استعادت مجلة "أوزي" الأمريكية، في تقرير لها بعنوان "كيف أصبحت أغنية مصرية تسخر من نيكسون صرخة حشد للربيع العربي"، أحداث الربيع العربي، وكيف أن الفن دائمًا ما يرتبط بالثورات بشكل أو بآخر. وربط التقرير بين أغنية "نيكسون بابا" وثورة يناير 2011، مشيرًا إلى أنه رغم وفاة الشيخ إمام في 1995، إلا أن أغنيته الشهيرة عاشت لتمثل صرخة لحشد المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة خلال ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وأشار التقرير، إلى أن الأغنية التي غناها الشيخ إمام وكتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم بعنوان "بابا نيكسون" جاءت في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لمصر في عام 1974، حيث جاء الأخير إلى مصر في مهمة سلام، إلا أنه اضطر إلى التنحي بعد الزيارة بشهرين؛ على خلفية فضيحة "ووترجيت"، والمتمثلة في تورط أعضاء من حملته الانتخابية في التجسس على المقر الرئيس للحزب الديمقراطي في ووترجيت بواشنطن. واستشهد التقرير بمقطع من الأغنية الشهيرة: "شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووتر جيت عملولك قيمه وسيما سلاطين الفول والزيت، فرشولك أوسع سكه من راس التين على مكه، وهناك تنزل على عكا ويقولوا عليك حجيت، ما هو مولد ساير داير شي الله يا صحاب البيت". يذكر أن الشيخ إمام الذي أصيب بالعمى في سن مبكرة، نشأ في أسرة فقيرة بالجيزة، وحفظ القرآن كاملًا، وقام بتلاوته أمام تجمعات عامة، وفي عام 1945 عمل مطربًا في الإذاعة المصرية وظل فيها حتى عام 1962 عندما التقى "نجم" وكونا معًا ثنائية فنية. وأوضح التقرير، أن الأغنية عبرت عن حالة من الغضب الجمعي، خاصةً بعد هزيمة 1967 وتفشي الفساد والظلم الاجتماعي، وعنها حاولت الأغنية نقل هذا الغضب وتوجيهه صوب الإدارة الأمريكية المتمثلة في الرئيس الأمريكي ودول الخليج العربي التي كانت في عز ثرائها بعد اكتشاف البترول؛ في حين كان المصريون يغرقون في الفقر أكثر فأكثر. ونقل التقرير عن مؤلف كتاب "ثقافة البوب العربي والفنون وأسلوب الحياة"، أندريو حمود، أنه رغم احتمالية عدم معرفة "نيكسون" بالأغنية التي تسخر بوضوح من فضيحة تجسسه عن الحزب المنافس، إلا أن رد الفعل على زيارة نيكسون تحول بعد 3 سنوات لاحتجاجات طلابية ضخمة في القاهرة. واستطرد: أنه ترتب عن تلك التظاهرات وضع "إمام ونجم" في قائمة المشاغبين منذ عام 1967، كما قامت الدولة بمنع بث أغانيهم في الإذاعة، إلا أنهم سجلوها في حفلات ووزعوها في الخفاء في مصر وخارجها على أشرطة كاسيت، وهو ما كان بداية الأزمة مع الدولة. وبحسب كتاب "الدراسات الأمريكية معارك الشرق الأوسط"، فإن الأغنية الشهيرة للثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام "يا نيكسون بابا"، كانت تردد في الميدان حيث تجمع المتظاهرون ليلًا، ومن تدابير القدر أن "فواد نجم" تمكن من أن يرى الثورة وتأثير الفن عليها، حيث كان في ال 82 من عمره.