لاقت دعوة الإخوان للم شمل الجماعة الوطنية عقب وصول أحمد شفيق جولة الإعادة على منصب الرئيس، لاقت ردود فعل واسعة من قبل التيارات السياسية داخل المجتمع المصرى، وكان منها المؤيد لهذه الدعوة مثل: حزب النور السلفى والجماعة الإسلامية والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وبعض الأدباء والمفكرين مثل الدكتور علاء الأسوانى, فى حين امتنع حزب الوفد والقوى الليبرالية عن إعلان موقفها تجاه هذه الدعوة. ولاقت هذه الدعوة معارضة من بعض القوى السياسية والثورية مثل الجمعية الوطنية للتغيير، وكتلة حمدين صباحى والجماعات الصوفية وبعض النشطاء السياسيين من الأقباط وعلى رأسهم ممدوح رمزى. "المصريون" ترصد ردود الفعل كل القوى والتيارات السياسية من خلال هذا التحقيق.. *جمال زهران: المقاطعة قد تطعن فى شرعية الرئيس القادم: يرى المفكر السياسى الدكتور جمال زهران أن الإخوان المسلمين عندهم استعداد للتحالف مع الشيطان فى سبيل مصالحهم, وأنهم أخطأوا فى توقيت هذه الدعوة، وأكد الدكتور جمال زهران ومن معه من الجمعية الوطنية للتغيير والقوى الثورية رفضهم لهذه الدعوة ومقاطعة الانتخابات. وقال زهران إن الإخوان تحالفوا مع المجلس العسكرى وإن المجلس العسكرى يدعم الفريق أحمد شفيق وبذلك تكون البلاد قد وقعت بين مثلث شيطانى وهو المجلس العسكرى وشفيق والإخوان. وأضاف أن ما يحدث الآن على الساحة السياسية بين الإخوان وشفيق والمجلس العسكرى الذى يتحالف مع الفلول يتم برعاية الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر, وأنه تم تقديم النموذج الاستقطابى، وهو النظام القديم أم الإخوان المسلمين. كما وجه الدعوة إلى القوى الثورية بأن تستوعب الدرس جيدًا، وعليها أن ترفض المشاركة فى جولة الإعادة القادمة, وأشار إلى أنه لا يمكن للمجتمع المصرى أن يترك الناس للخيار بين شياطين, وأوضح أن مقاطعة القوى الثورية للإنتخابات فى حد ذاتها يمكن أن تؤثر على شرعية الرئيس القادم. * الدكتور رفعت سيد أحمد: دعوة الإخوان للم الشمل جاءت لشعورها بالخطر: يرى الدكتور رفعت سيد أحمد أستاذ العلوم السياسية أن هذا الخطاب إذا كان يأتى لتصحيح أخطاء قد ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين فى الماضى، ومرحبًا بهذه الدعوة، وأنا أدعو كل القوى والتيارات السياسية إلى الاصطفاف حول هذه الدعوة وذلك للتأكيد على خيار الثورة. كما توقع الدكتور رفعت أن هذا القرار جاء من قبل جماعة الإخوان المسلمين نتيجة لشعورهم بخطر حقيقى على مستقبل الجماعة فى حال فوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة, وبالتالى هم يحاولون استقطاب الكتل التصويتية المحيطة بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأستاذ حمدين صباحى والدكتور عمرو موسى, وذلك ليس حبًا فى زيد ولكنه كراهية فى عمرو. وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين إذا كانت تريد وقفة حقيقية مع النفس فى هذه المرحلة فيجب عليها أن تتسم مواقفها بالصراحة مع الاعتراف بسلسلة الأخطاء الداخلية والخارجية التى ارتكبتها فى حق الوطن من حيث العلاقة المصرية الأمريكية. ودعا الدكتور رفعت جماعة الإخوان المسلمين بألا تأخذهم العزة بالإثم كى يخرجوا من نظام شفيق إلى نظام شفيق بشرطة، ويلقى بنفسه فى أحضان الأمريكان