ذاع صيت المحامية عائشة فارداج في الفترة الأخيرة، بعد أن أصبحت من أشهر محامى الطلاق والأكثر جذبا للأثرياء في العالم. وتعد عائشة فارداج، السيدة الجذابة التي شارفت على الخمسين، من بين محاميي الطلاق الأوسع شهرة والأكثر في العالم. ولقبت فارداج ب"نجمة قضايا الطلاق"، وتخصصت في مساعدة أصحاب الثروات، الذين تتجاوز قيمة أصولهم 30 مليون دولار، في الحصول على أفضل تسويات الطلاق الممكنة. ويقع المقر الرئيسي لمؤسستها القانونية "فارداج" في العاصمة البريطانية لندن، وكان لها الفضل في ترسيخ سمعة لندن كعاصمة الطلاق في العالم. ولأن المؤسسة تجتذب عملاء أثرياء من مختلف بلدان العالم، فكثيرا ما يسارع كلا الزوجين المقبلين على الانفصال للوصول إليها قبل الآخر. وتقول فارداج: "يتسابق كلا الزوجين المنفصلين بلا مبالغة للوصول إلي حتى أترافع عنه أو عنها في القضية ولا أترافع عن الطرف الآخر. والعبرة بمن يصل إلي أولا. وبالطبع، قبل قبول القضية علينا أن نفحص سجلات العملاء لدينا للتأكد من عدم وجود تضارب مصالح بين عملائنا المسجلين والعملاء المحتملين". ونظرا لكثرة الإنجازات والنجاحات التي حققتها فارداج، فقد تصل أتعابها إلى 795 جنيها إسترلينيا في الساعة، بالإضافة إلى الضرائب والمصاريف. وتتجاوز إيرادات مؤسسة فارداجز، التي بدأت مزاولة أعمالها قبل 12 عاما، 10 ملايين جنيه إسترليني في السنة. لكن في ظل التنافس الشديد في عالم المحاماة، فإن نجاح فارداغ لم يلق ترحيبا من الجميع، إذ اتهمها منتقدوها بأنها تلهث وراء الشهرة، سواء بالظهور بكثرة على شاشات التلفاز أو تعمد الدفاع بشراسة عن موكليها من أجل كسب القضايا. وتقول فاراداج، ردا على هذه الانتقادات، إنها تدرك أهمية إقامة علاقات مع الآخرين في مجال عملها، وإن بعض الناس لا يحبون المرأة التي تتمسك بآرائها ومواقفها، وتدافع عنها دون تحيز. وتضيف: "أتعامل دائما بمنتهى اللطف مع الخصم، ولكنني أصبح أكثر شراسة عند الترافع أمام المحكمة. وأدافع عن موكلي حتى آخر لحظة ولا أيأس، وبعض الناس غير معتادين على المرأة التي تتحلى بالإرادة". يطل المقر الرئيسي لمؤسسة "فارداجز" للخدمات القانونية على كاتدرائية سانت بول بالعاصمة البريطانية لندن وتتابع: "أنا لا أعرف المواربة، ولدي إصرار، وأفرض نفسي على الساحة بقوة. لكن البعض يشعرون بالقلق والخوف من وجودي، وهذا يدعوني للتساؤل إن كانت هذه النظرة سببها تحيز ضد المرأة." ولدت فارداج في مدينة أكسفورد، لأم بريطانية وأب باكستاني، وعاد أبوها إلى باكستان عندما كانت طفلة صغيرة، ونشأت وهي لا تكاد تعرف شيئا عنه. وتربت فاراداج في كنف أمها التي لم تتزوج، والتحقت بإحدى المدارس الثانوية المخصصة للمتفوقين علميا، ثم درست القانون بجامعة كامبريدج. وعملت فارداج في مجال القانون المالي والتجاري بلندن، ثم اتجهت إلى قانون الأسرة عام 2000 بعد أن خاضت تجربة "طلاق غير ودي"، وتخصصت في قضايا الطلاق. وتقول فاراداج: "عملت في مكتب المحامي الذي تولى قضية طلاقي. ورغم أنني كنت أرى أن القانون المالي ممتع فكريا، نادرا ما يلتفت الناس إلى الدور الذي تقوم به في القضية." وأضافت: "وقد استمتعت بقانون الأسرة قدر استمتاعي بالقانون المالي، مع الفارق أنني شعرت أن الواجب يحتم علي أن أترافع في قضايا الأسرة. فأنت تخوض معارك من أجل آخرين حتى لا يفقدوا منازلهم أو شركاتهم، أو للبقاء على اتصال مع أبنائهم، وكلها أمور لا غنى عنها". والتحقت فارداج بمكاتب محاماة أخرى، وكانت تحاضر في قانون الأسرة بجامعة كوين ماري، في لندن، ثم عزمت في عام 2005 على مزاولة أعمال المحاماة من غرفة إضافية في منزلها. وقررت فاراداج، التي لم يكن لديها