ذكرت صحيفة(نيويورك تايمز)الأمريكية أن مسئولي الإدارة الأمريكية يرغبون في أن تدعم موسكو مقترحا سيقدم للمجتمع الدولي ، يرمى إلى إخراج الرئيس السوري بشار الأسد عن سدة الحكم ، على غرار مبادرة الخليج التي حلت على إثرها الأزمة اليمنية وأدت لتنحى الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح . وأفادت الصحيفة-في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني-أن المقترح الأمريكي يدعو إلى التوصل إلى تسوية من خلال إجراء مفاوضات سياسية واسعة النطاق ترضي جميع أطياف المعارضة السورية لكنها تبقي في الوقت ذاته فلول حكومة الأسد في مناصبهم ، وذلك بهدف تحقيق نوع من التحول الديمقراطي كالذي شهدته اليمن بتقلد نائب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي منصب الرئاسة عقب أشهر من الاضطرابات العنيفة . وأشارت إلى أنه لا يمكن لهذا المقترح أن ينجح من دون مساعدة روسيا التي كانت واحدة من أبرز الحلفاء الدوليين الذين دعموا نظام الأسد وعارضت كافة مشاريع مجلس الأمن الدولي ضده...الأمر الذي دفع المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على موسكو لدفعها لإستخدام نفوذها لأجل تنحي الأسد وذلك على خلفية استمرار عمليات القتل والتعذيب للمدنيين السوريين . وتابعت القول بأن اتباع نموذج اليمن قد نوقش بالفعل في موسكو بما يعكس يأس موسكو في إيجاد حل للأزمة السورية وسط إعلان الأممالمتحدة بأن ألالاف المدنيين قد لقوا حتفهم منذ بدء الانتفاضة السورية في شهر مارس من العام الماضي . ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالإدارة الأمريكية قولهم " إن الرئيس أوباما سيناقش أبعاد هذا المقترح مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن عندما يعقد اجتماعا معه خلال الشهر القادم يعتبر الاول من نوعه منذ تنصيبه رئيسا لروسيا ، بينما تطرق طوماس دونيلون مستشار الرئيس أوباما لشئون الأمن القومي إلى هذا الأمر مع الرئيس الروسي منذ نحو ثلاثة أسابيع مضت " . وأضاف المسئولون " أنه عندما استعرض الرئيس أوباما هذا المقترح مع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف خلال اجتماعات قمة الثماني الكبار التي عقدت بالولاياتالمتحدة ، بدا على مدفيديف قبول الأمر بما يشير إلى رغبة روسيا في قبول خيار اتباع نموذج اليمن " . وعزت (نيويورك تايمز) الهدف من وراء دعم موسكو لنظام الأسد هو مخاوف القادة الروس من احتمالية أن تكون دمشق المعقل الأخير لنشر نفوذهم بالشرق الأوسط وذلك وسط الرياح العاصفة التي تجتاح المنطقة في الوقت الراهن ...مشيرة إلى كون سوريا مقرا للقاعدة البحرية الروسية وأرضا خصبة لجذب استثمارات النفط والغاز الروسي فضلا عن كونها شريك تجاري رئيسي وعميل مهم حريص على شراء الاسلحة الروسية . وتعليقا على هذا الأمر ، قال الخبير الروسي ورئيس مركز المصلحة القومية بواشنطن دميتري سيميس " إن الروس باتوا يعتبرون بشار الأسد عائقا يقف في طريقهم"...مضيفا " ومع ذلك فإن الرئيس بوتن لن يرغب في فقدان عملائه واحدا تلو الأخر بفضل مساعي الولاياتالمتحدة وهو يعتبر الأسد عميلا مفضلا له " . وفي السياق ذاته ، أعرب عدد من المسئولين الأمريكيين عن استعدادهم لطمأنة نظرائهم الروس حيال قدرتهم على الاحتفاظ بعلاقات بلادهم الوطيدة مع سوريا خلال مرحلة ما بعد الأسد ، حيث قال مسئول أمريكي رفض الكشف عن هويته " إن واشنطن تدرك حقيقة أن موسكو ترغب في أن يكون لها نفوذ متواصل في سوريا بيد أن جل اهتمامنا هو إرساء الاستقرار بسوريا وليس محو النفوذ الروسي بها " . واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بأن ذكرت أن العائق الكبير الذي يتواجد بين طيات النموذج اليمني لحل الأزمة السورية ، على حد قول العديد من الخبراء السياسيين ، يكمن في أن هناك اختلافات جمه بين اليمن وسوريا ؛ حيث تشبث الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بالحكم لأكثر من ثلاثة عقود من خلال تأسيس نظام سياسي معقد أسس على المحسوبية ، فعندما انهارت قوته برز على الساحة نائبه منصور عبد ربه هادي الذي استطاع فرض سيطرته على القوات الأمنية اليمنية على نحو جعله زعيما لفتره انتقالية يحظى بثقة الجميع . أما الوضع في سوريا فهو على النقيض تماما ؛ حيث أقام الأسد دولة أمنية في المقام الأول تخشى فيها طائفة العلويين التي ينتمي إليها الأسد من أن تلاقى مصير الإعدام في حال سقوط نظام الأسد مما يجعل حكومته تتماسك بشكل ملحوظ من خلال تقليل عدد الانشقاقات العسكرية ، الامر الذي وضعه في نهاية المطاف في مركز أكثر قوة من نظيرة اليمني السابق .