انتقد عدد من الدبلوماسيين القرار الذي اتخذته الجامعة العربية اليوم بمطالبة مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واصفين القرار بأنه "غير واقعي" ومحاولة من الجامعة لإبراء ذمتها من القضية الفلسطينية. وعلق السفير محمد قاسم، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية على قرار الجامعة العربية اليوم بمطالبة مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال، قائلا: "نحن نطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ 66 عاما ولم يحدث شيء على أرض الواقع، كما أن الجهود الأمريكية لم تسفر عن أي نتائج". واستبعد قاسم في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" أن يكون لهذا القرار أي تأثير، مشيرا إلى أن العالم العربي بأكمله يركز الآن في جنيف 2 وكيفية الخروج من الأزمة السورية ولا أحد يلتفت للقضية الفلسطينية. وأكد قاسم على أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينتهي في ظل استمرار انشقاق الصف الفلسطيني الذي يضعف أوراق الضغط على المفاوض الإسرائيلي الذي لم يعد يشعر بضغوط إقليمية أو دولية عليه. ووصف قاسم قرار الجامعة العربية "بالعقي " لافتا إلى أن هناك عشرات القرارات صدرت عن الجامعة في هذا الشأن إلا أن إسرائيل ما زالت تحسن استغلال وتوظيف الظروف الداخلية والخارجية من أجل تهويد الدولة الفلسطينية. وعبر قاسم عن عدم تفاؤله على الإطلاق بهذا القرار ما لم يحدث نوعا من لم الشمل الفلسطيني واستعادة مصر لعافيتها الإقليمية، مشيرا إلى أن مصر لم تلعب دورا فعالا في الفترة الأخيرة على الساحة العربية وحتى قبل ثورة 25 يناير وغياب مصر عن الملف العربي قد أحدث حالة من الارتباك. ومن جانبه، انتقد السفير محمد عاصم – سفير مصر السابق في إسرائيل – القرار الصادر عن الجامعة العربية اليوم والذي تلزم فيه مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي قائلا "أنه لا يمكن أن يؤخذ هذا القرار على محمل الجد". وأكد عاصم – في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" – أن إسرائيل لن تولي أي اهتمام لهذا القرار العبثي، واصفا القرار "بأنه غير واقعي بالمرة". وكان السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الفلسطينية، قد طالب مجلس الأمن الدولي اليوم بتحمل مسئولياته نحو إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، داعيا اللجنة الدولية الرباعية إلى تحمّل مسئولياتها لحماية عملية السلام بإلزام إسرائيل بوقف هذه السياسات الخطيرة. كما اعتبر الدكتور سمير غطاس – الخبير في الشئون الفلسطينية ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية – قرار الجامعة العربية اليوم بمطالبة مجلس الأمن بإلزم إسرائيل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بأنه محاولة من الجامعة لإبراء الذمة من القضية الفلسطينية. وأضاف غطاس – في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" – أنه كان الأولى بالجامعة أن تساند فلسطين في الحصول على العضوية الدائمة في الأممالمتحدة أو العمل على حماية القدس والحفاظ على عروبته التي يتم تهويدها بصورة يومية. وقال غطاس إن الجامعة لم يعد لديها رؤية أو استراتيجية أو آليات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذه القرار "مزري"، ويؤكد وصول الجامعة لدرك مؤسف وتنعي من خلال هذا القرار الدور الذي كان من الممكن أن تضطلع به في العالم العربي. وأشار غطاس أن قضية تهويد القدس هي القضية الوحيدة التي لا يختلف عليها العرب وكان من الممكن أن تتخذها الجامعة مدخلا لتحقيق التوافق العربي وهو الأمر الذي من شأنه تعظيم شأن دور الجامعة لأن باقي القضايا مختلف عليها ومن ثم لا تستطيع الجامعة أن تكون قاسما مشتركا سوي من خلال قضية القدس.