المصالحة بين القاهرة وحماس طريقها طويل لكن القيادي الفتحاوي حقق انطلاقة حماس ستحمي حدود مصر من أعدائها والأخيرة ستخفف الحصار ضد القطاع دحلان لديه الجنسية الصربية واقترب من السيسي عبر محمد رشيد مستشار عرفات تقارب مصر و«حماس» يخدم إسرائيل في المستقبل و«عباس» الوحيد المذعور من الأمر تحت عنوان "رغم الطريق الطويل للمصالحة..انطلاقة بين حماس ومصر"، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "الثقة بين الحركة الفلسطينية ومصر تشهد تدهورًا لكنها لم تصل إلى مرحلة القطيعة، وبوساطة محمد دحلان -القيادي الفتحاوي المفصول- فإن القاهرة تتجاهل خطة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لإهانة حماس". وأضافت: "في الأسابيع الأخيرة دخل وخرج مسؤولو حماس من مكتب خالد فوزي رئيس المخابرات العامة المصرية، وبشكل تدريجي بدأوا في نسج صفقات هناك، الثقة بين حماس والقاهرة تشهد انحدارًا والطريق إلى المصالحة طويل، إلا أن انطلاقة ما حدثت". وأوضحت أن "القطيعة بين مصر وقيادة القطاع لم تكن أبدًا تامة ومطلقة، دائمًا حافظ الجانبان على صلات دقيقة فيما بينهما، وعلمتا أنه بمرور الوقت سينجحان في تخطي الأمر". وقالت: "بالنسبة للمصريين؛ فإن قطاع غزة كانت وستبقى منطقة مهجورة، بينما نحن الإسرائيليين ننظر إليهم كتحد آمن وفرصة للرخاء الاقتصادي، القاهرة ترى في الغزاوية أشخاص تقليديين وجيرانًا". وأشارت إلى أنه "ووفقًا لمخطط المصالحة سيفتح المصريون قريبًا معبر رفح للتجارة ولخروج المرضى والطلاب والسياح والشخصيات البارزة، إذا حدث ذلك فإن الحديث يدور عن تخفيف دراماتيكي للحصار ضد القطاع، وفي المقابل ستحافظ حماس على الحدود وتحمي القاهرة من أعدائها". وأضافت: "حماس لن تتمكن من قطع العلاقات مع ولاية سيناء، التي تدين بالولاء والبيعة لداعش، لكن ستضطر الحركة الفلسطينية إلى إضعاف هذه العلاقات، والتي لم تكن أبدًا أكثر من تحالف مصالح". وتابعت: "إذا كانت الاتصالات مع الجنرال فوزي أدارها يحي السنوار رئيس حماس في القطاع، إلا أن حلقة الوصل كانت محمد دحلان، الرجل الذي عمل على تليين موقف القاهرة وأقنعها بفعالية الصفقة مع حماس وجدواها". ووصفت الصحيفة، دحلان بأنه "العدو اللدود لأبو مازن، ولد وترعرع في قطاع غزة، وفي السنوات الأخيرة زادت وتعاظمت نشاطاته الاقتصادية والتمويلية والسياسية في دول الجوار وخارجها، بالنسبة للقاهرة فإن دحلان هو منفذ مخطط المصالحة مع حماس، أما بالنسبة لأبومازن فإن الرجل هو منافس لا يعرف الكلل". وأوضحت: "القيادي الفتحاوي السابق يتميز بصفتين؛ الأولى هو أنك لاتعرف مطلقًا هل ما ينطق به حقيقة أم لا، والثانية أنك لا تعرف أبدًا من يمثل دحلان إذا جاء إليك لعمل صفقة، هل يمثل نفسه فقط أو شخصًا آخر، هو رجل خبير في الأمن العملياتي وكان قائد الأمن الوقائي التابع للرئيس الأسبق ياسر عرفات، لقد منح علمه هذا لحكومات عديدة وأصبح ثريًا". وذكرت أن "جزءًا كبيرًا من ثروته ورأس ماله صنعه في الإمارات، لديه علاقات تجارية في دول البلقان بالأخص في صربيا، والتي منحته الجنسية، في السنوات الثلاث الأخير اقترب دحلان من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان حلقة الوصل بينهما هو رجل الأعمال محمد رشيد، والذي عمل في الماضي مستشارًا اقتصاديًا لياسر عرفات ويسكن في القاهرة، الرجلان لديهما استثمارات مشتركة". واستطردت: "التطورات تتطلب اتصالات إضافية بين غزةوالقاهرة، لكن مبادئ هذه الاتصالات تم طرحها على المائدة، وسيكون من المثير معرفة كيف سترد إسرائيل". ومضت بقولها: "مصر تتوقف عن حصارها للقطاع كما اعتادت لمدة عقد من الزمان، ومن ناحية أخرى ستفرض حماية على حماس بشكل من شأنه خدمة إسرائيل في المستقبل". وأوضحت أنه "بواسطة تقارب حماس والقاهرة يقلل المصريون من حالة التدهور التي تعانيها الحركة الفلسطينية، وستتقلص رغبة الأخيرة في مواجهة مع إسرائيل، الأمر الذي تنظر إليه حماس كخيار واقعي ينقذها من البئر التي وقعت به". وختمت: "الوحيد الذي يشعر بالذعر من زيارة وفد حماس للقاهرة هو أبومازن، حيث إذا نجح مخطط المصالحة بين القاهرة والحركة الفلسطينية ستصبح الأخيرة حليفة لمصر وأكثر تطورًا على الصعيد الاقتصادي، في وقت يريدها فيه رئيس السلطة أكثر احتياجًا لرام الله ومنحها".