أجلت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد محاكمة 73 متهما بارتكاب مجزرة إستاد بورسعيد الرياضي على خلفية مباراة كرة القدم بين الناديين المصري البورسعيدي والأهلي، إلى جلسات تعقد بصورة متوالية اعتبارا من 9 وحتى 14 يونيو المقبل، لاستكمال سماع أقوال شهود الإثبات، وسماع شهود النفي، وعرض مقاطع الفيديو المصورة التي التقطتها بعض القنوات في شأن الاعتداءات. واستكملت المحكمة بجلسة اليوم الخميس، الاستماع إلى أقوال شهود الإثبات، حيث جرى الاستماع إلى الشاهد كريم سعيد مصطفى والذي قرر في أقواله أمام المحكمة ان جماهير النادي المصري بادرت جمهور الأهلي بالاعتداء والسباب وإلقاء الشماريخ صوبهم. وأضاف الشاهد أن الشوط الأول للمباراة مر دون أية مشاحنات تذكر بين الجانبين، غير أنه في فترة الاستراحة بين شوطي المباراة بدأت جماهير المصري في رشق جمهور النادي الأهلي بالأحجار والألعاب النارية، مشيرا إلى أن الوضع استمر على هذا الحال، لحين انتهاء المباراة والتي شهدت هجوما كبيرا من جماهير النادي المصري على جمهور الأهلي صاحبه تعديات كبيرة. وقال الشاهد: "إنه اضطر إلى اعتلاء أحد الأسوار والقفز إلى خارج الاستاد كي يلوذ بالفرار جراء شدة الاعتداءات من جانب جمهور النادي المصري بحق جمهور الأهلي"، لافتا إلى انه سمع بوضوح أصوات صراخ واستغاثات من جمهور الأهلي بسبب تلك الاعتداءات. وأشار إلى انه تمكن من التعرف على 4 من المتهمين القائمين بأعمال الاعتداءات في النيابة العامة حينما عرضت عليه الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو المصورة لأحداث المباراة وما تلاها ومرتكبي الاعتداءات. كما استمعت المحكمة إلى شاهد الإثبات العميد محمد هشام سيد بإدارة الأمن المركزي قطاع القناة والذي قال إنه في يوم 30 يناير الماضي اجتمعت القيادات الأمنية داخل مديرية أمن بورسعيد لتحديد الخدمات الأمنية والمهام الخاصة بالأمن خلال مباراة المصري والأهلي. وأشار شاهد الاثبات إلى أنه طلب عمل سور حديدى أعلي المدرجات غير انه تم رفض طلبه استنادا إلى قواعد لجنة الفيفا لكرة القدم، وانه طلب أيضا الاستعانة بالكلاب البوليسية المخصصة لفض الشغب إلا أن هذا الطلب رفض أيضا في ضوء انتقادات جمعيات حقوق الإنسان. وأضاف أنه طالب خلال الاجتماع بتدعيم تأمين أبواب ستاد بورسعيد الرياضي من الداخل و الخارج لأنها ضعيفة، و طلب عدم زيادة الجمهور عن العدد المحدد، وقال: "في يوم المباراة تم الاستعانة ب 17 تشكيلا أمنيا و5 حافلات مدرعة من منطقة شرق الدلتا لدعم الخطة الأمنية في محيط إستاد بورسعيد". ولفت شاهد الاثبات إلى انه ما أن بدأ جمهور النادي الأهلي في التوافد على الاستاد سمع بوضوح أصوات الشماريخ والألعاب الناري، وأصوات الرشق بالحجارة، وأن ذات الصورة تكررت حينما قام أفراد فريق النادي الأهلي بالنزول إلى أرض المعلب قبل بدء المباراة لأداء تمارين الإحماء الرياضي، حيث شرع جمهور النادي المصري في رشقهم بالحجارة والشماريخ. وأضاف أن الشوط الأول للمباراة مرة بصورة هادئة نسبيا، غير أنه في فترة الاستراحة تمكن 7 من مشجعي النادي المصري من النزول إلى الملعب، واشتبكوا مع قوات الأمن، وانه سرعان ما تم السيطرة عليهم وإلقاء القبض عليهم، إلا أن تعليمات مدير الأمن كانت بتركهم وإعادتهم مرة أخرى إلى أماكن جلوسهم في المدرجات المخصصة لجماهير النادي المصري. وذكر العميد سيد أنه قبيل انتهاء الشوط الثاني للمباراة جرى استدعاء 3 تشكيلات من قوات الأمن المركزي كي تتولى عملية تأمين خروج جمهور النادي الأهلي من مدرجاته، من خلال ممر آمن من القوات، فضلا عن اتباع ذات الأسلوب في شأن تأمين اللاعبين وحكام المباراة. وأشار إلى انه ما ان انتهت المباراة بدأت جماهير النادي المصري بأعداد غفيرة في النزول إلى أرض الاستاد وتقوم بالتعدي على الضباط والجنود الذين حاولوا ردعهم ومنعهم من اقتحام الملعب، لافتا إلى أن الجنود لم يستخدموا الهراوات المخصصة لفض الشغب في ضوء التعليمات الصادرة لهم بهذا الشأن قبل المباراة حتى لا تقع إصابات بين المشجعين. وأكد الشاهد ردا على أحد محاميي الدفاع الذي اتهمه بالتقصير في أداء مهامه وواجباته الوظيفية انه لو كانت قوات الأمن المركزي قد استخدمت الهراوات المخصصة لفض الشغب في التصدي للجماهير لتضاعفت أعداد القتلى مرات عدة نظرا لعدم التناسب في استخدام القوة.