انتقد مراقبون موقف جامعة الدول العربية من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في الحرم القدسي, مكتفية فقط بعبارات الإدانة والاستنكار, فيما اعتبروه تأكيدًا لانعدام دورها بعد "موتها إكلينيكيًا". إبراهيم يسري, مساعد وزير الخارجية الأسبق قال إن الجامعة العربية لم تفعل شيئًا منذ عشرين عامًا سوى الاجتماعات والإدانات, وذلك لم يُحدث أى شيء على أرض الواقع, واصفًا تغيبها عن المشهد بعدم وجودها من الأساس, تجاه كل الأحداث التى تجرى فى الدول العربية . وأضاف ل"المصريون"، أن "النفوذ الأمريكي والغربي توغل فى كل الدول العربية, وأصبحت قرارات الولاياتالمتحدة والغرب هى التى تحكم تلك الدول, بقرارات تصب فى صالح إسرائيل أولاً قبل كل شيء". وأبدى يسرى، استغرابه من صمت الجامعة والدول العربية، من الأحداث التى يشهدها القدس، والتى لم تحدث من قبل, مشيرًا إلى أن هذا الصمت يجعل إسرائيل تستمر فى الانتهاكات والتصعيد تجاه الشعب الشقيق. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق, إلى أن "الدول العربية والشعوب الإسلامية, تبذل جهدًا كبيرًا فى محاربة بعضها لبعض, وهذا ما جعل إسرائيل ترى أن شتات العرب جعلهم يتخلون عن القدس". من جهته, رأى السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أنه لا يوجد ما يدعو الجامعة العربية لعقد اجتماعات طارئة بسبب ما يحدث فى القدس, وأن وضع البوابات الإلكترونية هى محاولة لحماية المصلين بالقدس, مشيرًا إلى أن كل المحافل الدولية رأت الحل المناسب فى البوابات لضبط الإيقاع داخل الأقصي. وأوضح ل"المصريون"، أن "مصر والعرب لعبوا دورًا كبيرًا فى القضية الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة, وعدم اعتراف أى دولة فى العالم أن القدس عاصمة إسرائيل دليل دامغ على ذلك, كما أن تراجع الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" على تصريحاته خلال حملته الانتخابية، والتى أكد فيها نقل سفارة بلاده إلى القدس, وهذا لم يحدث حتى الآن, مؤكدًا أهمية دور مصر إيذاء تلك القضية والذى أشاد به العالم". وأوضح, أن "إسرائيل تستغل انشغال العرب فى الانشقاقات الداخلية بينهم, وتراشق الاتهامات", منوهًا بأنه "ليس من المعقول تحريك قوات ناحية إسرائيل, فى الوقت الذى توجد فيه دول عربية تعانى من اضطرابات وإرهاب داخلى بحاجة إلى تلك الخطوة". وردًا على سؤال حول عدم سحب مصر لسفيرها من إسرائيل, رأى بيومى, أن "ذلك يخلق توترًا فى علاقات مصر مع الدول الخارجية, خاصة أن موقف مصر حساس للغاية تجاه إسرائيل".