وغير كافية، فيحتاج المتعاطى إلى زيادة الجرعة وهنا تبدأ مرحلة تكوين الأجسام المضادة بمعنى أن يأخذ الجسم مناعة من الدواء نفسه ويعطى تأثيره من أول مرة على زيادة الكمية عن السابق إلى أن يتخطى الحدود. أضرار التعاطى ونوه "الصيدلى" إلى أن المدمن يصاب المتعاطى أو المدمن بأمراض عديدة منها التهاب رئوى،السل، السرطان، عقم، التهاب فى الأعصاب، أورام، خشونة وتمزق فى الأربطة. طريقة العلاج وأكد "عشرى"، أن طريقة علاج الشخص المتعاطى تنقسم إلى جانبين الجانب الأول الجانب النفسى، وهو يعتمد على تأهيل الشخص المدمن نفسيًا من حيث التحدث معه عن الإضرار الجسيمة التى تصيبه فى حالة إصراره على تكملة التعاطى ويقنع الطبيب المدمن بهذا وذلك من أجل توعيته عندما يحتك بالجمهور حتى لا تحدث الانتكاسة ويرجع مرة أخرى للتعاطى وهو الأمر الذى يصعب علاجه . المرحلة الثانية من العلاج، عن طريق أخذ المسكنات والعقاقير الطبية ومضادات أكسدة (تلف الخلايا العصبية) فيتامينات ومهدئات وباسط للعضلات. وكشف "عشري"، أن النوع المنتشر الأن فى الأسواق ليس عقارًا أصليًا حيث إن الترمادول الأصلى لا يباع إلا فى الصيدليات من خلال جدول للمخدرات وروشتة من الطبيب، وهو الذى تبدأ جرعته (من 50 إلى 150ملى جرام) . أما ما هو فى السوق السوداء ليس بمخدر فى الأساس وهو مصنع من مشتقات البودرة ونسبته تعدت ال(225 إلى 250 ملى جرام). وكشف الصيدلى، أن بداية تصنيع الترمادول كان لعلاج مرضى السرطان فقط، وهو الآن يكتب فى روشتات المرضى فى معاهد الأورام ولا يباع إلا فى صيدلية واحدة وهى صيدلية الإسعاف الحكومية . وفاجأ "عشرى" الجميع قائلاً: إنه يخطئ الأشخاص الذين يعتقدون أن الترمادول منشط جنسى وهم يستخدمونه من أجل ذلك وهو فى الحقيقة ليس له فائدة من الأساس بل بالعكس إنه يسبب ضعف جنسى للشخص فيما بعد.