والصهاينة, ولذا يجب أن يتسم الحوار من قبل الجماعة بالمصداقية كى نستطيع العبور بالثورة من هذا العنق الضيق. * البدرى فرغلى: الدعوة جاءت متأخرة لكنها ضرورية: ويقول النائب البدرى فرغلى عضو مجلس الشعب والقيادى بحزب التجمع إن هذه الخطوة جاءت متأخرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين, وأنه كان يجب على الجماعة أن تفتح المجال للمناقشات والحوار مع كل القوى والتيارات السياسية فى مصر منذ يوم 11 فبراير 2011. كما وجه الدعوة إلى جماعة الإخوان المسلمين أن تكون هذه المناقشات مفتوحة مع كل القوى والتيارات السياسية والاصطفاف معها دون أى ابتزاز أو تعالٍ أو غرور من قبل الجماعة على غرار ما كان يحدث منها خلال الفترة الماضية, وحذر فرغلى من أن أى تصرف خاطئ من قبل الجماعة فى هذا التوقيت الحرج يمكن أن يعصف بالثورة, لأنها مهددة بالاستيلاء عليها من قبل نظام مبارك, الذى ما زال يحكم حتى الآن. وأضاف أن الحزب الوطنى الفاسد استعاد قوته مرة أخرى, واستعمل فى ذلك المال الفاسد الذى تم نهبه من الشعب المصرى, والسلطات المطلقة التى ما زالت تحكمنا حتى الآن. وفى النهاية، يؤكد البدرى فرغلى أنه لن يعطى صوته للفريق أحمد شفيق لأن هذا الرجل هو مبارك بشرطة. * مجدى حسين: تحالف الإخوان مع باقى القوى لابد أن يكون إجباريًا: يرى مجدى أحمد حسين أن تحالف القوى السياسية مع جماعة الإخوان المسلمين فى المرحلة القادمة لابد وأن يكون إجباريًا، نظرًا لما شاهدناه فى الفترة الأخيرة من ظهور فلول الحزب الوطنى على الساحة مرة أخرى بشكل تنظيمى أكبر مما كان عليه فى السابق. وأضاف حسين أن الثورة لن تنجح بدون تآلف بين القوى الثورية والوطنية, وإذا فشلنا فى لملمة القوى الوطنية فى هذا الوقت العصيب, فسيعود نظام مبارك مرة أخرى، ولكن بشكل أسوأ مما كان عليه فى السابق, وقد رأينا التصريحات الكريهة التى كان يطلقها الفريق شفيق والتى تنذر بأنه إذا وصل للرئاسة فسوف يحكم بالحديد والنار. وقال إنه يرجو أن يكون الإخوان قد تعلموا الدرس لأنهم يجب أن يكونوا أكثر مرونة ورحابة صدر وأكثر تعاونًا مع القوى المدنية المخلصة. كما وجه مجدى حسين نداءً لكل الأطراف السياسية سواء كانت ليبرالية أو علمانية بألا يحملوا مسئولية الأخطاء من بداية الثورة حتى الآن إلى جماعة الإخوان المسلمين, لأنهم جميعًا كان لهم أخطاء كثيرة فى الفترة الماضية. وأضاف أن هناك بوادر طيبة بدأت تظهر من بعض الأطراف مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور علاء الأسوانى. * د. عبد الله الأشعل: المواجهة الآن بين الفلول وكل القوى الثورية وليس الإخوان فحسب: يرى الدكتور عبد الله الأشعل أن الدكتور محمد مرسى يقف وحده فى الميدان ضد إعادة إنتاج نظام الرئيس المخلوع مبارك وحزبه الوطنى الذى يعمل منذ بداية الثورة حتى الآن كى يصلوا بأحد مرشحيهم إلى هذه المرحلة وقد حدث بالفعل، كما ناشد الدكتور عبد الله الأشعل كل القوى الثورية أن يلتفوا حول الدكتور محمد مرسى وأن يساندوه, وقال إنه من غير المتصور أن يمتنع أحد من القوى الثورية عن مؤازرة من يقف الآن ضد واحد من مرشحى الفلول, خاصة أن الثورة تخص المجتمع كله وليس الإخوان المسلمين فحسب. وعن رد الفعل المتوقع من القوى والتيارات السياسية داخل المجتمع المصرى، قال إن رد الفعل سيكون