عملاء في البداية، وكانت تعيل أطفالها الثلاثة، أن تتواصل بشتى السبل مع الآخرين، وتوسع دائرة معارفها قدر الإمكان لتلفت إليها الأنظار. المحامية البريطانية عائشة فارداغ تتحدث لقناة تلفزيونية بريطانية تستعين القنوات التلفزيونية البريطانية دائما بفارداج للتعليق على مسائل الطلاق وغيرها من قضايا قانون الأسرة ولهذا كانت تحرص على تعريف الناس بنفسها في المناسبات الاجتماعية التي كانت تحضرها في مختلف أنحاء لندن، مثل الحفلات الخيرية أو الحفلات التي تقام بمناسبة تدشين معارض جديدة. وكانت أول عميلة لديها هي إحدى الأمهات التي تعرفت عليها أثناء توصيل أبنائها إلى المدرسة، وتحدثت إليها في أحد اجتماعات الآباء مع المعلمين، ونجحت فارداج في الحصول على تسوية مرضية لموكلتها الأولى. ومع اتساع نطاق الشهرة التي حققتها فارداج، اجتذبت المزيد من العملاء. وتقول فارداج: "قد يبدو الأمر غريبا، فهناك دافعان كانا يحفزاني لفتح مكتب المحاماة الخاص بي، الدافع الأول هو أغنية لغوين ستيفاني 'ما الذي تنتظره'، والثاني فيلم كيفين كوستنر 'حقل الأحلام'، الذي تكررت فيه عبارة 'إذا بنيته، سيأتي إليك'". وأضافت: "كل هذا لأني جازفت وخطوت أولى الخطوات في مستقبلي المهني". واليوم يعمل لدى فارداج 55 محاميا في خمسة مكاتب، في أنحاء المملكة المتحدة، في لندن، وكامبريدج، ونيوكاسل، ووينشستر، ومانشستر. وتستضيف القنوات التلفزيونية البريطانية دائما فارداج للتعليق على قضايا الطلاق وغيرها من الأمور التي تستدعي التساؤل في قانون الأسرة. وفي حين تُنظر القضايا التي تتولاها مكاتب فارداج في محاكم إنجلترا أو ويلز، استقرت فارداج على مدار العامين الماضيين في إمارة دبي، لتنمي شبكة علاقاتها، وتلتقي بعملاء محتملين من الشرق الأوسط. وترفض فارداغ التحدث عن القضايا التي ترافعت فيها، ولكن إن أردت أن تعرف عملاءها، كل ما عليك فعله هو أن تكتب اسمها في محرك "غوغل" للبحث، وستظهر لك قائمة طويلة من المقالات التي تناولت قضايا أشهر موكليها. تقيم فارداج حاليا في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وفي وقت سابق من هذا العام، ساعدت فارداج ملكة جمال ماليزيا السابقة بولين شاي في الحصول على مبلغ 64 مليون جنيه إسترليني في قضية الطلاق التي رفعتها ضد زوجها السابق. وفي عام 2009، نجحت فارداج في إقناع المحكمة بالأخذ باتفاق ما قبل الزواج الذي وقعته موكلتها الألمانية مع زوجها، والذي سردا فيه شروط تقسيم الممتلكات في حالة الطلاق. ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها محكمة في المملكة المتحدة باتفاق ما قبل الزواج. وتقول فانيسا لويد بلات، محامية طلاق بالمملكة المتحدة، إن فارداغ "سطع نجمها في وقت قياسي في عالم المحاماة، وأنا من أشد المعجبين بها". وتضيف: "أعلم أن البعض يصفها بأنها فظة في التعامل أو صفات أخرى من هذا القبيل، ولكنني أرى أن مهنة المحاماة لا تخلو من الغيرة والأحقاد تجاه أي شخص، ولا سيما المرأة التي تحقق نجاحا باهرا. وأنا أثني على إنجازاتها الرائعة، وأتمنى لها التوفيق". وتقول فارداج إنها تتدخل في القضايا التي تتولاها المؤسسة بدرجات متفاوتة، من تقديم المشورة في بعض القضايا، إلى متابعة البعض الآخر والترافع فيها بنفسها. وتقول إن العملاء يدفعون لها المال لكي تتولى قضاياهم لأنهم واثقون أنها "ستغير نتائج القضية ومآلاتها تماما، ولأنها يمكنها أن تحدث تغييرا في القضية يستحق عشرات الملايين من الدولارات". وتضيف: "البعض يستخدمون وصف 'نجمة قضايا الطلاق' بقصد إهانتي، ولكنني أرى أنها من قبيل المدح. فإن الصراحة والإصرار والحيوية والتألق هي الصفات التي تميز المحامي عن غيره".