رفضت إثيوبيا، للمرة الثانية، إعطاء المكتب الاستشاري المختص بالدراسات الفنية صورًا للأقمار الصناعية عن الأعمال الإنشائية التي تقوم بها في سد النهضة، وذلك لكي يتمكن المكتب من تحديد حجم الإنشاءات في السد وتأثيرها. وبينما تؤكد تقارير عالمية، أن أثيوبيا باتت بين قوسين أو أدنى من الإعلان عن انتهاء الأعمال الإنشائية في السد وبدء فترة التخزين، تدعي أديس أبابا أن نسبة الإنجاز في السد لا تتعدى 70 %، ما يعني أنها قد تحضر لمفاجأة مصر في أي وقت بوجود السد كيانا مكتملًا أمام الجميع. كما طرحت مصر بشكل "سطحي" قضية سد النهضة داخل اجتماع دول حوض النيل، الخميس الماضى، وجاء الوفد المصري ولم تعلن أي جهة حكومية تفاصيل الزيارة، بينما تحدثت صحف عالمية أن مصر تطرقت لمناقشة جديدة سد النهضة ولكن ليس بالمستوى المأمول. وانصب الاهتمام المصري خلال الاجتماع على مناقشة اتفاقية عنتيبي، وهو الهدف من الحضور المصري في الأساس، فعادت مصر بعد سنوات من قطيعة دول حوض النيل لتجلس على طاولة واحدة وتبدأ في فتح اتفاقية عنتيبي مجددًا بعد أن رفضتها سابقًا. ويؤكد خبراء أن إثيوبيا أنهت جزء كبير من السد لم تفصح عنه، خصوصا وأن هناك تكتم تام على الأعمال الإنشائية التي تتم فيه، وبالتعاون الوثيق بين إثيوبيا وإسرائيل، تمكنت أديس أبابا من حجب كافة البيانات والخرائط والصور التوضيحية عن سد النهضة. وقال الدكتور بكري عطية، رئيس الجبهة الشعبية لحماية مياه نهر النيل، إنه يتوقع أن تعلن إثيوبيا في أي وقت إكمال بناء سد النهضة، داعيا إلى عدم الالتفات إلى تصريحاته الرسمية لأنها تعتمد طريقة "خبيثة". وأوضح عطية ل"المصريون"، أن الصور السابقة التي حصل عليها المكتب الاستشاري بصعوبة بالغة أثبتت أن الأعمال الإنشائية في السد "متطورة جدا"، مؤكدًا أن الشهر القادم ستتضح أمور عديدة عن السد. وأشار إلى وجود احتمالية للإعلان عن السد خلال أيام، خصوصا وأن الصحافة الإثيوبية هي الأخرى تتكتم عن الإعلان عن نسبة الإنشاء. من جانبه، أكد الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود العالمي، أن الدول الأفريقية بصفة عامة تتبع عنصر "المفاجأة"، لافتا إلى أن هذا الأسلوب كان ظاهرا منذ البداية على المفاوض الإثيوبي، طوال اجتماعات ظلت أكثر من 6 سنوات. وأوضح الشناوي في تصريح ل"المصريون"، أن عدم الإعلان عن نسبة إنشاء السد له احتمالين أحدهما، هو أن إثيوبيا تخشى ما يحدث داخليا، لاسيما وأن هناك من يرفض بناء سد النهضة، والاحتمال الأرجح هي أنها لا تريد الإزعاج بان يكون السد "أمرا واقعًا" بين ليلة وضحاها. وكانت إثيوبيا قد ألمحت في تصريحات لوزير خارجيتها بأنها قد تلجأ للتخزين في أي وقت على اعتبار أن هذا الأمر "حقًا" لها، ما يفتح باب التنبؤ بأنها قد تخزن في موسم الفيضان القادم والذي يبدأ قريبًا.