تحفظ «سلامة» على «الجبالي» و«عبدالمجيد» يعزز فرص «عبدالجواد» للعودة لمنصبه تشهد أروقة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة "الأهرام"، معركة حامية الوطيس، حول من يخلف ضياء رشوان، نقيب الصحفيين الأسبق فى منصب مدير المركز، الذى صدر قرار جمهورى منذ أكثر من شهر بتعيينه رئيسًا للهيئة العامة للاستعلامات. فعلى الرغم من انتهاء ولاية رشوان رسميًا، إلا أنه يباشر صلاحيته داخل المركز، حتى يتم اختيار خليفة له، الأمر الذي لم يتم حسمه حتى الآن، في ظل اشتعال الصراع حول المنصب. وعمل رشوان بشكل حثيث على توحيد الخبراء والباحثين بالمركز، لدعم عبدالفتاح الجبالى رئيس مجلس إدارة "الأهرام" السابق في رئاسة المركز، في ظل مخاوف من تهميشه، ومحاولة تفريغه من مضمونه. ودعا رشوان لاجتماعين عاجلين بحضور الخبراء والباحثين العاملين بالمركز للتصدى لمحاولات تقليص ميزانية المركز وإضعاف دوره، من خلال الاستعانة بخبرات الجبالى الاقتصادية، والذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة "الوطن"، ومنصب مستشار وزير المالية، الأمر الذي لايحظى بموافقة إدارة "الأهرام"، ما دفع الأخير لإعلان اعتذاره عن المنصب. بدورها، لم تقف الإدارة موقف المتفرج إزاء محاولات رشوان فرض خليفة له يحظى بالإجماع داخل المركز، إذ جرت اتصالات بين عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة، والباحث بالمركز محمد فايز فرحات، لشغل المنصب، وعبر تقديم سلسلة من الوعود والإغراءات بتحسين أوضاع العاملين به لاسيما الباحثين الشباب. غير أن محاولات الباحث الشاب قوبلت بحالة من الغضب الشديد من رموز المركز، وعلى رأسهم الدكتور أسامة الغزالى حرب والدكتور طه عبدالعليم، اللذين اعتبرا محاولات فرحات للوصول لهذه المنصب، تجاوزًا لأساتذته من كبار الباحثين. وجرت العادة على أن يتم اختيار مدير المركز بالتوافق بين الخبراء والباحثين العاملين فيه، واقتصار دور إدارة المؤسسة على إقرار هذا الاختيار. ويحظى اختيار الدكتور وحيد عبدالمجيد نائب رئيس المركز الأسبق بتأييد كبير لشغل المنصب، وهو اختيار لم يصادف هوى لدى الإدارة التى حاولت وضع العراقيل أمام الاختيار بالتذرع بتجاوزه سن التقاعد، والتأكيد أن استمراره داخل المؤسسة مرتبط بالتجديد له بشكل يجعل إسناد منصب إدارى له أمرًا شديد الصعوبة. وإزاء ذلك، سعت مجموعة من الخبراء والباحثين لطرح اسم الدكتور جمال عبدالجواد لمنصب مدير المركز، وهو المنصب الذي سبق وشغله، قبل أن يستقيل منه عقب اندلاع ثورة 25يناير، حيث يحظى بأسهم عالية وتقدير كبير لدى أغلب العاملين بالمركز للعودة لمنصبه. فيما ردت الإدارة على ذلك بإعادة الكرة مع الباحث فايز فرحات، لفرضه على إدارة المركز وهو أمر لا يحظى بالقبول، حتى من قبل الدكتور طه عبدالعليم الذى حاول الأول الاستقواء به فى ظل الصلات القوية التى تربطهما. مساعى الإدارة لفرض فايز فرحات لمنصب المدير، أعادت إلى الأذهان محاولة الدكتور أحمد سيد النجار، رئيس مجلس الإدارة السابق، إقالة ضياء رشوان منذ عامين، واختيار الباحث مجدى صبحى بديلاً، وهى المحاولة التى واجهت رفضًا عارمًا داخل المركز واعتبرت آنذاك مخالفة لتقاليده، فالمركز منذ تأسيسه على يد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، هو من يختار مديره وهو الأمر الذى راهن عليه رشوان ونجح فى إفشال محاولات النجار للسيطرة على المركز. وكان رموز مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" تناوبوا على رئاسة مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأعرق فى الشرق الأوسط، بدءًا من الدكتور عبدالمنعم سعيد مرورًا بعبدالفتاح الجبالى ونهاية بالدكتور أحمد سيد النجار.