متفاوتًا, فهناك من سوف ينضم إلى صف الدكتور محمد مرسى, مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح حيث إن الاثنين فى الأصل ينتميان إلى تيار واحد وحتى إن اختلفوا فى الرؤى, كما أن الكتلة السلفية أيضًا سوف تنضم للكتلة نفسها, لكن كتلة حمدين صباحى قد تقتنع عن الإنضمام إلى مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى, وقال إنه من المؤسف أن الكتلة الصوفية قد اتخذت موقفًا سابقًا لصالح الفريق أحمد شفيق وأنها بالطبع سوف تؤازره أيضًا فى الإعادة, وأضاف أن القوى اليسارية أيضًا سوف تعطى صوتها أيضًا للفريق أحمد شفيق. * المتحدث باسم حزب النور: النتائج ستكون كارثية لو لم نتحد مع الإخوان: يقول الدكتور ياسر عبد التواب المتحدث الرسمى لحزب النور، إنه يدعم الدكتور محمد مرسى ويدعو كل القوى والتيارات السياسية داخل المجتمع المصرى إلى التآلف ولم الشمل مع الاصطفاف بجانب مرشح جماعة الإخوان المسلمين حتى نستطيع أن نعبر بثورة 25 يناير إلى بر الأمان. وحذر الدكتور ياسر كل التيارات والقوى الثورية من النتيجة الكارثية التى يمكن أن تحدث فى حال عدم توحيد القوى الوطنية فى الأيام القليلة القادمة, وأن هذا الأمر يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى عودة النظام البائد مرة أخرى ولكن بصورة أبشع مما كان عليه فى الماضى. وأضاف أنه لاحظ فى الفترة الأخيرة جهدًا غير عادى من قبل فلول النظام السابق وأعوانهم الذين ما زالوا فى أماكن قيادية حتى الآن، وذلك لكى يعيدوا إنتاج النظام البائد, وهذا الأمر بات واضحًا تمامًا فى عدد الأصوات التى حصل عليها الفريق شفيق، التى من المستحيل أن تكون حقيقة ولابد أن يكون شابها الكثير من عمليات التزوير خاصة فى الأسماء المدرجة فى كشوف الناخبين، وأيضًا القائمين بعمليات الفرز. * عاصم عبد الماجد: دعوة الإخوان سوف تلقى ترحيب كل القوى: يرى المهندس عاصم عبد الماجد أن هذه الدعوة ليست جديدة، وأنها قدمت من قبل ولكن لم يستجب أحد لها فى بداية الأمر, ولكنه بات من الواضح الآن أنها سوف تلاقى الترحيب من كل القوى والتيارات السياسية فى مصر وأن هذه الدعوة سوف تنجح إن شاء الله، كما وجه رسالة للإخوان المسلمين بأنهم يجب عليهم أن يقدموا بعض التنازلات للقوى الثورية والوطنية حتى نخوض الانتخابات ونحن فى جبهة واحدة. وأضاف أن الشعب المصرى كله استيقظ على هذا الواقع الذى ينذر بخطر قادم على الثورة وأكد أن هذه الجبهة سوف تمنع حدوث أى تلاعب أو تزوير يمكن أن يحدث فى انتخابات الإعادة. * الناشط القبطى ممدوح رمزى: أرفض أى تعاون مع الإخوان: يرى الناشط القبطى ممدوح رمزى أن جماعة الإخوان المسلمين تتعامل مع كل القوى السياسية بشكل مرحلى حتى يصلوا إلى الهدف، ثم ينقلبون على الجميع، وأن هذه الجماعة أقسمت يمين الولاء للجماعة وليس للوطن. وأشار إلى أنه لا يثق فى أى اتفاقات أو أى تجميع للقوى السايسية من خلال هؤلاء, لأن الوطن سوف يدار بولاية الفقيه ودولة المرشد. ووجه ممدوح رمزى تحذيرًا إلى حمدين صباحى وقال له إذا تحالف مع هؤلاء فإنه سيكون قد إنتهى سياسيًا إلى الأبد. وأضاف أن حمدين صباحى هو الرئيس القادم بعد أربع سنوات, وقال له: لا تنظر تحت قدميك إذا وعدوك بنائب الرئيس فتتخلى عن قيمك ومبادئك، وأتمنى أن تظل كما أنت محبوب الجماهير.